غلطة كمبيوتر
بدأ الأمر كله مع أمينة بغلطةعلى جهاز الكمبيوتر حيث كانت سيدة مسيحية محافظة متمسكة بدينها، وكانت تعمل كصحفيةإضافة إلى دورها التبشيري. وكانت فتاة غير عادية، حيث حققت درجات عالية من التفوقالدراسي أيام دراستها الثانوية، وحصلت كذلك على عديد من المنح الدراسية، كما تفوقتفي العمل الخاص بها، وكانت في حالة من المنافسة مع أقدر المحترفين المختصين، إذنالت عدداً كبيراً من الجوائز، بينما كانت لا تزال على مقاعد الكلية الجامعية. وفيأحد الأيام حصل خطأ على شاشة الكمبيوتر جعلها تكرس حياتها للدفاع عن الدينالمسيحي. وتطورت الأمور في وقت لاحق بما أحدث تغييراً كاملاً في حياتها.
حدث ذلك في عام 1975 لدىالاستخدام الأول للكمبيوتر في التسجيل المسبق للتخصصات والمواد في الكلية التيكانت تدرس فيها. وكانت تعد لنيل شهادتها في عالم الترفيه. وقد سجلت طلباً مفصلاًبذلك، وتوجهت إلى ولاية أوكلاهوما لإدارة نشاط عملي صغير خاص بها. ولذلك تأخرتعودتها، ووصلت إلى الجامعة بعد خمسة عشر يوماً من الموعد المحدد. ولم يكن تعويضالأيام الفائتة يمثل مشكلة لها، نظراً لقدراتها الدراسية المميزة، بل كانتالمفاجأة بالنسبة إليها هي أن خطأ في نظام التسجيل المسبق الآلي حدد لها مساقاًمسرحياً يتعين على الطالب المسجل فيه تقديم أدائه أمام الآخرين. وكانت أمينة منالفتيات الملتزمات، ولذلك هالها أن تفكر بمجرد الوقوف أمام الآخرين كي تتحدثإليهم. ولم تستطع سحب هذا المساق لأن الوقت كان متأخراً للغاية.
لم يكن كذلك بإمكانها إلغاءالمشاركة نظراً لأنها كانت حاصلة على منحة دراسية جامعية تؤمن لها حتى الإقامة،والغذاء. وبالتالي، فإن الرسوب في تحقيق متطلبات هذا المساق الدراسي كان يعنيبالنسبة إليها خسارة هذه المنحة الدراسية الحيوية. ونصحها زوجها بأن تحاول استبدالالمساق بمساق آخر يناسبها بصورة أفضل. وبذلك توجهت إلى أستاذها الذي وعدهابمساعدتها. ولكنها فوجئت حين عين لها مهامها الدراسية بأنها موجودة في فصل دراسيمملوء بالعرب، أو من يطلق عليهم هناك وصف "راكبي الجمال". وهكذا عادتإلى بيتها في حالة من الحزن، حيث لم تكن تتصور أن بإمكانها المشاركة في غرفة صفيةمليئة بالعرب.
تفكير عميق قبل القرار النهائي
كان زوجها هادئاً، وعميقاًكالعادة، حيث قال لها إن الله جعل لكل شيء سبباً، وإن عليها أن تمعن التفكير فيالأمر تماماً قبل اتخاذ قرارها النهائي بعدم المشاركة في هذا الصف. وإلى جانب كل هذهالأمور، كانت هنالك بالطبع قضية المنحة الدراسية الجامعية. ولذلك قررت أن تخلوبنفسها لمدة يومين كاملين بهدف زيادة قدراتها على التركيز، وبالتالي اتخاذ القرارالمناسب لهذا الموقف الذي وجدت نفسها في مواجهته. وحين خرجت من عزلتها التأمليةهذه قررت المضي قدماً، وقالت في نفسها إن الله قد اختارها لتقوم بمهمة تحويل هؤلاءالعرب إلى الدين المسيحي.