--متنـان: وهو اسم جمع لِلعَلَم: متنة، وتقع مواطنُهُم في وطن إخوتهم بني جعد، بالجبال الواقعة غربي جبال وانوغة، والممتدّة شمال غربي البويرة، حيث توجد فيها اليوم غابة باسمهم. وذكر البكري في (القرن 11م) فرقة من متنة في الرّصافة وكدية تافوغالت، الواقعتين بين مدينتي سبتة وطنجة، في المغرب الأقصى.
--بنو جعـد (الجعادة): استنادا إلى E. Pellissier وCarette وReynaud، فإنّ وطن بني جعد تحدّه من الشّمال قبائلُ الخشنة والزّواتنة (أهل وادي الزّيتون)، ومن الغرب قبائلُ بني خليفة وبني موسى، ومن الجنوب قبائلُ بني سليم وغريب، ومن الشّرق قبائل: بنو خلفون ونزليوة وحرشاوة، القبائليّة، وتسكنُ هذا الوطنَ بقايا قبيلة بني جعد، ويتكلّمون العربيّة، وفيهم إلى اليَوم فرقة تُسَمّى: صنهاجة، وتتكلّم البربريّة القبائليّة، وتساكُنُهم في هذا الوطن قبيلة گُشطولة Guchtola الزّواويّة (إيگوشظال) القبائليّة، ويُساكنُهُم فيه أيضا إخوتهم متنان. وبُطونُ بني جعد هي: بنو عمران الشّرفة وبنو بلقاسم وصنهاجة ومتنان وبنو سليم وأولاد سيدي سليم وأولاد إبراهيم. وذكر Carette فرقة من بني جعد، موطّنة بجنوب غربي بجاية، بالضفة اليمنى لوادي الصّومام.
--بنو باطويَـة: مواطَنُ الجمهور من باطويَة بِسهل گارت، الذي يُشكّل القسم الشرقي من إقليم الرّيف في المغرب الأقصى (أنظُر تحت عُنوان: صنهاجة الأطلس)، وذكرناهُم هنا اقتداءا بابن خلدون، لوجود فرعٍ منهُم بتُراب دولة الجزائر، وهُم القبيلة المشهورة الموطّنة جنوبي أَرزو، شمال غربي وهران، في الغرب الجزائري. ويتكلم أفراد هذه القبيلة البربرية إلى يومنا هذا، وتُسمّى باطويَة أيضا، ويُسَمّيها العامّة: بَطّيوة. وجاء في المقال المنشور في المجلّة الأفريقيّة، الذي كتبه A. Berbrugger أنّ بطيوة قبيلة قبائلية، أي: بربرية، تعيش على أنقاض مدينة أَرزو القديمة (الأثريّة)، وأضاف صاحب المقال: أنّ شيخ القبيلة المدعو: محمّد بلحاجّ بن داود، أخبره أنّ أصل قبيلته من المغرب الأقصى، وأنّهُ منذ ألف سنة، أي قبل زمن ابن خلدون بأربعة قرون، كانت القبيلَةُ تعيش على مسافة يوم من غربي مدينة مليليّة، وأنها استقرت عندَ قدومها إلى إمارة الجزائر أوّلَ الأمرِ، في نواحي مدينة مستغانم، وأخيرا استوطنت أرزو القديم، الذي يُسَمّى اليوم: بطّيوة، والذي يقع جنوب شرقي ميناء أرزو الفرنسي، أي: أرزو الحالي.
وقد ظبطَ الكُتّابُ العربُ، منهُم البكري لفظة أرزو هكذا، وهو الأصوب، وتُرسَمُ اليَوم: أرزيو، منقولَة منَ الفرنسيّة.
--وانوغـة: ورد في ترجمة الكاتب الفرنسي De Slane، للقسم الخاص بالبربر، من تاريخ ابن خلدون، أنّ وانوغة هي سلسلة الجبال التي تمتد مابين صور الغزلان وجبال البيبان إهـ، وتمتدّ هذه السّلسلة في بلدية بن داود، وجزء من بلديّتَي: منصورة والمهير، من ولاية برج بوعريريج؛ وبلدية وانوغة، من ولاية مسيلة. وتعيش في هذه الجبال قبائل كثيرة، بعضها بربري وبعضها عربي، ذكر منها Carette: كسنّة وأولاد مسلم وبنو يَلمان والسمّة (سمّاع؟) وأولاد طريف وأولاد جلال وأولاد سلامة والخرابشة وأهل الدار البيضاء وأولاد دعان وأولاد علي والسّلاطنة وأولاد سي علي بن يحيى وفضالة وبني وگاگ Weggag وأولاد قبيلة وأهل السبخة وأهل القصر، وذكر منها الرّحّالة الإنگليزي Shaw: أولاد بوبيد؟ وأولاد بلّيل. وتوجد بجبل أوراس اليوم، قبيلَة شاويّة مشهورة، تُسمّى: بني فضالة، وتمتدّ مواطنها على وادٍ يقع جنوب غربي مدينة باتنة، مُسَمّى باسمهم. واستناداً إلى قرارات Sénatus Consultes، فإنّ هذه القبيلة تنحدرُ من قبيلة بني فضالة من قبائل وانوغة، بجبال البيبان، وقد حرّفها Delartigue-في: Monographie de l'Aurès-إلى: واد نوغ.
--بنو عُثمـان: توجد قبيلة قبائليّة تُسمّى باسمهم، وتقطن مدينة تابلات، في جبال صنهاجة، جنوب شرقي بليدة، جنوب غربي الأخضريّة، من ولاية لَمديّة.
--أهل وطن السبت: استنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن السّبت هو أوسع الأوطان في تلول الجزائر العاصمة، فهو يمتدّ حتّى مدينة مليانة: يحدّه شمالاً البحر، وغرباً زناتة بني مناصر، وشرقاً وطن بني خليل. ويضم الوطن السّهل والجبل. فأمّا الجبل، فيضُمّ قبائل: موزاية وسوماتة وبني منّاد وبني بوحلوان. فأمّا موزاية، فقبيلة بربريّة قويّة، ذكر Pellissier أنّ مواطنها تقعُ غربي مواطن بني صالح، في وطن بني خليل، وتمتدّ على سفوح جبل معروف بها، ويفصلها عن قبيلة سوماتة، الطّريق الرّابط بين لَمديّة والبليدة. وعَدّ ابن خلدون في جبال قبيلة مليكش الصّنهاجيّة: جبل موزاية، وسمّاه: موصاية. فيُحتمل انتماء أهل هذا الجبل اليوم إلى قبيلة مليكش. واستناداً إلى F. Pharaon، فإنّ بُطونها هي: تادينارت وابن عطالي (أتالي؟) وأبو علاهُم وزدّينة وهاشم ووانفوف والفكايريّة وأولاد حسين والقسايْميّة والشّمامعة والسخايزيّة والكتيوة وأولاد سي عمّار وأحمر العين وبنو علي الحاجّ وتاحيلارس. وأمّا سوماتة، فقبيلة بربريّة عريقة، عَدّها ابنُ حزم وابنُ خلدون في بطون قبيل نفزاوة العظيم، الموطّن بالجريد التّونسي، وقد ذكرناها بشَيء من التّفصيل في كلامنا عن البربر البُتر، يْمَدغاسَن. وشمال غربي سوماتة، وشمالي بوحلوان وريغة زكّار، وشرقي بني مناصر، وعلى عشرينَ كيلومتراً جنوب شرقي شرشال، تقع مواطن قبيلة بني منّاد، وهي قبيلة بربريّة تنقسم على أربعَةَ عَشَرَ حيٍّ، أهمُّها: السّاحل وبني مريتز وجبابرة وأهل المريجة والحمّام. وإلى هذه القبيلة ينتسب ملوك بني زيري وبني حمّاد الصنهاجيين، وإلى بني زيري منهم، ينتسب الإمام المجدد عبد الحميد ابن باديس، فجدّه هُو السلطان المعز بن باديس الذي هزمه الهلاليون لأول دُخولهم إلى بلاد المغرب، فاستوطنَ عَقِبُهُ مدينة قسنطينة الهواء (قُسطَنكينيّة كُتامَة). أمّا بوحلوان، فهو إقليم يحدّه بنو منّاد من الشّمال، وجندل من الجنوب، وريغةُ زكّار من الجنوب والغرب، وسوماتة من الشّرق والشّمال الشّرقي، وتسكُنُه قبائل عربيّة، كانت على عهد الأتراك العُثمانيّين تُشكّل فرقة الزّمول (القافلة) العسكريّة. ويضمّ سهل وطن السّبت في متيجة، قبيلة حجّوط الكبيرة، وثلاث قبائل أخرى صغيرة، وهي: أولاد حميدان وزناگرة (زناخرة؟) وبنو علاّل. وهذه القبائل الصّغيرة الثّلاث جاءت من الصّحراء، واستقرّت منذ قرون في سهل متّيجة. ويَمرّ بإقليم أولاد حميدان الطّريق المُؤدّي إلى الغرب الجزائري، ويقع إقليمهم بالضّفة اليُمنى لوادي جرّ. ويقع إقليم الزناگرة بالضّفة الأخرى لنفس الوادي، ويمتدّ إلى حدود إقليم بني مناصر الزّناتيين، وقد ذكر Carette أن اسمهُم قريب من اسم زناگة، التّسميّة البربريّة لصنهاجة، مما قد يُؤكّد أنهم صنهاجيّون. في حين يقع إقليم بني علاّل بين وادي الشّفّة وأولاد حميدان.
--أهل وطن بني موسى: استنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن بني موسى، رغم أنّه هو أضيق الأوطان، فإنّه أجملها وأغناها. يحدّه شمالا الفحص، وجنوبا وطن بني خليفة، وغربا وادي الحرّاش، الذي يفصلُهُ عن وطن بني خليل، وشرقا وطن الخشنة (بني خشين)، وينقسم أيضا إلى سهل وجبل. فالسّهل ينقسم إلى مائة وواحد من الأحواش (مُفردُها: وحوش، وتعني: مزرعة)، موزّعة على سبعة أحياء، وهي: الشّراعبة (الشّرّابة؟) وأولاد حميرات وأولاد حامد وأولاد سلامة والمرابعة (الشّرّاقة والغرّابة) وبنو حورلي. وينقسم الجبل إلى سبعة أحياء أيضا، وهي: بنو عزّون وبنو محمد وبنو كشميط وبنو زرقين وبنو عطيّة وبنو جليد وبنو غمد. ويعيش في هذا الوطن اليوم بقايا فرعين مشهورين من بربر صنهاجة، ذكرهما الإدريسي في (القرن 12م)، وهما: بنو تاشفين وبنو محمّد.
--أهل وطن حمزة: قال البكري في (القرن 11م): وسوق حمزة مدينة عليها سور وخندق، وبها آبار عذبة، وهي لصنهاجة، نزلها حمزة بن الحسن وبناها إهـ. وحمزة بن الحسن العلوي، هو حمزة بن الحسن بن سليمان بن الحسين بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب-رضي الله عنهما-. واستنادا إلى E. Pellissier، فإنّ وطن حمزة يضمّ اليوم قبائل: بن العزاز (بلعزّاز) وبني علّة وأولاد مدّور، البربريّة، وتعيش معهم قبيلة أولاد بلّيل العربيّة، ثُمّ غزته مؤخّرا قبيلة أولاد ماضي القويّة، وهيَ من العرب الرُّحَل. ويذكر ابن خلدون أنّ خراب مملكة هاز التي كانت قائمة بوطن حمزة، كان على يد جوهر الصّقلبي (الصّقلّي)، قائد العبيديين الفاطميّين الشّيعة، ثُمّ قال: وحمل بني حمزة منهم إلى القيروان، وبقيت منهم بقايا في الجبال والأطراف فهم معروفون هناك عند البربر إهـ. وما زالت لهؤلاء الأشراف بقايا في جبال القبائل اليوم. ويذكر E. Pellissier أنّ القلعة المُسمّاة بُرج حمزة، قد بُنيت على أنقاض مدينة Auzia الرّومانيّة، وأنّ العرب يُسمّون هذه الأنقاض: صُوَر الغزلان.
--سُكّان مدينة لَمديّة وجبل تيطري: ذكر ابنُ خلدون مدينة لَمديّة، فقال: فيها قبائل من صنهاجة يعرفون بلمدية وإليهم تنسب إهـ، وقال في موضع آخر: ولَمديّة قبيل من بطون صنهاجة سميت البلد بهم إهـ، وقال أيضا: حصن لَمدية، وهو المسمى بأهله لَمدية-بفتح اللام والميم وكسر الدال وتشديد الياء بعدها وهاء النسب آخرها-وهم بطن من بطون صنهاجة. وكان المختط لها بلگّين بن زيري إهـ. وسمّاها في موضع آخر: لَمدونة، فقال: ومدينة لَمدونة. وهم بطن من بطون صنهاجَة إهـ. وكانت هذه المدينة قاعدة بايليك تيطري، الذي كان ينقسم على عهد الأتراك العُثمانيّين إلى واحدٍ وعشرينَ وطناً، منها سبعة أوطان تحيط بمدينة لَمديّة، وهي: بني حسن وحسن بن علي وبني يعقوب ووزرة ووامري وريغة وهوَارة. وقد أشار ابن خلدون إلى بني حسن، وسَمّاهُم كبار صنهاجة، وذكر أن بطون بني يزيد من زُغبة، من عرب بني هلال، قد استوطنت بلاد صنهاجة، مثل: الدّهوس وسهل حمزة وبني حسن، فيُحتملُ أنّهُم هؤلاء أو غيرُهُم، ويذهبُ De Slane إلى أنّهم ليسوا هُم، وإنّما المقصودون هُنا هُم بنو حَسَن المقيمون بنواحي بِجاية.
وذكر Carette فرقة من صنهاجة ما زالت باسمِها، مندرجَةً في قبيلة ريغة القمانة، الموطّنة في جبل تيطري، حول مدينة لَمدية.
--بنو مزغنّـة: جاء في هامش ترجمة De Slaneللقسم الخاصّ بتاريخ البربر، من تاريخ ابن خلدون، هذه العبارة: بنو مزغنّة يقيمون، إلى يومنا هذا، في أَغاليك بني جعد، على إحدى عَشَرَ مرحلة جنوب شرقي الجزائر إهـ. بينما يذكر Carette أنّهم اندثروا بفعل الحروب والصراعات، وخلعوا اسمهم على جبل بالمجرى الأعلى لوادي يسّر، وهُوَ من ضمن المزارات المقصودة. وتوجدُ في بلادِ زواوة، بالقبائلِ الكُبرى، ما بينَ دلّس ورأس دلّس، غابة تُسمّة مزغنّة!