اه تلك النجمة

موضوع: اه تلك النجمة الإثنين أغسطس 09, 2010 1:49 am

اه...تلك النجمة.
-1-
ها انا قبالتك...حبيبتي
ممتلئ بالبحر واحلام البر كاني
ادخل اجواء الله بي اشواق الخلق
فبحق هذه العشبة المراهقة..قولي لي:
-اين الرياح الكافية لتاجيج
امواجي؟
ثم هذه كلماتي متخمة
بضجيج العوالم وصخب
الاشعار...فبحق تلك الزنبقة
البرية اومئي لي:
-اين مناطق الصمت الكثيفة
لتفجير كلماتي؟
ها انا قبالتك, وها انت قبالتي
واراك واسفي تهربين كطيف قبيل القبلة بطرفة عين
-فهل سترحلين عن قلبي , بحري
كالاخريات
-2-
وحيدا كعادتي...حزينا كعادتي
تغتال توهجاتي اتعاب الايام الفقيرة
تحاصر افراحي صيغ العلاقات الباردة
تحبط تالقاتي اشكال الجمل الفارغة
اقاوم واقاوم
اركب سفن الخلق تزفني الى
محيطات الابداع اغاريد حسون ونغمة حزن
فاتبعها متفردا..متوحدا...
بي اشواق التكوين
والتشكيل.. اللعب واللذات....
حلاجا كنت
ترافقني اشراقات الصوفية وتهاليل الله
ودقات
سمفونية..
ادخل بلادا..اخرج من بلاد
ابني احلاما..اهدم اشواقا..
انحت لفظا..اشكل قلبا
ارسم نجما اصور نغما
اكتب لفظا..اسحق حقدا
اسقط عرشا اتوج ساعدا
ارمي حرفا..اقتل قصرا
في لحظة التطهر كنت هائجا كالبحر
بين اللغة واللغة كنت
ابحث عن لحظة معاناة تشبه فجرا ريفيا
عسلا جبلييا فرحا طفوليا
اوشكت...لحظة..فقط
وامسك بلغاتي..يا الهي..
اين تلك الكلمة التي تملا فمي
لاصرخ بكامل قوتي:
-يا عالم...يا مخلوق الله...
لماذا وشمت على روحي كل تلك الاخاديد؟
وسقطت على وجهي متعبا..
اجهشت ببكاء حار..ثم فتحت عيني
مثقل الروح , ثمل الجسد
وبدات ارى..من خلف الهضاب الهمجية
ومن وراء سماوات الضباب...
كانت نجمة انيقة
تصعد مشعة تحف بها اطياف نورانية تنده لي..:
وقررت الرحيل..اليس الرحيل قدر الفنان ؟
-3-
نهضت..بي رغبة الرؤية..
فركت عيني..نظرت..بدا الضباب
ينقشع.. سكنتني الدهشة
صرخت:
يا لفضاعة هذا الذي حدث ويحدث؟؟
اقتربت ..كانت الساحة...مغطاة بالدماء
مضرجة بجثث لا حصر لها
جماجم صفراء..رؤوس مذبوحة
اجساد زنوج واثداء امهات
نهود صغيرة... شفاه فتية
قصائد جريحة..
وتغاريد يسيل من حواشيها الدم
وضعت يدي على وجهي....
-يا للفضاعة؟؟؟
ساسقط..يا نجمتي..انقذيني..
روائح البارود تخنقني واجساد الاحلام
المعصورة تكبحني...نجمتي...
انقذيني...ساسقط...ساسقط..
ساسقط
لم اعرف اني بدات اركض...
كانت نجمة انيقة...مشعة..
تناديني...توميء الي..
-تعال يا بن الارض؟
احسست بقوة فتى في العشرين
قاومت الريح التي كانت
تردني على اعقابي..
صامدا اجري...كنبي في ارض الكفار..
شامخا اركض كمناضل في ازقة الشيلي
وعندما رايت الاسلاك الشائكة
الخوذات والصلبان المعقوفة خلفي...
كانت تبتعد ..وكنت ابتعد..
لم اعد خائفا لان النجمة ترافقني
الم ترافق النجوم دائما الانبياء
المناضلين والفنانين؟
-4-
وتدفقت الكلمات من روحي اشعارا:
اواه حبيبتي-بدون قطرة ماء
هاجرت بحثا عنك...ارايت كم
هي الساحات مخيفة؟؟
ورغم ذلك كنت جنديا شجاعا
تؤجج انفاسه اشواق الانتصار..
بدون قطرة ماء في صحاري قاحلة..
تجلطت رمالها ويبست كثبانها...
كان شعاعك يجرني خلفه..خيط حرير...
وكنت اجري وادخر طاقتي
للجبال السوداء القادمة..لعلي
القاك على قمة بعيدة عن اثار
خطوات الجند والعسكر
وعجلات الزنجرات والدبابات
شفافة..نظيفة..انيقة مغسولة
من صلوات الشيوخ وبركات الباباوات
اركض واشعاعك يخطفني.
فتى غضا يقاوم الريح الموحشة
في سهول معشوشبة ندية
كنت اراك تنزلين تكللك تيجان تبرق
وتحيط بك اطياف نورانية.
وعندما اقتربت منك..تحرقني لهفة اللقاء
في اللحظة التي تشابكت فيها ايادينا
وتناثر معها شعرك على وجهي
مضمخا بعبير سماوي....
كان شئا صلبا كالخنجر
او الصمت يفتح فجوة في جسدي..
اه اه اه
بين يديك بدات اتساقط
ببطء..وحيدا..مطعونا بالبرد
والموت..قلبي على كفي ودمي
يغمرني كشهيد نقي..
اه حبيبتي
لماذا كنت تصعدين وتركتيني كانك قاتلتي؟؟
-5-
وجاء اصدقاء لي..وجوه
احبها واعرفها.كان البحر.الحب
الحرف..يحيطون بي وبين
الغياب والحضور
بين اليقظة والغيبوبة كنت
المح كادحي الارض
ووجه امي وبريقا يشبه نظرة طفولية
وبسمة رفاقية بها رائحة حينا العمالي
كلهم معي بخبزاتهم وعنفوانهم ونضالاتهم
باركهم وجه امي..
قال البحر: قاوم ستفتت الارواح
الصخرية الرديئة وحكى لي اساطير
مقاومة الموج للشطان وصخور العالم
ثم اطعمني سمكا لذيذا وشد على
فجوة جرحي اعشابا بحرية خضراء...
وحملت لي موجة رقيقة من اديمه
وجها احببته ذات يوم...فضيلة
اطلقت كلمة ما بين العياء والانشراح
-اه يا عشقي المنفي
قال الحب : اصمد
هذا وجهها..يتشكل عبر المسافات
البحرية فضمه تميمة على صدرك
ولما سمع الحرف ما قاله الحب توالد كلمات
وجملا متموسقة وانكب على شاطئ رملي ندي
في حدود البحر والبر كانت نجمة البحر شاهدة
اه فضيلة...يا وجها تحمله حزينا.امواج شطان المتوسط الاخرى
عليه وشم مدن الغربة ساسكر وفاءا لطيبته
في حانة خافتة الاضواء
اجهشت وترقرت في العيون
دموع..رايت قرية-سانت اوبان-منفى لقطعة من روحي
مغمورة بين اشجار صنوبر –الالب-الثلجي
-زوجوك ...يا عشقي المصادر
واحببتني بدون ان تبوحي...
وهتف كادحو العالك
صارع..هذا البحر ..الحب الحرف معنا
وهذه حبات عرق ذهبية
وعذابات ارواح شغيلة نسقها
كتاب عشق ومقاومة
تراء لي البحر كان يدا سمحة
مسحت على وجهه..هادئا وقورا..
فقط نشيد فضيلة ووجهها كانا ياتيان
سمفونية فالس موحية حنونة
نسمة تداعب صدري الجريح...
عكزت على قاماتهم شدوا رباطا على جرحي
وضعوا حول عنقي عقدا من حبات العرق
تلالات زمردات خليجية بينما توهجت بينهما
نجمة حمراء..
مشينا قليلا..
اسندنا الى صخور ملساء..وشبكنا ايادينا كنا نبدو
شجرة واحدة بملايين الاغصان
وتحت انظار وجه امي الوقور السمح الشاهد
تعاهدنا..ان نبقى بنيانا مرصوصا باسمنت الوفاء
الرفقة والمقاومة
-6-
فجاة...يا لهول ضربات هذه الصنجات والالات
كانها النهاية
كانها الحروب الفاشية...في
الافق كان الضجيج الهمجي يشوه
سمفونية اللقاء ..برزت كتل من الحديد القديم
كانت تقترب وتتشكل
وجوها غولية مشعرة الخدود
تطلق شرارات القمع
اواه يا للفضاعة
-هذه الكتل ليست غريبة قال عامل
وهتف الانبياء والشهداء بالدهشة
بينما اجج البحر امواجه بدانا
نتعرف على الوجوه..
ابو جهل..معاوية بلحية صفراء..وهذا مسرور الرشيد
وذاك الشاه.والحبشي
يا للبشاعة
اليس هذا بينوشي يتوسط هتلر ويضع يده اليمنى
على كتف موسولوني
اواه كيف اجتمعوا كنفاية في مزبلة..
يا ما زالوا ياتون
اليس هؤلاء شيوخا قتلوا الحلاج ذات يوم
واعتقلوا رسائل طفلة عاشقة..
ثم اليس هؤلاء اباطرة التاريخ
وخلفاء الله المعاصرين الذين
ذبحوا اطفالا احتفالا وسرورا
واولائك ارباب المال والاعمال.
لكن لماذا تحولوا بهذه البشاعة؟
اصبحوا كتلا من الحديد الصلد الصديء..
انه الصراع قال عامل متذكرا اجداده الشهداء
تكتلنا...البحر...الحب الحرف
كادحوالعالم والانبياء الشهداء والمناضلون
تذكرنا عهدنا المقدس..
لنقاوم وسنفل هذه الركامات من الصلابة الوحشية
الم يقل عامل منا على هضبة معركة:
-انهم نمور من ورق
جاء وجه امي وقال:
-اعجنوا عيونكم رصاصات
عجنا عيوننا بماء البحر والعشق
وبدانا نطلق الرصاص بحب على جبال الحديد
ومازالت المعركة تشتعل
فقط اكد وجه امي اننا سننتصر
وكان الحب ينكتب بالحرف على شكل-ف-
كفيتنام وكفلسطين
وفضيلة بينما كان البحر يعيد
اساطيره حول مقاومة الامواج لصخور العالم
-7-
البعض سقط ...البعض جن
والاخرون تبعوا نجمة وما يزالون في اثرها
-8-
اما انا فقد كنت اشكل
وجها للحب والمقاومة..اعيد صياغة القارات المنهوبة
واندد بالسرقات والانتهاكات وابحث عن جمل..
شفافة..كثيفة..قوية تقول الحب
الذي اختزنه هنا تحت الثدي الايسر
وترشدني الى نجمة طعنتني ذات يوم..
-9-
اوشكت ان اذوق طعم الخلق..
ولكن قبل لحظة كن فيكون
سقطت شهيد المعاناة..
-10-
وما زلت ساقطا...بين جمرات تشتعل..
بينما نجمةانيقة توميء الي تند الي:
قاوم يا بن الارض.
عمار بلحسن
وهران 7 جانفي 1980

المكرم زيتوني

من حقك ان تحزن عليه .. طيب الله ثراه

توقفت كثيرا هنا فعجزت ان اختصر مايقال بحق نصه اي كلام .. سوى ان اللغة افتقدته ..

موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?

مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/

شكرا فاطمة على سلامة الذوق وحسن البوح
انه بالفعل قمة لغوية فهو يسيل لغة لا يكتبها