لم يكن في زمن بهلول مصطلحات سياسية كما الآن ولكن الأمور كانت تختزل عند كرسي (الوالي).وفي مخادع الجواري كانت تفشى الأسرار.
أما اليوم ومع السرعة الملحوظة لتناسل الثواني في أروقة الدقائق والساعات.نرى التعددية في أوج أشكالها وكل مسمى له أربابه حاملين بأيديهم (مسمار جحا) ليجدوا جدارا يقول (هيت لكم).
و أستميحكم عذرا يا سادة لأنني لست بصدد سرد هذا الكلام جزافا أو اتخاذ المعايير والأصول إلا مجازا.لذلك وفي خضم حروب الحواس المعدودة وتلاطم أمواج الأحداث التي تعلو حينا لترسم الأخطار في الأفق وتنساب حينا أخر لتعانق شعبي الجريح.والحقيقة تجوب البحار رافعة أشرعة المبادئ راجية بر الأمان .وخارج كل النصوص وبخلاف المألوف استذكرت تفاحة (نيوتن) كيف سقطت؟ وماهيتها؟وكيف أجادت استنفار حجيرات الدماغ معلنة عن ولادة (قانون الجاذبية).فهل كانت يا ترى (راديكالية) المنحى وأرادت استئصال الجذور وإعادة البناء بشمولية وعمق؟ أم كانت (ليبرالية)الإصلاح محترمة بذلك السرعة والمسافة؟ ويظن البعض إنها(تكنوقراطية) المذاق لأنها اختارت وبعلمية وتقنية زمان ومكان الاستنفار؟ويذهب آخرون على أنها (فيدرالية) لأنها لم ترضى بثقب الباب منظارا للرؤية.
وفي زحام هذه المصطلحات التي نراها في الأجندات قام بهلول خطيبا وقال ((ملح السياسة يجب أن يضاف وبدقة كي لا يعلو ضغط الأزمات إذا ازداد ولا تهبط حنكة السياسي إن قل .والكل بحاجة لأتحاذ الحكمة ملعقة لتسوية المقادير والأمور.وجعل الصبر نارا هادئة لإنضاج الحرية والمساواة وإياكم وبراكين الفرقة والحقد والحسد لأنها حارقة)).شكرا يا بهلول لا فض فوك وأشهد بأنها كلمات تحتاج إلى وقفة وحكمة تبحث عن مبصرين حتى يقف شلال الدم العراقي ويشتد الساعد الوطني الشريف ليضرب وبقوة الحق على رؤوس القتلة الذين يحاولون جعل الليل الموحش أبديا إنهم حقا مرض عضال ويجب استئصاله.
ولكن قبل أن تعصف بنا رياح الوداع أود أن تعيرني إحدى أذنيك يا بهلول لأبوح لك بحلم(منذ الصبا وأنا احلم بوطني ربيعا تتغازل في سمائه النوارس .وجنانا يحتضن أزهار العالم اجمع.وبما أن حلمي يمتلك جناحان لذلك لن يستطيع احد تحجيمه وضرب من الخيال اعتقاله).فوداعا يا حكيم ولن ننسى ((أشكال بهلول)).
سعيـد هــو قلبــي لانـه دائــم النبــض بأسم الحـبيب