متأملا (الموناليزا) تلك الأسطورة التي صاغتها فرشاة متأرجحة بنسق ٍ بين أنامل (دافنشي) سمعت همسا يقول:
اقترب لي معك حديث ذي شجون .
من ؟ ماذا؟ كيف؟ لوحة تنطق ؟!
وما الغرابة فألم وطنك أنطقني
الم وطني؟
بل إن صح التعبير الآلام
انك تتحدثين فعلا وأنا لست في إحدى كوابيسي اللعينة
ومن قال انك في سبات؟
إني أخاله غيبوبة يا (جيوكندا)
هل تعلم سري أيها الناظر إلى لوني؟
قالوا فيك نظرة حزن ٍ وابتسامة أمل
وكفى؟
وقيل انك وجه جمع شطرا من الألم و أخر من الفرح.
نعم أنا كما أسلفت وربما أكثر وأعمق .لكن هناك أوجه تشابه بيني وبين وطنك .
إنني أمعن النظر إليك فعلا أنت تشبهين وطني.
إن مشاعرنا مستوحاة من الدمع والابتسامة
يا ليتها تكون كثيرا من الأفراح وقليلا من الأحزان
هل تعلمين؟عراقته حتمت عليه حمل تاريخ ٍ عظيم ٍوبصمات تنير دروب أبنائه الأوفياء .
كما أنا اعتقلت أفكار وأحلام وأمنيات من رسمني حتى اجعل تلك اللحظة خالدة
ولا أُذكر إلا وبصمته عنواني.
يا حضرة اللوحة هل صدرك يسع كلاما يخالجني منذ زمن بعيد؟
قل كلي أذان صاغية وسأستنشق كلماتك برغبة عارمة .
ولدت منذ زمن نسيت تدوينه وما انسانيه إلا الألم أن اذكره .
ولكن والدتي تقول انه أكثر من ربع قرن .لا علينا المهم إنني كنت أرى تجلي الرب
على المخلوقات باسمه البديع فرأيت ألوانا وأشكالا وأحجاما مختلفة .ودائما اردد في سري ما الفرق بين الحكمة والقدرة . حتى أتت لحظة كشف لي حجاب هذا الأمر حينها كنت ارتشف قطرات من ماء الفرات العذب فعلمت إن القدرة هي كخلق سيدنا
ادم (عليه السلام) من العدم والحكمة أن جعل الله (عز وجل) لخلق ادم جديد أن يكون هناك رابطا وثيقا هو (النكاح) فسررت لهذه المعرفة إلا أنني بعد حين علمت أن الله (عز وجل) تسري كلمة قدرته في كل شيء حتى في الحكمة نفسها والعكس بالعكس.
لا أطيل الحديث عليك خرجت أنا ووطني من قدرة حرب دامت لسنوات لندخل حكمة حرب أنزفت شعبي وأثخنت جراحه .وما بين تلك وهذه أصاب الوطن ويلات وكثرت فيه الآهات ..
أقاطعك لبرهة أود أن أجفف دمعي انه ينسكب بالواني المختلفة .
هل تودين أن أكمل؟
نعم أكمل رغم ما يعتصرني.
بعدها أردنا تعلم تجربة فريدة من نوعها تدعى (الديمقراطية) أي أن نتحرر ونأكل ما نريد ونلبس ما نحب ونختار حكما فيه المواطن سلطانا ونشارك أصحاب القرار بما يجول في خواطرنا كي نبني الوطن معا لكننا تفاجئنا بأنه علينا دفع ضرائب لهذه التجربة فكم ماتوا وكم فقدوا وكم هاجروا .نعم في السر كان هناك مخاض لولادة (العنف) وكي تتم يجب إجهاض أل (آهنسا) حتما انك تعرفينها تلك المبادئ الأساسية لديانة (ألجين) عند الهندوس واتخذها (غاندي) مبدأ لفلسفته السياسية باختصار (اللا عنف) وفرش ارض الوطن بالون الأحمر لا تفرحي ليس الورد الأحمر هو ما اقصد . وأنا ألان استعد ليوم بدا عده التنازلي لأقتل فيه (باندور)*
تلك اللعينة ليفوح عطر الطمأنينة .
آآآآآآآآآه
ما لك تتحسرين يا (موناليزا)؟
أتمنى أن تحقق أنت وشعبك ما تصبون إليه وترجونه .
آآآآه أتمنى ذلك يا عزيزتي
لا عليكَ لن يطول الحزن كثيرا وسيستعيد وطنك جناحي الأمن والطمأنينة
سأقبلكِ حينها واستمع عند مقامكِ ل(كسارة البندق) و (بحيرة البجع) لأني اعشق الموسيقى الهادئة فقد سئمتُ دوي الانفجارات ولحن الموت المرعب والى لقاءٍ قريب.
نعم إلى لقاءٍ اقرب من القريب كي تسرد لي أحداثا كلها فرحا ومستقبلا بلون الأرجوان .
*(باندور) هي المرأة الأولى في الأساطير اليونانية أدى فضولها إلى فتح جرة مغلقة كانت الشرور محفوظة فيها فانتشرت في العالم .
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين ..
موضوع: في حضرة الموناليزا 
الجمعة مارس 05, 2010 8:09 pm
