حرائق قلب لعبد القادر زيتوني عن دار تيمقاد للنَّشر
2010/01/09
الجزائر 'القدس العربي' - من ليلى طيبي:
صدر حديثا عن دار تيمقاد للنشر، وبدعم من وزارة الثقافة الجزائرية، مجموعة قصصية للأديب زيتوني عبد القادر تحت عنوان: 'حرائق قلب'. وهي تحوي أربع عشرة قصة موزعة على اثنتين وسبعين صفحة كانت كافية' لتؤمن للقارئ رحلة نحو عالم متعة القراءة الهادفة .
تندرج إبداعات الأديب تحت راية الواقعية، التي ركزت همومها وسلطتها على المسألة الاجتماعية بكل تفرعاتها، فقصصه جلها احتجاجات عنيفة ضد الظلم والقهر والاستغلال بجميع أشكاله، والقيمة الأساسية عند القاص هي الإنسان وسط المغامرة من اجل ما هو ضائع ، فهو يطمح من خلال نماذجه إلى أنسنة الوجود بعقلية تترفع عن تحطيم منطق التكوين الإنساني، ويسعى جاهدا إلى توحيد مصالحه بين الحياة والإنسان كقيمة. فالداخل إلى إبداعات زيتوني يعيش الإنسان المفجوع الذي يطالب ويناضل من اجل إصلاح نقاط محددة، وسط عالم موبوء مع منحه - أي القارئ - لحظات رومانسية لتلمس الإحباط النفسي والاجتماعي والسياسي والخيبة والعجز في التواصل الحر مع الواقع (هموم قزحية التقاطع) مثلا.
أهم ما يميز هذه المجموعة هو قدرة القاص على توحيد تجاربه الروحية بقدراته اللغوية، فهناك ثراء لغوي بحيث تشعر أن القاص لا يتعثر في البحث عن ألفاظه ولا يفتعل اشتقاقات لغوية غريبة، فالكلمة والجملة تحققان انسيابا فنيا رائعا يستوعب الروحي والنفسي. كما استخدم القاص فنيات القصة القصيرة الحديثة من خطفات وومضات وارتدادات والنهايات المفتوحة قصد إشراك القارئ فيما يطرح، بالإضافة إلى استعمال الرمز والإيحاء الذي عبر به عن معاناة الإنسان العربي أمام تشرذم أمته. ينهي عبد القادر زيتوني قصته الجميلة 'هموم قزحية التقاطع' بما يلي: 'يا لحطب حديقتنا ماله يُنسى ولا يشتعل'، هي الكتابة أيضا حطب الذاكرة الذي ننتظر اشتعاله لنحمي حدسنا من البرد.
________________________________________
القدس العربي