زوزو نبيل
--------------------------------------------------------------------------------
عزيزة أمام الشهيرة بـزوزو نبيل بدأت مشوارها علي خشبة المسرح في فرقة مختار عثمان ثم فرقة رمسيس و استعان بها كمال سليم في أول أفلامه " وراء الستار " عام 1937 إلا أن نجاح زوزو نبيل كان في الإذاعة من خلال ألف ليلة وليله للمخرج محمد محمود عثمان و تدين زوزو نبيل بتكريس وجودها للسينما لرجلين الأول هو " توجو مزاحي " الذي امن بموهبتها منذ البداية فاسند إليها ادوارا في أفلامه مثل " نور الدين و البحارة الثلاثة " و فيلم " سلامه " أما الرجل الآخر فكان حسن الإمام الذي لم يكتف بإشراكها في عشرة من أهم أفلامه السينمائية فرسم العديد من الشخصيات المختلفة لها شخصية المرأه الشريرة صاحبة السطو والنفوذ كما في فيلم " قلوب الناس " او زوجة أب ريفية كما في" الخرساء " و من ابرز أدوارها وبعيدا عن حسن إمام كان في فيلم " أنا حرة " و فيلم " هذاالرجل أحبه " التي أدت فيه دورا بدون أي حوار و هو دورأمراه مجنونة زوجه ليحيى شاهين مع ماجدة و أيضا أدت دور الكوميديا الضاحكة في فيلم " في الهوا سوا " عام 1951 ومع عبد الحليم في اول ادواره في فيلم لحن الوفاء كما شاركت أيضا في فيلم " يا تحب يا تقب " عام 1993.
زوزو نبيل والف ليلة وليلة
هي صاحبة ذلك الصوت الذي لايمكن لمن سمعه أن ينساه الفنّانة الكبيرة (زوزو نبيل)، التي كتب عنها السيناريست والصحافي المصري (عاطف النمر): وننتظر الليلة التالية لنعيش معها من جديد حكاية جديدة، حتى عشنا معها وعاشت معنا في الليالي الساحرة (ألف ليلة وليلة) التي تربّت عليها أجيال وأجيال في الوطن العربي على مدى سنوات، كانت خلالها (زوزو نبيل)، أو (شهرزاد) القرن العشرين العلامة المسجّلة...
ويقول عنها الروائي الفلسطيني رشاد ابو شاور
عرفتها عن طريق حّاسة السمع من إذاعة القاهرة في منتصف الخمسينات، عندما كان والدي يصطحبني معه إلى مقهى (خميس) عند الطرف الجنوبي لمخيم (النويعمة) القريب من جدول الماء الذي يتدفّق من (عين الديوك) ليروي الحقول الخضراء المترامية.
كنت أتلهّف على هبوط المساء، فألّح على والدي بالذهاب إلى المقهى، حيث أسمع ليلةً جديدةً يختتمها صوت ناعس حالم متثائب: بلغني أيّها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد أن.. ويرتفع صوت الديك معلناً أفول ليلة جديدة أنقذت فيها (شهرزاد) بالحكايات حياة بنات جنسها، وبزوغ فجر جديد يبشّر بأمل يؤنسن فيه (شهريار).
زوزو نبيل شدّتني إلى حكايات شهرزاد، وحين كانت تنغّم كلمة (مولاي) كنت أرى عرشاً وسلطاناً ناعساً كأنه طفل، وشهرزاد تسرّب الحكايات إلى نفسه فتبهجه وتجعله ينتظر بلهفة الليلة القادمة بما فيها من قّص أخاذ مثير للمخيلة، عن ناس يخوضون مغامرات في البر والبحر، في بغداد ودمشق، في بلاد فارس وبلاد الصين، حيث يختلط الإنس بالجن، ويتصارع الخير والشر، ويتنافر الحب مع الكراهية ويصطرعان.
الصوت بتعبيراته ودرجات علوه وانخفاضه، بعذوبته، بهمسه، كان ينقلني على أجنحته مع طائر (الرّخ)، ومع البنات اللواتي يرتدين أجنحة الحمام ويخلعنها ثمّ يهبطن للسباحة بأجسادهن الرشيقة الأثيرية...
كبرنا وقرأنا (ألف ليلة وليلة) وظلت ليالي شهرزاد وألف ليلة وليلة وصوت زوزو نبيل، والموسيقى المميزة في المقدمة والخاتمة المنفتحة على ليلة جديدة موعودة في البال، أقوى وأكثر تأثيراً ومتعة من القراءة البحثية الجافة.