لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
لا تقتصر نظرة سكان لندن الى هايد بارك على اعتبارها رئة لعاصمتهم المزدحمة. فالحديقة المترامية الأطراف تحظى بمكانة خاصة في قلوب اللنديين لا تحظى بها أية
حديقة أخرى.
هذه المكانة الخاصة ظهرت في اختيار راديو-2، التابع لـ بي بي سي، لهايد بارك كي يكون مكانا للاحتفاء بفريق غنائي له مكانة خاصة جدا لدى البريطانيين على الرغم
من جنسيته السويدية.
فبعد أكثر من ثلاثة عقود على احتلالهم قوائم المبيعات حول العالم، قام "راديو-2" بتقديم الشكر لفريق "آبا" الغنائي الذي شكل رمزا لمرحلة كاملة من الموسيقى.
وبالرغم من انتهاء مسيرة الفريق الغنائية عام 1983 إلا أن الفريق الذي تشكل في عام 1970 استطاع أن يجعل ثلاثة أجيال من عشاق الموسيقى مشدودين الى
موسيقاهم، كما أثبت الحفل الذي حضره أكثر من ثلاثين ألف شخص.
فور دخولي الى ساحة الاحتفال فوجئت بوجود جميع الاعمار حاضرة من أجل الاستماع الى آبا.. لكن بالطبع كان عمرا معينا هو الغالب. هؤلاء بالطبع هم من كانوا
مراهقين وشبابا خلال عهود ازدهار آبا على الساحة الموسيقية في أعوام السبعينيات والسنوات الثلاث الأولى من عقد الثمانينيات.
ولم يكن ايضا اي من محبي موسيقى البوب في العالم يعلم أن فريقا سويديا يغني بالانجليزية يمكن أن يلهب مشاعر محبي الموسيقى وان يحتل مكانة مميزة الى
جانب الفرق الكبيرة مثل البيتلز ورولينج ستونز.
موسيقاهم الجيدة كانت بالطبع أحد الأسباب ولكن السبب الأبرز وراء نجاحهم يعود الى أنهم واكبوا مرحلة موسيقية عرفت باسم "موسيقى الديسكو" والتي ازدهرت
في الولايات المتحدة والمدن الأوروبية خلال سبعينيات القرن الماضي وشهدت ذروتها مع فيلم حمى ليلة سبت الذي لعب بطولته الممثل الأمريكي جون ترافولتا وشكل
انطلاقته الى عالم السينما.
موسيقاهم الجيدة أيضا كانت سببا وراء حب العاهل الأردني الراحل الملك حسين لأغانيهم. فوفقا لما ورد في مذكرات زوجته الملكة نور فإنه كان يحب ان يغني لها
أغاني فريق آبا خلال فترة تعارفهم في سبعينيات القرن الماضي.
كان فريق آبا آنذاك تعبيرا عن حقبة السبعينيات التي شهدت تحولا في المزاج العام للشباب في العالم. كان الجميع يحلم آنذاك بالسلام العالمي والخلاص من الحرب
الباردة والرعب النووي.
لكن لماذا يعود الناس لسماع أغانيهم الآن وقد انتهت الحرب الباردة وتحول الرعب النووي الى خوف من المستقبل.
سيدة البريطانية تنتمي الى الجيل الأول من عشاق آبا قالت لي إنها تعتقد أن الجيل الثاني والثالث من عشاق هذا الفريق الغنائي يحاول الهروب من الركود الاقتصادي
الذي يجتاح العالم هذه الأيام وأن موسيقاهم المرحة تجعل الناس تحن إليها .
في نهاية الحفل والذي تراقص أكثر من ثلاثين ألفا على أغاني آبا، بدت هايد بارك وكأنها تحولت الى آلة زمن عملاقة نقلت الجميع الى زمن آخر.. حتى من كانوا شبابا
خلال حقبة آبا بدوا أكثر شبابا وهم يستعيدون ذكرياتهم التي شكلت فصلا كاملا من تاريخ الموسيقى.
بي بي سي - لندن
__________________
جمــــــــــــــــال
أقول للناس للاحباب نحن هنا أسرى محبتكم فى الموكب السارى