لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
موضوع: سيرة الأمير حمزة البهلوان الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 1:27 pm
سيرة الأمير حمزة البهلوان
كتاب في الأدب والقصص، فلما كثرت مجالس الأنس والمسامرة كثر عندها القصاص والرواة وبرز فن جديد وهو فن الروايات فيصار إلى قصة ما ويحاك عليها آلاف القصص الأخرى وتحلى بأشكال خيالية كثيرة على سبيل المؤانسة والتشويق، ومن أشهرها هذه القصة التي بين أيدينا " حمزة البهلوان " وقد شاعت هذه القصة كثيرا، فإنها تحكي عن أمجاد هذا الأمير وقوته وأخباره . وهي مليئة بالحماس والمغامرة ................. وبالاختصار إن الملك كسرى أنوشروان كان أغلى ملوك العالم وكان يحب الرفقة والزخرفة والعظمة حتى وصل إلى درجة تفوق العقل الإنساني. ففي أحد الأيام دخل سرير منامه وهو يفكر فيما وصلت إليه دولته وما ناله من الحكم وطاعة العباد، وبعد أن استغرق في نومه حلم حلماً قبيحاً استيقظ مرعوباً منه وخائفاً، وأقام أكثر من ساعتين مضطرباً إلى أن عادته سنة الكرى ثانية وما لبث أن رأى نفس الحلم وشاهد ما شاهده أولاً، فاستيقظ ثانية مضطرباً اضطراباً عظيماً أكثر من الأول ولم يعد يأخذ نوم قط وهو ينتظر قدوم النهار ليخرج إلى ديوانه ويتخلص من أوهام تلك الليلة وليعرض على وزيره بزرجمهر تفسير هذا الحلم لعلمه بما هو عليه من سعة المعارف والاطلاع على ظواهر الأمور وخفاياها فضلاً عن معرفته بلغات العالم أجمع. وعند اتيان النهار وإشراق شمسه لامعة على الناس لبس ثيابه وخرج بموكبه حسب عادته غير أن الناس كانت تتعجب من خروجه في مثل هذا الوقت ولا أحد يعلم السبب وبقي سائراً إلى أن دخل الإيوان وجلس على سريره في صدره وبعث إلى حاشيته وبطانته من أهل المناصب والمراتب في ديوانه وجاء واحداً بعد واحد وعند وصول كل واحد منهم يسجد للملك ويرجع إلى كرسيه وما منهم من يجسر أن يسأل الملك عن حاله بل كانوا ينتظرون مجيء وزيره إلى أن وصل بختك من قرقيش وبعد أن استقرّ إلى جانبه قال له أحيت النار سيدنا الملك وخدمته السعادة... أفدنا عن حالك وما السبب لغيظك واضطرابك وكدرك الذي نراه يعلو وجهك.. قال أعلم أني رأيت حلماً كدرني وأقلقني... وأني أحب أن أستفسر من وزيري بزرجمهر عن هذا الحلم وتعبيره. قال بختك إن شاء سيدي أخبرني بهذا الحلم.. قال رأيت نفسي جالساً في إيواني أشعر بجوع عظيم وإذ قدم إلى مائدة من الذهب عليها صحن من العاج منقوش بالنقوش الفارسية وداخل الصحن المذكور وزة كبيرة تاقت نفسي إلى أن أتناول منها وأسد رمقتي وإذا بطلب هائل المنظر.. هجم عليها ونبح فيَّ فجفلت ورجعت إلى الوراء وبعد ذلك تقدم من الوزة فأخذها في فمه وأراد الخروج من إيواني وأنا أتحرق وأتململ والجوع يأخذ بي ويزدني ضعفاً ولا أقدر على استخلاص طعامي من فم الكلب. ومن ثم رأيت أسداً عظيماً قد دخل من الباب قبل أن يخرج الكلب وحالما وصل إليه ضربه بيده ألقاه ميتاً وتناول الوزة من فمه وأعادها إليَّ دون أن يلحق بها ما أكره فاستيقظت بعد ذلك من نومي مرعوباً.. وبينما الملك والوزير بختك يتحايران بذلك.. وإذ ببزرجمهور الوزير قد أقبل ودخل الديوان وتلقاه كسرى بالترحاب وكأن هماً سقط عن قلبه وحال جلوس الوزير قال له الملك: رأيت في الليلة الماضية حلماً هائلاً راعني جداً وألفاني باضطراب عظيم ولا أرتاح من هذه الحالة إلا إن أظهرت لي تفسير هذا الحلم.. ثم إن كسرى أنوشروان قصّ على وزيره المنام ولما سمع الوزير من الملك حلمه أمعن وأطرق إلى الأرض برهة وهو يسأل الله توضيح الحقيقة... وبعد أن بان له كل ما يدل عليه ذلك الحلم وعرف بمساعدة الله سبحانه وتعالى ما يكون على البلاد رفع رأسه فقال: اعلم يا مولاي أن الله سبحانه وتعالى وهو الإله الذي أعبده يدير الكون بمعرفته ويدير العباد بعنايته لا تأخذه سنة الكرى ولا يغفل عن أمر قط... قصد في هذه المرة أن يظهر لكم ما سيكون على دولتكم وما يأتي عليها قبل بسنين وأعوام، فالمائدة هي مدينتك والصحن والوزة هما خزينتك وسريرك، والكلب الذي اختطف الوزة هو فارس يظهر في بلاد الحجاز عظيم القدر والشأن". وهكذا استطاع الوزير تفسير حلم كسرى ليظهر فعلاً الأمير الفارس حمزة البهلوان حمزة العرب ولتتوالى أحداث هذه الحكاية التي تروي شجاعة هذا الأمير الفارس الذي استطاع التغلب على كسرى وملكه ليعلي كلمة الحق والإسلام في بلاد فارس.