د.مقداد رحيمُ

**
كـُحـل ُ عيـنيـهــا
**

أدمنتُ ترتيبَ انشطارات ِ الفؤاد ِ
وسارَ بين هواجسي
في كل ِّ قافلة ٍ تروم ُ الشرقَ
بوحٌ هامسٌ
مِـنْ همهمات ِ الروح ِ يُقرئها السلامْ
شوقٌ إلى نار ٍ تَـأجَّـج ُ للضيوف ِ
هناكَ في مَرمَى الـخِيـامْ
فإذا دهتـْـني فِـتـنة ٌ
مِـن خيمة ٍ عربية ٍ
مِن ذلك الشرقِ المدجَّج ِ بالمباخر ِ
والمطارف ِ
والـهُـيامْ
كحلٌ يُغافلُ طرفَ عينيها
إذا افترشتْ تنامْ
ويَجئ ُ مِـن بُـعْـد ٍ
إلـيَّ..
إذا يَجـئ ُ
بلغت ُ أشتاتَ المنى
ونسيتُ أشتاتَ الكلامْ
**

**
د.مقداد رحيمُ
**

مَـثـواي الأخــيـر

اندبيني للهوى الأمثل ِ
مِن بَعـدي وقولي:
"كان صبَّـاً
طاهرَ النبض ِ
جديراً بـِهوايْ"

اندبيني لِـزمـان ٍ
لم يكنْ وَصْلاً
ولا بُعـداً
ولا فَصْلاً لِعشقي
أو مراسيمَ جنوني
أو بَـشيراً لِـنُهـايْ

نجمة ُ الصبح ِ تـهاوتْ
والضحى غادرَ سفحي
ونُهيرات ِ حقولي
ورُبـايْ

لم يَعـدْ للعـمرِ مَرمَى
لا ولا دربٌ ستمشيه ِ خُطــايْ

كان حلماً فتماهَى
في زوال ٍ
طاوياً أحلى مُنـايْ

اندبيني ذكريات ٍ
عاجلات ٍ
مثل عمر الورد ِ
غضَّـاً
فربيع ُ العمر ِ لم يألفْ نَـدايْ

اندبـي صوتاً بلقياك ِ تغنَّى
إنما بـاتَ صـدايْ

واندبـي الأشعـارَ عنِّـي
وبقايـا أغنياتـي
ومواويلي
وسيفاً
لم يجـدْ للفـوز أفقـاً
فتهاوَى
دونَ رفضي
أو رضـايْ

كنت ُ كَـتَّـمتُ دموعي
سادراً في كبريائي
فدعيني أفضح اليومَ بُـكايْ

واكفُـفي الدمعة َ في أرجاء روحي
واسلمي
وانتدبي كلَّ غروب ٍ
لرثائي
كلَّ مزمارٍ ونــايْ

سلمتْ عيناك ِ مِن دمع ٍ
ومِن حُـزن ٍ
أما يَـكفي أسـايْ؟

اندبيني لِغـد ٍ حلو ٍ عَصيٍّ
فإذا ما جـاءَ بَعــدي
فاعذريني
وانثـري الزهـرَ على قـبري
ومُــرِّي بِـثَـرايْ

اندبيني أنـا وحـدي
فأنا المَـيِّـت ُ
في حبك ِ
مـا مــاتَ سـوايْ!
....
7-3-2008

•
لِـوجهـك ِ فضـل ُ انبـهـاري
•
لوجهكِ فَـضْـل ٌ
على البدر ِ...
فضلٌ كبـيرْ
فقد علَّمَ البدرَ كيف سيـبدو
بـِـطابع ِ حُـسْـن ٍ
وعلَّمَـهُ كيفَ - يا حلوتـي -
يَـستـديــرْ
وعَـلَّمَـه ُ الابتسامَ
بغمازتـين ِ
ووجه ٍ مُنــــــيرْ
.....

لوجهك ِ فضلٌ
على الحقل ِ...
فضل ٌ كبـيرْ
فقد وهبَ الحقلَ
فصلَ الربيع ِ
وألهمَـهُ الضحْـك َ
مِـن مقلتيك ِ
وأغرقَـه ُ في الحُـبورْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على النهـر ِ...
فضل ٌ كبـيرْ
فقد سَـرَّ للنهـر ِ سِرَّاً
بأنَّ الغنــاءَ
شفاءُ العليل ِ
وأوصاهُ ألاّ يَـمَلَّ الخَـريرْ
......

لوجهك ِ فضل ٌ
على الليل ِ...
فضل ٌ كبـيرْ
فقد غَـرق َ الليل ُ في الظلمات ِ
وأوعزَ وجهُـك ِ للنجم ِ
أنْ يستنــيرْ
....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الصبح ِ ...
فضل ٌ كبـيرْ
فقدَ قال للصبح ِ:
يا صُبحُ كُـنْ كالبشارة ِ للعاشقينَ
بِـيوم ِ سـرورْ
وللزارعين َ
بِـيوم ٍ مَطـيرْ
فَـنِعْـمَ البشـير ْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الضوء ِ...
فضل ٌ كبيـرْ
فقد صار وجهُك ِ
للضوء ِ ضوءاً
إذا غاب َ
أو حَجَـبَتْـه ُ الستـورْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الحب ِّ...
فضل ٌ كبـــيرْ
فقد زف َّ حلوَ الأماني
إلى العاشقـين َ
وهزَّ القلـوب َ
وأحيَى مواتَ الشعـور ْ
....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الشعـرِ...
فضل ٌ كبــيـرْ
فقد ألهمَ الشعراءَ الهيامَ
وأحلى القوافـي
وأسمَى المعانـي
وجَـدَّدَ للقول ِ ألفَ سبيل ٍ
فجادوا بشعر ٍ كثيــرْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على السحر ِ...
فضل ٌ كبيرْ
فقد سَحَـرَ الناس َ
من غير سِحْـر ٍ
وأودَى بِـمَنْ تعرفـينَ
ولا تعرفـين َ
فتبدو أمـور ٌ
وتخفـَى أمـورْ !
فلا مِـنْ مُعـين ٍ
لصب ٍّ مَـشوق ٍ
ولا مِـنْ مُجـيـرْ !
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الرسم ِ...
فضل ٌ كبـيرْ
فقد زاد َ في الرسم ِ لوناً
وصَـرَّحَ للراسم ِ الفـذ ِّ
أنْ يستعــيرْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ
على الزهـرِ...
فضل كبيرْ
فقد غار زهرُ الربيع ِ
على ضَـوْع ِ أنفاسك ِ المُشتهاة ِ
ليعرفَ سِـرَّ العَبـيرْ
وخدَّاك ِ يستوضحان ِ
لماذا تَـغــارُ الزهـورْ !
......

لوجهك ِ فضل ٌ
على النوم ِ...
فضل ٌ كبيرْ
فقد زادَ للساهرين َ
اشتياقاً
لِـحُلم ٍ قـَـصيـرْ
.....

لوجهك ِ فضل ٌ على المستحيل ِ
فقد بَثَّ فيـه ِ الوجود َ
فها هو بـين َ الأنــام ِ
يَـدورْ !
.....

لوجهك ِ فضلُ انبهاري
وذلك َ فضل ٌ كبـــــيرْ !
.....

فهلَ تعرفـينَ
لوجهـك ِ كـلَّ الخبايـا
وكـلَّ المزايـا
وكم هـوَ وجه ٌ خَطـيـرْ ؟!
.....

11-12-2006
\
/

أحــاديـثــُها

-1-
مُغـرَم ٌ بالبقايـــــا
ففـيها انتظار ٌ لذيــذ ُ الهـوى
عشت ُ ظِـلـَّـاً
لكي أتبعَــه ْ

-2-
مُغـرَم ٌ بالمساء ِ الذي حط َّ في شُـرفـتي
والغيوم ِ التي خربشت ْ
فوقَ وجـه ِ النهار ِ
اشتكاهــا
فـَرشـَّـتْ هنا أدمُـعَــه ْ

-3-
مُغـرَم ٌ بانتصاف ِ الكؤوس ِ
فـفي أسفـل ِ الكأس ِ
لون ُ اشـتـهـائـي
أرى مَـوقِـعَـه ْ

-4-
مُـغـرَم ٌ بالحواشي
على دفـتري
دونما كِـلـْـمة ٍ مُـزمَـعَــه ْ
والفراغات ِ بيـنَ السطور ِ
فقـد أدَّعـي
في غَــد ٍ
فِكرة ً مُـسرِعه ْ

-5-
مُـغـرم ٌ بالمواعيد ِ
حتّى إذا كـَـذ َّبتْ
قلت ُ: لـمْ تنـته ِ المَعـمعـهْ !

-6-
مُغـرَم ٌ بالشموس ِ التي
يستـرُ الأُفـق ُ منها
وجوهــاً
وترتــاد ُ – لـمـَّــا تـزلْ-
مَـخدَعَـه ْ

-7-
مُغـرَم ٌ بالحيــاة ِ ...
أنــا عـاشِـق ٌ
لم تـزلْ نـفسُـه ُ
بالهـوَى مُولـَـعه ْ

-8-
مُغـرم ٌ بالربيـع ِ
قصيــراً أتـى
وأتابـع ُ في لهـفـة ٍ
مَـرجعَـه ْ

-9-
مُـغـرم ٌ كل َّ عِـيــد ٍ
بِـتعنـيقـِـها
ليتـني كل َّ عِـيــد ٍ
مَـعَـه ْ !

-10-
مُـغـرَم ٌ بالـليالي
أرى نجمة َ الصبح ِ
تـُفـشي الهـوَى
وتـَشي بالتي هَجـَعت ْ
في دَعَــه ْ !

-11-
مغرم ٌ بالبقايـــا
مَـدى العمـر ِ
إلـَّــا أحاديـثـُـها
كلـَّـما انقـَطع َ الشهـد ُ مِـنْ فَـمِـها
قلت ُ: ويل ٌ لِمن قـَـطـَّـعَـهْ !

د. مقداد رحيم

ثـُـنـائــيـَّـة الـخـِـلاف

-1-
اثـنان ِ اختـلفـا:
عنقود ٌ يسخرُ مِـنْ حَـبـَّـه ْ
والحبة ُ تُغري بالعنقـود ْ
والخمرة ُ غيـرَ مُبالية ٍ
تـَـمرحُ في الشفتـين ْ

-2-
اثـنان ِ اختـلفـا:
الكـُــحْـلُ يـقولُ: أنا الأصـل ْ
والهدبُ يـُـهـدِّد بالقـَـتـْـل ْ
والسحرُ استلقـَى في الظـل ّ ْ
و تمــادَى في العينـين ْ

-3-
اثنان اختـلفـا:
البدرُ الـتـم ُّ يفاخرُ بالداره ْ
والدارة ُ تـَـنوي الإستـقـلال ْ
والوجه ُ الضائي مُـنـشـغِـل ٌ
بـِـتمام ِ الفِـتـنه ْ

-4-
اثـنان ِ اختـلفـا:
الأيـمن ُ قال: أنا الأعلى
والأيـسرُ قال: أنا الأحلى
وهـُـما سِـيـَّــــان ْ !

-5-
اثـنان ِ اختـلفـا:
الليل ُ يقـول ُ أنـا الأطـول ْ
والشَّـعـرُ يقول ُ أنـا الأجمـل ْ
والعِـطـرُ يـمرُّ بـِـصمْـت ٍ
ويـحُـث ُّ الآهــاتْ

-6-
اثـنان اختـلفـا:
إصبـعُـها يسخرُ مِـنْ قـَـلـَـم ٍ
والقـلم ُ استـقـوَى بالكلِمه ْ
والنص ُّ انـسل َّ على مَـهْـل ٍ
لِـيطِـل َّ على الأحبــاب ْ

-7-
اثنـان ِ اختلفـا:
الحكمة ُ تـُـوصي بالصبـر ْ
والصبـرُ يُـجادلُ في الأمـر ْ
وأنا مَـبهورُ الإحســــــاس ْ
أسعـَـى بيـنَ الجـِـنـَّـة ِ والنــــاس ْ
***

:
شعر مقداد رحيم

تـَـعُــد ُّ النجوم

ظفرت ُ بـها ذا مساء ٍ
تَـعُـد ُّ النجوم َ
بأنـمُـلة ٍ ناحِلـهْ
فكمْ نجمـة ً سقَطتْ
في مَـدَى الصدر ِ
مِـنْ عِـقـْـدِها المُستـَفـَـز ِّ
وكمْ نـجمة ً آيلـهْ
وكم نـجمة ً
ما تزال ُ تـُـطـرِّز ُ
حُـلم َ الليالي
وكم نـجمة ً آفِـلـهْ ؟
وتضحك ُ إنْ غابَ بدر ٌ
وتـبكي
إذا الأفـْــقُ سال َ
شـَـقيـقاً على السابـِلـهْ
......
ظفرت ُ بـها ذا صباح ٍ
تـُـفسِّـر حُلم َ الخميلة ِ بالهجْـر ِ...
تجفل ُ أزهارُها الذابلـهْ
......
ظفرت ُ بـِها ذا هَجـيـر ٍ
تَـعــد ُّ على النهر ِ
أنفاسَـه ُ
وتُـبلـِّـل ُُ
بالنوم ِ
تَـسريـحة َ القائِـلـهْ
.......
ظفرت ُ بـها ذا حَصاد ٍ
تـذرُّ البيادر َ
بالهَمَسات ِ
وتحرس ُ بالعِـطْـر ِ
ضَـوْعاً
خُطىً آمِلـهْ
.......
ظفرتُ بـها ذا حَـنين ٍ
تَـعُلُّ بدجلة َ ماءَ الفرات ِ
فــتـَـشرَق ُ بالرافدين ِ
أنوثـتـُـها الكامِـلـهْ
.......
ظفرتُ بها ذا أنيـن ٍ
تُـمسِّـد ُ حزنَ الفؤاد ِ
فأبكي
بُكاءَ الزمان ِ
على بـَسمة ٍ راحِلـهْ
.......
ظفرتُ بـها ذا زمان ِ افتراع ٍ
تـُـكركرُ
حتى ترامتْ ضفيرتـُـها
في الحقول ِ ربيعاً
وأزهرت الأشهرُ الماحِلـهْ
.......
ظفرت ُ بقلبي
يُـقلـِّـم ُ أنفاسَـها
ويراود ُ ضحكـتـَـها
في حياء ٍ
ويلثــم ُ في ظِـلـِّها
نسمة ً عاطِـلـهْ
........
ظفرت ُ به ِ مُـمسِكاً
بالشُّغاف ِ
ليكتـبَ بالعطر ِ
فيـه ِ
ترانيــم َ شوق ِ الحروف ِ
لإطلالـة ٍ آجِلـهْ
.......
ظفرت ُ به ِ
يـجمعُ الخَـفْـق َ في سَـلـَّــة ٍ للفصول ِ
ويغرسُ ريحانة ً في الوريد ِ
لتنمو وينمو
وتنمو وينمو
وتنمو وينمو
فـيُشعل ُ عند اللقـاء ِ الزغاريد َ
شَـمْـعاً
وينـثـرُ خُضرَ الأمانـي
على قامـة ٍ هـازِلـهْ
.......
يُـرتـِّـب ُ أشجانـَه ُ في ذهــول ٍ
كما رَتـَّـبَـتْ رسمَ حنّائـها
في يديـها
وأغوتْ بِـه ِ هَمهماتِ الشفاه ِ
وأودتْ بعشاقها المتعبين َ
ومازال عُشـَّــاقـُـها
في ضُحى القافِـلـهْ
.......
ظفرتُ بقلبي
يـُـقَــلـِّب ُ فيها الأماني
ويختار ُ أمنـيـة ً عاجِـلـهْ
ويغفـر ُ للذكريات ِ المسيل َ
على شـُــرفـة ِ العمر ِ
كالغيمة ِ الوابـِـلـهْ
.......
ظفرت ُ بـها ذا غروب ٍ
تـَـغُـض ُّ الحنـين َ
وتبخل ُ بالنظرة ِ السائلـهْ
أموت ُ إذنْ
وهِـيَ القاتـِـلـهْ !

د. مقداد رحيم

إلــيــها

-غـَـرَق –

عَنْ بُـعْـد ٍ
أَستلقي في بـَحـر ِ أُنوثـتـِـها

-رسالــة –

في السطـر الآخِـر ِ
مِنْ أَنفاسي
وقــَّـعتُ على أَشواقي
ونسيتُ النـُّـقـطـهْ

-خَـجَـل –

حَـبَّـاتُ الثلج ِ تَبـوحُ
بـِنار الوجد ِ
ومُدهشتي
تـَـتـَـنـهـَّـد ُ
في الـعُـتـْـمـهْ

-صمت –

في زاوية المقهَى
تَجــلـِسُ صامتة ً
تـَـشـربُ مِـنْ فنجانـي

-انتظار –

منـتظِـرٌ في آخرتـي
دُنـياها

-تواضُع –

قامتـُـــها
أَطولُ
مِـنْ قامتْ هِـي !

-سُلـوان –

أَستيقظ ُ مَدهوشاً:
لـمْ أحلمْ هـذا اليـومْ !

-جَــواب –

سَـلـَّـمتُ على وجـه ِ البدر ِ
فـَـمَـرَّتْ غـَـيمـهْ

- انبهـار –

لـمَّـا مَـرَّتْ بالسحر ِ خُطاها
قَـطـَّعتُ شرايـينَ الكلماتْ

-نجمـة –

ضاءت ْ أو ضاعت ْ
لابـد َّ ستسقـط ُ يوماً
في كـف ِّ الليـلْ

-كَـلِمة –

في خاطـرِها
أربـعُ وصفات ٍ للجنـَّـهْ

-أنـــا –

طِـفـْــل ٌ
يَـلعبُ بالجَـمـرة ِ والـتـَّـمْـرهْ !
...

د. مقداد رحيم

أضحـى الـتدانـي

يا أرضَ فاتنتي حُبَّـاً أظلِّـينا
...... فكمْ بَعُدتِ على رُغم الجوى فِـينا
قد كنتُ أستودع البدرَ القصيَّ مُنى ً
........ أنْ نلتقي، وتولَّى البدرُ يُقصيـنا
حتى دنونا وكان البحرُ موعدَنا
....... وصارَ يشهد ُ عَن قُرب ٍ تناجـينا
فليشهد البحر ُ أنـَّا ذات َ أمسية ٍ
....... كُنا اختصرنا كثـيراً مِن أمانيـنا
كأنها لحظة ٌجادَ الزمانُ بـها
....... لله ِ كم مَطَلَـتْنا كي تُوافـينا !
لا يفرح الوَغد ُ أنـَّـا نلتقي لَمَماً
....... ولا عَزاءَ سوى الأحلام تُدنيـنا
.....
يا ويحَ قلبي إذا ما قِيل لي نَسِيتْ
....... عَهْـدَ المودة ِ واختارتْ تَجافينا
فأي درب ٍ سأمشيه ِ إلى وطني
....... إنْ لم أكنْ سادراً في الأرض مجنونا
وأيُّ تعويذة ٍ للقلب ِ نافعة ٍ
...... تجلوه ُ مِن فَـزَع ٍ سَعْداً وتَطمينا
وأيُّ وَلـَّادة ٍ قلبي لهـا قَنَصٌ
....... تلهو بِحاليه ِ تَحريكاً وتَسكـينا
ويكتفي مِن هواها بالذي مَنعتْ
....... غيرَ التي بِـيديها كان َ مَرهونا؟!
.....
يا بنت َ قُرطبة ٍ إنْ تفرحي صَدَحتْ
....... أطيارُها وشَدَتْ فيك ِ التلاحيـنا
أو تحزنـيْ ذَبـُلتْ أزهارُها وغَدَتْ
...... تشكو إليك الصدَى والويلَ والـهُونا
إذْ أنت ِ ريحانة ٌ تلك الرياضُ رَجَتْ
....... لو لـم تكنْ دونَها ورداً ونسرينا!
يكون حُبُّك ِ نوراً أستضيء ُ به ِ
....... إنْ لم أجِدْ مَذهباً أو أتـَّخذ ْ دِيـنا!
فليحفظ الله ُ لي عِشقاً وعاشقة ً
....... وليقرُب ِ المُلتقَى، يا ربُّ آمـينا!
فردِّديها مَعي وانسَيْ مبادئها
........ فإنما الخير ُ في ما يَنتهي لِيــنا:
أضحَى التداني بديلاً مِن تجافينا
........ وناب َعنْ بُعدنا -غَصباً- تلاقينا!

مقـداد رحـيم

» وطن على شاهدة قبر قراءة في الجموعة النـثرية "شاهدة قبر من رخام الكلمات" للشاعر العراقي يحيى السماوي - الدكتور مقداد رحيم