بركات فاروق مراقب المنتدى العام
اسم الدولة : الجزائر
| |
بركات فاروق مراقب المنتدى العام
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: الكيان الصهيوني ولد في رحم راقصة :السرير الذي نسجت به المؤامرة الجمعة أغسطس 21, 2009 1:25 pm | |
| امرأة تحرم العرب من نصر مؤكد على "إسرائيل"
يروي "رشاد كامل" قائلا: "مع نهاية عام 1947 جاءت كاميليا إلى الملك تشكو له خوفها من أن تعتقلها
الشرطة المصرية باعتبارها يهودية، فقام فاروق بإعداد قصر "المنتزه" لإخفائها فيه، وكان يزورها سرا أثناء
حرب فلسطين، وبعد الهزيمة ثارت الدنيا عليه وصارحه رئيس وزرائه محمود فهمي النقراشي بأن الراقصة التي
يأويها جاسوسة وتنقل الأسرار للوكالة اليهودية، فثار عليه فاروق ونهره"، وإذا كان كثير من المؤرخين
المصريين يتهمون كاميليا بالجوسسة دون تقديم الأدلة الكافية، فان الكاتب الأمريكي "وليم ستادين" قدم كل
الأدلة التي تثبت تورط هذه المرأة لصالح الوكالة اليهودية، بل ودورها الخطير في هزيمة العرب عام 48،
فيقول: "لم يكن بامكان إسرائيل الوليدة التي كانت قواتها عبارة عن مجموعة عصابات أن تهزم جيوش ست أو
سبع دول عربيه مجتمعة ومجهزة في تلك الحرب، فقوام تلك الجيوش آنذاك اقترب من ربع مليون مقاتل، في
حين بلغ مجموع الجيوش العربية التي دخلت فلسطين في 14، 15 ماي 1948، 21 ألف مقاتل، أي أقل من
عشر تعداد تلك الجيوش، فكانوا موزعين (مصر 10 آلاف مقاتل، الأردن 04 آلاف مقاتل، سوريه والعراق 03
آلاف مقاتل، لبنان ألف مقاتل)، وعلى الجانب الآخر كانت القوات اليهودية (65 ألف مقاتل و20 ألف مقاتل
احتياطي) أضافه إلى قوات الارجون وقوات البولس اليهودي ومنظمة شتيرن"،
ويضيف ستادين: "التساؤل هو: لماذا لم ترسل الدول العربية سوى هذا العدد الضئيل قياسا بامكانات جيوشها؟،
الإجابة لها علاقة بالدور الاستخباري الكبير الذي لعبته استخبارات الوكالة اليهودية التي أصبحت النواة الأولى
للموساد بعد قيام الدولة، فقد كانت القاهرة المنسق العام والمشرف على تلك الحرب في جميع مراحلها، وكان
قرار الحرب في يد الملك فاروق، حتى الخطط القتالية وتحديد القوات ومهامها كانت كلها في يد الملك، إلي كان
بدوره في يد كاميليا"، ويضيف: "الغريب أن الملك كان يرتدي بذته العسكرية ويحضر الصحفيين لتصويره وهو
يؤشر على خرائط المعارك، في حين أن تلك القرارات الخطيرة كانت تتم في غرفة نومه بمشاركة عشيقته
المقربة كاميليا، التي تمكنت من إقناع الملك بتوجيه قوات تقل في قوامها عن ثلث القوات اليهودية في المرحلة
الأولى من الحرب".
ويضيف "ستادين": "كاميليا نجحت في إقناع ملك مصر بقبول وقف إطلاق النار والتوقيع على الهدنة في وقت
كانت فيه الجيوش العربية متقدمة بشكل مخيف، فقد أصبحت القوات المصرية من الجنوب على بعد 20 كلم،
والقوات العراقية من الشرق على بعد 14 كلم من العاصمة تل أبيب، ولولا هذه الهدنة لكانت نهاية إسرائيل،
وبذكاء الأنثى كانت كاميليا تنمي في صدر عشيقها مشاعر الزهو كقائد عظيم منتصر، وكان الأخير يحاول
التغلب على عجزه أمام فتاته الصغيرة اليافعة ببطولاته، فكان يطلعها كل ليلة على مجريات القتال، وفي الوقت
الذي أخبرها الملك بأنه سيضاعف من عدد القوات المحاربة عشر مرات دفعة واحدة، نجحت كاميليا في إقناع
الملك مرة أخرى بأن النصر مضمون، فلم يصل حجم القوات العربية إلا لـ 56 خمس ألف مقاتل، في المقابل
ضعف الجيش الإسرائيلي قواته ليصل إلى مائة وعشرين ألف مقاتل، فكانت الغلبة العددية دائما لصالح اليهود".
عرش من ذهب ونسب نبوي للخليفة المنتصر
ولنترك مؤامرات السرير لنلقي الضوء على الجو العام في القاهرة في تلك الأثناء، فقد كانت المدينة تتأهب لأن
تكون عاصمة الخلافة الإسلامية بعد الخلاص من عملية إلقاء "إسرائيل" في البحر، فقد كان الملك ينتفض من
فراش العشق كل صباح ليستمتع بلقبه الجديد "خليفة المسلمين". وفي قصر "الجوهرة" بقلعة الجبل، كان
كرسي العرش الخاص بخليفة المسلمين قد جهز ليعتليه فاروق، حتى قاعة الحكم الجديدة وصور المعارك
والبطولات عكف الرسامون على إكمالها، أما التماثيل فقد تفنن النحاتون في إظهار "خليفة المسلمين" فيها
بصورة قوية وزارعة للرهبة في القلوب، اقتربت من هذا الكرسي الذي لم يقدر لصاحبه بالجلوس عليه، فوجدته
مصمم من الذهب الخالص المطعم بالأحجار الكريمة.
الدكتورة والباحثة المصرية "لطيفة محمد سالم"، أفضل من كتب عن فاروق، فألفت كتب "فاروق وسقوط
الملكية في مصر" و"فاروق الأول وعرش مصر" تقول: "أصدرت مشيخة الأزهر أثناء الحرب فتوى تقول أن
الملك فاروق من الأشراف ومن حقه أن ينصب نفسه خليفة للمسلمين، وعقب صدور هذه الفتوى أطلق الملك
العنان لنمو لحيته، وظل يسوق نفسه بوصفه الرجل الصالح والزعيم المؤهل للخلافة الإسلامية، وأخذ يصاحب
باستمرار الشيخ محمد مصطفى المراغي ويصلي كل يوم جمعة في مسجد من المساجد، وتزامن ذلك مع انتشار
خبر هزلي مؤسف يقول أن جلالة الملك المعظم ينتسب من جهة والدته الملكة نازلي بنت عبد الرحيم صبري
إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلنت الصحف أن هذا الكشف قد توصل إليه وزير الأوقاف حسين
الجندي باشا، وأن الذي أرشده إلى هذا الاكتشاف وباركه هو السيد محمد الببلاوي نقيب الأشراف في مصر
وخطيب مسجد الإمام الحسين، والحقيقة ـ تقول الباحثة ـ أن نازلي هي حفيدة الضابط الفرنسي الذي جاء مع
حملة نابليون بونابرت على مصر، قبل أن يسمي هذا الضابط نفسه سليمان باشا الفرنساوي"، الغريب أن هذه
القصة المؤلمة تتكرر حتى اليوم، فكم من رئيس أو ملك عربي ينتزع دون حق شرف الانتساب للبيت النبوي،
وهو إما ليس عربي بالمرة وإما بدوي وإما مجهول الأصل.
ونواصل العيش في الأجواء التي شهدتها القاهرة أثناء حرب 48، من خلال السفير المصري "جمال الدين
منصور" أحد أوائل وأبرز الضباط الأحرار، الذي يقول في كتابه "ثورة الجيش المصري.. وثائق الإعداد
والتمهيد": صباح يوم دخول الجيوش العربية حرب فلسطين، حملت الصحف المصرية منشورات تقول:
"الطائرات المصرية فوق تل أبيب والمستعمرات اليهودية"
"إلقاء منشورات تطلب تسليم اليهود في ظرف ساعة"
"دخلت الجيوش العربية فلسطين".
ويضيف "منصور": "لكن سرعان ما ظهرت الحقيقة، واتضحت معالم الهزيمة
وكان هذا اليوم هو يوم الشائعات بالقاهرة، فقد أشيع أن الإسكندرية وقعت فيها حوادث، وأن الأزهر الشريف قد
تم نسفه بالديناميت، وظهرت شائعات أخرى عن ذبح ثلاث حاخامات في مذبح القاهرة، وقتل 250 يهوديا في
ميدان الملكة فريدة.
وفي نفس اليوم حملت الصحف المصرية خبر إعلان قيام دولة إسرائيل، واعتراف الولايات المتحدة بها، فعاش
أهل القاهرة في حيرة، لم يكن أحد يعرف ماذا يحدث في فلسطين، وتاهت الحقيقة في طوفان البرقيات
والشائعات والخطب الحماسية، في حين كانت الدماء تسيل بغزارة على أرض فلسطين، وكانت المجازر تفتك
بالآلاف من أبناء العرب، وبدأت رائحة الخيانة تفوح، خيانة الملك وحاشيته لفلسطين والجيوش العربية".
بقلم : الصحفي وليد عرفات | |
|