عثمان ورحلة كفاح مع "المقاولون العرب"
عثمان أحمد عثمان مهندس مصري، وأحد رواد التطور الاقتصادي تمكن من أن يبني إمبراطورية ضخمة في مجال المقاولات والأعمال، فانتشرت الأعمال المعمارية الضخمة والإنجازات التي قامت بها شركته في جميع أنحاء مصر ومازال اسم شركة "المقاولون العرب" يتردد كثيراً كصرح ضخم يقوم بتأسيس الكثير من المشاريع التعميرية الأساسية في مصر حتى بعد وفاة صاحبها ومؤسسها الأول.
هو رجل لا يحب المواقف المترددة ويميل للحسم السريع في أموره كما قال عن نفسه، ويجوز أن يكون هذا هو السبب الذي جعله أحد رواد التعمير في مصر، وعرفت شركة "المقاولون العرب" كأكبر شركة مقاولات عربية ابتداء من فترة الستينات، ولم يكن عثمان أحمد عثمان مجرد رجل أعمال ومقاولات فقط بل شارك بدور وزاري أيضاً في فترة من الفترات، وكان له دور أساسي مع شركته في بناء السد العالي وقواعد الصواريخ أثناء حرب الاستنزاف، وكانت له بصمة واضحة في تعمير مدن القناة في فترة ما بعد الحرب هذه المدن التي طالتها أيدي المحتلين وتركت بصماتها الوحشية عليها.
النشأة والتعليم
ولد عثمان في السادس من إبريل عام 1917م بمحافظة الإسماعيلية بجمهورية مصر العربية، التحق بكلية الهندسة وتخرج منها حاملاً البكالوريوس عام 1940.
المجال العملي
قام عثمان باختراق المجال العملي بقوة فعمل على بناء إمبراطوريته المعمارية خطوة بخطوة، وكانت إحدى الخطوات الهامة التي قام بها دخوله في مناقصة الحفر بالسد العالي عام 1958م، وعلى الرغم من الجهد الذي بذله عثمان من أجل تأسيس شركته إلا أنه بحلول عام 1961م تم تأميم شركته تأميماً نصفياً وأصبح هو رئيساً لمجلس إداراتها، ثم مالبث أن أصبح التأميم كلياً في عام 1964م، كما تم تغيير اسمها من "الشركة الهندسية للصناعات والمقاولات العمومية" إلى "المقاولون العرب" – عثمان أحمد عثمان وشركاه وتمكن عثمان من أن يحتفظ بمنصبه فيها أيضاً كرئيس مجلس الإدارة، وتم تجديد رئاسته لمجلس الإدارة مرة أخرى في يوليو 1968م.
تقلد عثمان أيضاً المناصب الوزارية، فكان وزيراً للإسكان والتعمير في 28 أكتوبر 1973م، وتجدد شغله لهذا المنصب مرة أخرى في 26 سبتمبر 1974، و 16 مايو 1975، وخرج من الوزارة في نوفمبر عام 1976، تم منحه الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة "ريكر" بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1977م أصبح رئيساً فخرياً للمقاولون العرب لمدى الحياة، ثم أصبح أميناً للحزب الوطني بالإسماعيلية في نوفمبر 1978، وفي مارس 1979 شغل منصب نقيب المهندسين، ثم أصبح عضواً في مجلس الشعب في الفترة ما بين 1979 – 1990.
في نوفمبر 1976 تم منحه وسام الصليب الأكبر من حكومة ألمانيا الغربية – من الطبقة الثانية تقديراً لجهوده، وعرف عن عثمان أنه كان صهر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
المجال الرياضي
جاء عثمان أيضاً ليشق طريقه في مجال أخر إلى جانب عمله في المقاولات والهندسة، وكابن للإسماعيلية قام بتقديم العديد من الخدمات للنادي الإسماعيلي، وأصبح رئيساً له في عام 1965م، فعمل على تحقيق الكثير من الإنجازات كما كان عامل دعم قوي للنادي، ونظراً لجهوده في المجال الرياضي تم اختياره من قبل النادي الأهلي ليصبح عضواً شرفياً به وذلك كنوع من التقدير له، كما أصبح رئيساً شرفياً لنادي الإتحاد الليبي في 26 فبراير عام 1970.
من أقواله
"لا أنكر أنني أقمت العديد من الشركات الجديدة .. بلغت حتى الآن 170 شركة تساوي عندي 170 نجاحا .. و لكن الناس لا تصدق أن عثمان أحمد عثمان لايملك سهما واحدا في أي من هذه الشركات"
"لا أحب أبدا المواقف المترددة .. و أميل إلى الحسم السريع للأمور دون إغراق في التمحيص .. و التدقيق والدراسة"
"طريقتي في الإدارة .. لا تكتب ولا تقرأ .. بل تمارس"
قام بتأليف كتاب بعنوان " صفحات من تجربتي" يتضمن سيرته الذاتية بجميع مراحل الكفاح التي خاضها من أجل أن يصل بشركته إلى هذه المكانة المتميزة.
الوفاة
توفى عثمان في 30 إبريل عام 1999م، بعد أن قام بتأسيس أحد الصروح المعمارية الضخمة، والتي مازالت تنجز العديد من المشاريع الجبارة في مختلف البلدان، وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها عثمان إلا أنه تم توجيه النقد إليه حيث قيل أنه قد استغل نفوذه في استمراره رئيساً لمجلس إدارة "المقاولون العرب" على الرغم من تأميمها، وأيضاً قيامه بتقريب أفراد عائلته ومنحهم المناصب الكبرى بالشركة حيث شكلوا ما يقرب من نصف أعضاء مجلس الإدارة.
نبذة عن المقاولون العرب
تم تأسيس شركة المقاولون العرب عام 1955م وتقوم الشركة بالعمل في جميع مجالات التشييد والبناء، فقامت بتنفيذ العديد من الأعمال الخاصة بالإسكان والمياه، والكباري، والصرف الصحي، والموانئ، والأنفاق، والمطارات، والمصانع وغيرها العديد من مجالات التشييد والبناء الأخرى، وتنتشر أعمال الشركة في العديد من المحافظات المصرية، وليس هذا فقط فيوجد لها العديد من الفروع في العديد من الدول العربية والإفريقية، والتي عملت على تشييد العديد من المنشآت الهامة بها مثل ستاد أكرا بغانا، مطار الناضور بالمغرب، كلية الهندسة باليمن، مبنى وزارة المالية بالجزائر وغيرها الكثير من المنشآت التي تنتشر في مختلف الدول والذي يقف اسم المقاولون العرب وراء تشييدها.