بركات فاروق مراقب المنتدى العام
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: ماذا نقول؟ توفي بومدين ام اقتل بومدين ؟؟؟؟؟؟ الحلقة IV / I الأحد أغسطس 02, 2009 7:56 pm | |
|
هي قضية اسالة الكثير الكثير من الحبر سواء من طرف الصحفيين او الكتاب وحتى من اقلام اولائك الذين لا يمكننا ان نعرف ما كتبوا
القصة وببساطة هي قصة وفاة الرئيس هواري بومدين ....
قصته التي لم يفلح احد في شرح معالمها دون ان يجد الكثير من المتناقضات في شرحه ذلك...
قصة موت الرئيس الذي لا يعرف شعبه لحد الآن اهو مقتول ام موته كان طبيعيا ؟؟؟؟
قصة موت احد واضعي معالم جزائر الاستقلال
هو تحقيق اجراه الصحفي والكاتب خالد عمر بن قفة من جريدة الشروق اليومي الصادرة باللغوة العربية في الجزائر
وقد جاء التحقيق فعلى ثلاث حلقات
الحلقة الاولى جاءت تحت عنوان : زكام يوغسلافيا وحمى دمشق .... وتأويلات الصحافة
الحلقة الثانية تحت عنوان : الدولة الجزائرية وزحف الاطباء
الحلقة الثالثة كانت تحت عنوان : يوم كان "بوتفليقة" وزيرا و "ديستيان" رئيسا و "الحسن الثاني" ملكا
اما الحلقة الرابعة والاخيرة فقد كانت معنونتا كالتالي : ذاكرة "الحسن الثاني" وشهادة "طلاس" .... وذكريات كاتب
نص التحقيق :
زكام يوغسلافيا وحمى دمشق ..... وتأويلات الصحافة
عاد الحديث عن اغتيال بومدين إلى واجهة الأحداث من جديد بعد شهادة الوزير العراقي "حامد الجبوري"
والتي كانت عبارة عن مقارنة، لم تستند إلى ما يؤكدها توثيقا أو شهادة علانية صادقة وواضحة
فالقاتل المتهم هو الرئيس صدام، والمغتال هو الرئيس هواري بومدين وكلاهما قدم إلى ما عمل، ما يعني أن لا أحد يطالب بحق الاثنين.
كنت أتمنى ألا أعود إلى الموضوع مرة أخرى بعد كتابي "اغتيال بومدين ..الوهم والحقيقة" الصادر عن دار الغد العربي في القاهرة، ودار
قصر الكتاب في البليدة-الجزائر عام 1997، وأيضاً بعد جلسة طويلة مع زوجته السيدة "أنيسة"، التي طعنت في جوانب كثيرة مما جاء في
الكتاب لكنها لم تقدم بديلا لما رفضته.
العودة أيضا بالنسبة لي كانت مرفوضة لكون القضايا التي تثار في الرأي العام وتهم الدولة ينتظر أن تحول إلى قضايا كبرى يتم الحسم فيها،
وبدا التناول آنذاك مجرد حديث في الصحافة لم يترتب عليه رد فعل من السلطات الجزائرية، على الأقل في حدود ما أعلم.
لكن أجدني اليوم مضطرا للحديث في هذا الموضوع باعتباري أول من أشار إليه كتابة بناء على شهادة وزير الدفاع السوري السابق العماد
الأول "مصطفى طلاس" بشكلٍ مباشرٍ وعلني بيّن فيه القائم بالفعل، وكان ذلك عكس الحالات السابقة التي اكتفى أصحابها بدغدغة المشاعر على مستوى الصحافة المحلية، أوالإشارة إليه ضمن العداء لبعض الزعماء العرب،
تحديداً الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك السعودي المغتال "فيصل".
الخطان والتصفية . .
لا تزال تلك العبارة محفوظة في الذاكرة كلما استعصى عليّ الأمر لفهم قضية سياسية ما، غير ان هذا لا يحول دون اعتبار بومدين كقائد
سياسي وزعيم لشعب وبانٍ لدولته المستقلة، قاعدة ارتكاز للبحث في إشكالية اغتيال الدولة نفسها، فقد سبقته عدد من الاغتيالات السياسية لقادة
صنعوا مجد الجزائر ولحقت به أخرى طغت عليها عمليات الإرهاب وكان أكثرها وضوحاً قتل "قاصدي مرباح" و الرئيس "محمد بوضياف".
لقد كان السؤال ولا يزال: لمَاذا لم يؤثر فينا أولئك الراحلين ولا حتى الباقين بدرجة تأثير بومدين؟
بعيداً عن الإجابة، فإنه مثل عقدة في حياتنا، لأن كل الزعامات السياسية التي جاءت بعده ستتحطم على صخرة وفائه للمبادئ وحلمه الكبير
وتعامله مع شعبه.
على العموم، فإنه لا يمكن معرفة الاغتيال من عدمه إلا إذا تتبعنا خطوات المرض من خلال الوكالات، وإني لمدينٌ هنما لأرشيف جريدة
"الأهرام" ولعمالها بما قدموه لي من مساعدة وما وفروه من وثائق وقصاصات الجرائد، حتى إنني خجلت في بعض الأحيان من اهتمامهم
بالموضوع
المرض.. والتفسير
في ذلك التاريخ، حيث الخريف بلغ منتصفه "نوفمبر 1978" بدأت الصحافة العالمية البحث عن أسرار غياب بومدين عن الظهور، ولم تعرف
مرضه إلا في ذلك الوقت مع أنه أصيب به في شهر سبتمبر، ولم تجد إجابة حاسمة لغيابه عن المشهد السياسي فلجأت إلى احتمالات برزت فيما يلي:
- أن بومدين أصيب بالرصاص نتيجة لانقلاب فاشل.
- بعدها بيوم واحد، قالت: لقد سقط فعلاً من الحكم.
- بعد يوم آخر، ذكرت أن مصادر دبلوماسية قد أبلغتها بانقلاب وقع بالفعل ونجى منه بومدين وألقي القبض على العناصر التي قامت به.
- بعد ذلك بيومين أعلنت الوكالات أنه في الاتحاد السوفياتي للتفاوض من أجل السلاح لصالح جبهة الصمود والتحدي الرافضة لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
- تبعاً للخبر السابق أنه أثناء وجوده في موسكو
عادت للبحث في الداخل وكشفت هذه المرة عن الرائد "علي ملاح" الذي هرب من السجن قد ألقي
عليه القبض في إيحاء إلى أن ما ذكرته سابقا خبرٌ مؤكد.
- بعدها بأيام،- قالت الوكالات: إن السبب وراء عدم ظهور بومدين هو إصابته بمرضٍ خطير لم تحدده
وإن كانت قد وضعت جملةً من الافتراضات لم تثبت.
- بعد ثلاثة أسابيع من القول باختفاء بومدين جاءت الأخبار من باريس لتناقض ما قيل سابقا
وهي: أن حالة بومدين ليست مثيرةً للقلق ولكنها تحتاج للراحة والعلاج الطويل على يد الأطباء السوفيات.
- بعد هذا بيومين جاء خبر من واشنطن ليؤكد أن الأطباء السوفيات لم يحددوا نوع مرض بومدين.
- الخبر السابق نفسه كذب بطريقة غير مباشرة من مصادر أفريقية "لم تحدد"
حيث ذكرت الوكالات أن بومدين ليس مريضاً وإنما يزور موسكو لطلب المساعدة العسكرية..
وفي نفس اليوم نشر خبر آخر من باريس يدعي أن بومدين فقد صوته وأنه يعاني من آلام في الحلق.
- خمسة أيام بعد ذلك أعلن خبر في الصحافة المغربية بالرباط عن مرض بومدين بدرجة خطيرة.
- بعدها بيومين أوردت الوكالات أول خبر يصدر عن جهة جزائرية مسؤولة
وكان ذلك في الثاني من نوفمبر حيث أعلن أن الحالة الصحية للرئيس بومدين أحسن مما كانت عليه
وعادت التأويلات من جديد وهذه المرة من مدريد حيث أعلن هناك أن الرئيس الجزائري هواري بومدين مصاب بالسرطان.
- بعد ذلك بأسبوع قالت الصحف المصرية في القاهرة إن بومدين يعاني من مرض شديد داخل البلعوم.
- الأخبار السابقة نفاها خبر من مدريد فحواه "أن بومدين يعد لحملة واسعة للتخلص من معارضيه
وأنه يعاني من مرض في المسالك البولية".
- بعد يومين من نشر الخبر في إسبانيا أعيد الحديث عن مرضه بالسرطان، واتبع بالأسماء المقترحة خلفاً له.
يتبع ....
عدل سابقا من قبل بركات فاروق في الإثنين أغسطس 03, 2009 11:13 pm عدل 2 مرات | |
|
بركات فاروق مراقب المنتدى العام
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: ماذا نقول؟ توفي بومدين ام اقتل بومدين ؟؟؟؟؟؟ الحلقة IV / I الإثنين أغسطس 03, 2009 10:53 pm | |
| - في الجزائر أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية عن طرد مراسل صحيفة "لو رور" الفرنسية بسبب ما نشره عن مرض بومدين.
- وفي الأسبوع الأخير من نوفمبر نشرت جريدة "الأنباء" الكويتية خبراً مفاده أن الأطباء لم يتمكنوا من تحديد مرض بومدين.
- في نفس اليوم أيضاً نشرت جريدة "النهار" اللبنانية تؤكد أن فرنسا منعت وقوع انقلاب ضد بومدين في بداية الشهر "أي نوفمبر 1978".
- أخيراً، وبالضبط في 25 نوفمبر، نشرت مختلف وكالات الأنباء العالمية نوع المرض الذي أصيب به بومدين وهو والدنستروم.
- بعد إعلان الخبر السابق لم تضف الوكالات أي خبرٍ آخر، لكن بعيداً عن برقيات الوكالات فإن الوصول إلى تحديد المرض كان ضرورياً لمعرفة ما يواجهه بومدين، حيث إن المعروف أن المرض السابق الذكر عاقبته الموت، وفعلاً توفي بومدين نتيجةً لذلك المرض، لكن ما قصته، وهل اغتيل أم مات موتاً طبيعياً؟
هؤلاء المرضى
في كتاب "هؤلاء المرضى الذين يحكموننا" الصادر بالفرنسية وترجمت بعض فصوله صحيفة الوطن الكويتية، أشار إلى أن بومدين كان
يعيش كثيراً من التناقضات، والسبب في ذلك يعود إلى المرض الذي أصيب به وهو والدنستروم، الذي بدأت أول آثاره تظهر على الرئيس منذ أواخر 1973، واتخذت شكل حالات من التعب المجهول، وحالة فقر الدم بدا أن لا مبرر لها،
إضافة إلى الهزال الذي ضرب جسم بومدين الهزيل أصلاً.
وإذا صدقت مثل هذه الأقوال فإن بومدين قاوم المرض لمدة فاقت الخمس سنوات، وهذا يعني أن جميع القرارات التي أصدرها في تلك الفترة يعاد
فيها النظر، وأعتقد أن الذين تابعوا وقرؤوا خطابات وقرارات بومدين يدركون أن الرجل كان في كامل قواه العقلية وصحته، إذاً فما أهداف
الكتابة الغربية؟
واضح أنها محاولة للتشكيك في القرارات التي تتعلق بمصير الأمة، وأن الذين يرفضون المشاريع الاستسلامية في المنطقة تكون نهايتهم مثل
بومدين، ثم إنه بالمتابعة للمرض، تاريخياً، يمكن القول إن حالة بومدين الصحية ساءت كثيراً في 24 سبتمبر 1978 أي بعد عودته من
دمشق، حيث شارك في قمة دول عربية هناك وبدا عليه التعب بصورة واضحة، فتوجه به أطباؤه فوراً إلى المستشفى العسكري الذي أشارت
فحوصه وتحاليله إلى وجود خلل في الأداء الكلوي عند الرئيس، لكن هذا لم يعطِ تفسيراً لما لوحظ عليه وقتها، إذ ظهر عليه شلل خفيف أصاب وجهه.
الموت وقمة الخرطوم
نتيجةً لذلك اعتقد الأطباء الجزائريون أن الأمر يتعلق بسرطان في الكلى وتحديدا في الغدتين الموجودتين فوق الكليتين، فأدخلوا الرئيس إلى
قسم الأمراض البولية حيث أظهرت العناية المركزة أن التشخيص الأول غير دقيق، غير أن هناك من يرى في الأقوال السابقة نهاية المرض
والدخول في مرحلة الموت، حجته أن علامات المرض بدت على الرئيس قبل ذلك بشهور أي بعد أن عاد من يوغوسلافيا وبعد عودته من قمة
الخرطوم التي تصدرت جدول أعمالها موضوعات عربية ساخنة، من ذلك السلام بين مصر وإسرائيل والقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية.
وترى بعض الأوساط الجزائرية المطلعة أن بومدين بعد عودته من الخرطوم توجه ليوغوسلافيا، وهناك تعرض للمرض وأجرى فحوصات
وقضى أياماً للاستجمام والراحة، وهذا يعني أن زيارته للعراق وسوريا جاءت بعد ذلك، وأن قصة المرض لم تكن من بغداد، وإذا صدقت هذه
المعلومة فإن الرئيس الراحل صدام حسين بريء من تهمة الاغتيال، ولا أدري لماذا لم أنتبه لهذا عند كتابتي لمؤلفي "اغتيال بومدين" منذ
إحدى عشر سنة خلت، ربما قد يجد لي القارئ عذراً في تلك الأقوال التي أكدتها أطراف جزائرية أخرى ترى أن ظهور المرض الذي أدى به إلى الغيبوبة ثم الموت كان في سوريا.
من ناحية أخرى فإن عدة جماعات مسؤولة في الجزائر تقول إن "عبد المجيد علاهم" مدير التشريفات آنذاك أكد عدة مرات على أن المرض
ظهر على بومدين عند وصوله إلى سوريا، وقد اضطر إلى عدم المشاركة في المؤتمر والعوة سريعا للجزائر وهذا يعني أن المرض كان من خارج سوريا.
لاشك أن الشهادات المختلفة تعطي انطباعاً بأنه يصعب اتهام طرف بعينه باغتيال بومدين، وأن تهمة صدام حسين يجب أن يعاد النظر فيها بناء على الحالة التي آل إليها رغم اتهامات طلاس له.
من ناحية أخرى فإنه بعد عودته من يوغوسلافيا اشتد عليه السعال وكان معروفاً بحساسيته المفرطة تجاه البرد والزكام، ورغم حرارة الجو
في ذلك الوقت أحس الرئيس برعشة شديدة وحالة برد، فطلب من أحد وزرائه إحضار طبيب يفحصه.
حيرة الدكتور "أو شريف"
وتذهب الكاتبة الصحفية "فايزة سعد" في مجلة روز اليوسف في مقالٍ طويل منشور على أربع صفحات بتاريخ 30 مارس 1992 إلى
التأكيد على أن بومدين مات مقتولاً، ومن بين ما ذُكِر في تقريرها السابق "جاء الدكتور "عبد الحفيظ أو شريف" واستغرق في فحص الرئيس فترة طويلة، لكنه لم يصل إلى نتيجة محددة، واقترح توصيل الرئيس للمستشفى المركزي لإجراء مزيد من الفحوصات".
بعد إجراء سلسلة طويلة من الكشوفات الطبية أدرك كبار أطباء الجزائر أن بومدين مصاب بمرض غير واضح المعالم، لذلك اقترح الدكتور أو
شريف أن يحمل صور الأشعة إلى ميدنة "ليون" الفرنسية حيث يمكن أن يعرضها على بعض أصدقائه الأطباء المختصين.
بعد أيام عاد أوشريف بحقيبة مغلقة داخلها تقرير سري عن حالة هذا المريض الذي لم يكشف عن اسمه لأصدقائه الفرنسيين، ومسألة إخفاء
اسم بومدين أو عرض ملفه الطبي تحت اسم آخر أكدها أكثر من مرة الراحل "قاصدي مرباح" وقد سمعتها منه كما سمعها كثير من الشباب في مدينة سطيف "ديسمبر 1990" بمناسبة الاحتفال بذكرى وفاة بومدين.
لقد أوضح التشخيص أن بومدين مصاب بسرطان في المثانة ويجب أن يدخل غرفة العمليات فور استئصال الورم الخبيث، والأفضل أن يتم في
إحدى المستشفيات الغربية، والأحسن أن تتم مراحل العلاج في المستشفى الأمريكي ورفض بومدين أن يعالج في الغرب لكرهه الشديد له وخوفه من التعرض لحملة إعلامية شديدة هناك.
أجل بومدين العلاج وكأنه لا يبالي وانغمس في مسؤولياته وسافر بعد ذلك إلى دمشق، وفي يوم السفر اشتد الألم عليه فاصطحبه طبيبه الخاص
وسط إجراءات أمنية محددة حتى لا يكتشف أحد مرضه، وأثناء وجوده في دمشق التزم بالبقاء شبه الدائم بمقر إقامته حيث لم يظهر لمندوبي الصحف، ولم يخرج للقيام بزيارات إلا في حالات نادرة جدا.
الطريق إلى موسكو
بعد عودة بومدين بعشرة أيام من سوريا بدأ الاتصال بموسكو وهذا حسب القراءات الغربية، في حين يرى السوفيات أن الاتصال تم قبل ذلك
بمدة خمسة أيام أي في 5 أكتوبر، حيث يقول " شازوف" كبير أطباء الكريملن أن الجزائريين بدأوا الاتصال بالمسؤولين السوفيات في أيام سبتمبر، غير أن هناك من يذهب إلى القول إن بومدين سافر بالفعل يوم 5 أكتوبر 1978
إلى موسكو ويسرد القصة على النحو التالي:
في يوم 5 أكتوبر الماضي كانت الطائرة الجزائرية تستعد للإقلاع في طريقها إلى موسكو، طائرة عادية، ورحلة معتادة، وركابها قليلون يعدون
على أصابع اليد الواحدة، والمعروف أن هذا الخط الجزائر _ موسكو لا يستخدمه إلا كبار الزوار من الجزائريين والسوفيات، وطائرة شركة
الخطوط الجوية الجزائرية التي تعمل في هذا الخط تقلع عادةً شبه خالية من الركاب، وعلى غير العادة في هذا اليوم فوجئ الركاب القليلون بمن
يطلب منهم النزول من الطائرة التي كانت تستعد للإقلاع بالفعل، ولم تقدم لهم أي تفسيرات لإلغاء سفرهم وإبعادهم من الطائرة ومن المطار ذاته
وحتى لو سأل الركاب عن السبب فإن أحداً لم يكن في استطاعته الإجابة.
ويضيف الصحفي المصري "إبراهيم سعدة" في تحقيق نشره في أخبار اليوم بعنوان "سر اختفاء بومدين" في 8 نوفمبر 1978 أن الركاب
الأربعة أبعدوا من الطائرة في اللحظة التي وصلت فيها ثلاث سيارات تابعة للأمن الحربي "العسكري" الجزائري وتوقفت عند سلم الطائرة،
وبسرعة البرق نزل ركاب السيارات وصعدوا إلى الطائرة التي أقلعت على الفور في طريقها إلى موسكو، وكان الرئيس هواري بومدين أحد
هؤلاء الركاب.. طار سراً إلى موسكو بلا مراسيم التوديع المعتادة، وبلا دقات الطبول أو صفير المزامير.
ومن باب التذكير فقد بدأ الصحفي إبراهيم سعدة تحقيقه السابق بالقول: "..فالحاكم في الدول التي تحكم بالرأي الواحد وتساق بالقرار الأوحد مثل الجزائر يتصور أنه تعدى مرحلة البشر، بمعنى أنه لا يمرض كما يمرضون ولا يتداعى صحيا كما يتداعون".
لقد أوردت هذه الفقرة للكشف عن أهمية الصراع الدائر آنذاك بين القاهرة والجزائر حول اتفاقية "كامب ديفيد".
المهم أن خبر سفر بومدين يوم 5 أكتوبر إلى موسكو جاءت به عديد من الصحف، من ذلك ما أوردته مجلة "باري متش" الذي نقلته صحيفة ا
لأهرام المصرية، وجاء فيه: أن هناك طائرة عادية كان من المفروض أن تغادر الجزائر على التاسعة والربع صباحا، لكن لم تسافر في الوقت
المحدد وأنزل منها ركابها الأربعة..للعلم فإن التحقيق طرح في بدايته جملة من الأسئلة في عنوانه حيث ذهب إلى القول: ما الذي يجري في
الجزائر؟ أو ما الذي يمكن أن يجري في الجزائر في المستقبل القريب؟ كما أن صحيفة الأهرام أسبقت ترجمتها بملاحظة جاء فيها: "ننشره دون تعليق ونترك كل سطر فيه يتحدث عن نفسه"،
وقد تزامن هذا مع تحقيق "إبراهيم سعدة" في "الأخبار" السابق ذكره.
وبغض النظر عن التاريخ الذي سافر فيه بومدين للعلاج في موسكو، فإن أول من تعامل معه هم الأطباء السوفيات الذين أجروا له الفحوص
الأولية، وقد اتسعت دائرة متابعته إلى الأطباء الغربيين والعرب، فهل من أدلة أو قرائن تشير إلى اغتياله عند معالجته؟ : نتابع تفصيلات ذلك في
الحلقة المقبلة.
| |
|