باحا لحسن لـ " هسبريس " : من لا يغني عن معتوب وعن تامازغا يتهمه مناضلو الحركة الحركة الثقافية الأمازيغية بالميوعة
حاوره : ميمون أم العيد
ولد بألنيف ( اقليم الراشدية) سنة 1985 وهو من الذين غنوا أحيدوس بطريقة عصرية إلى جانب البدراوي ، السدي ، ألافي وغيرهم من الفنانين الذين يعرفهم الصغير و الكبير في الجنوب الشرقي .
التقته هسبريس على هامش الأيام الثقافية التي نظمتها جمعية بوكافر بألنيف فخصها بحوار عفوي وصريح عبر فيه عن علاقاته بالفنانين ،خصوصا صراعه مع الفنان لحسن ألافي ، كما تحدث عن موقفه من الحركة الثقافية الأمازيغية وعن التلفاز العمومي وأشياء أخرى..
الفنان باحا لحسن لهسبريس :
" أتحدى لحسن ألافي أن يرد على بــتامديازت "
" مناضلو الحركة الثقافية يفكرون بمنطق غريب ، من لا يغني عن تامازغا عن معتوب لوناس عن الأمازيغية يتهمونه بالميوعة و لا أعرف ماتعنيه الميوعة النسبة إليهم".
" التلفاز المغربي لا يعرض إلا الفن الشرقي و الغربي و ماتبقى من الوقت فهو لفناني الدار البيضاء و الرباط".
ـ من هو باحا لحسن و كيف بدأ ؟
ـ ولدت بألنيف سنة 1985 تعلمت العزف على آلة "لوتار" من أخي الذي يكبرني ، ومنذ دراستي في المرحلة الإبتدائية و أنا أعزف و أشارك في أنشطة المدرسة ، أصدرت أول ألبوم لي في 2004 الذي تضمن أغنية عن بوكافر، فتلقيت تشجيعا كبيرا لدى الجمهور المتعطش لفن يفهمه . أنت تعرف أنه في وقت سابق لم يكن هناك غير أغاني الأطلس الآن ظهر الكثير من الفنانين في الجنوب الشرقي.
بدأت تغني بالعزف على "لوتار" كيف انتقلت إلى غناء أحيدوس بذلك الشكل العصري؟
ـ لقد سجلت الشريط الأول و الثاني باستعمال "لوتار" و عدت للاستوديو لتسجيل الشريط التالث فاقترح علي صاحب الشركة أن اسجل أغنية أحيدوس بشكل عصري فاشتغلت على ألبوم " الله الباز اوا" و تلقى نجاحا كبيرا فصورت له " فيدو كليب" في تسطرين قرب امسرير.
ـ على ذكرك "للفيديو كليب" هناك من يرى أنها لا تتلاءم مع أعراف و تقاليد المنطقة ، صحيح أنك ساهمت في إعادة إحياء فن أحيدوس لكن ألا ترى أن ذلك الرقص " المائع" لا يتلاءم مع أحيدوس؟
ـ ماذا سأقول لك اعترف لك أني تأسفت كثيرا " لفيدو كليب" ألبومي الثاني بعد "الله الباز أوا" لأن شركة الإنتاج هي التي اختارت كل شيء من فكرة الفيديو إلى الملابس و الديكور و الرقصات و كل شيء لكني حاولت أن أصحح ذلك في ألبومي الموالي.
ـ هل نبهك جمهورك إلى ذلك أم اكتشفت ذلك بعد التصوير ؟
ـ سأكون معك صريحا ، شخصيا أحسست ببعض الحرج عندما شهدت الفيديو رفقة عائلتي ، لكن حتى أصدقائي نبهوني لذلك ، المهم أني صححت ذلك في ألبومي الثالث و أتمنى أن أقنع جمهوري أكثر في الألبوم الذي سيصدر قريبا.
ـ مزاولتك للفن هل هي هواية فقط أم أنه مهنة تذر عليك دخلا؟
ـ بل مهنة ، لكن سأسر لك أني سأتوقف بعد ثلاث سنوات !
ـ لماذا؟ و لماذا ثلاث سنوات بالضبط؟
أريد أن استقر في فرنسا و ليس من السهل أن آتي في كل مرة للتسجيل و العودة ، هكذا يبدو لي.
ـ دعني أسألك بخصوص الحركة الثقافية الأمازيغية . ماالذي يربطك بها؟
ـ لقد شاركت في أمسيات الحركة الثقافية في كليات كثيرة ؛ الرباط طنجة ، أكادير ، مكناس، الراشدية ، وجدة ، في نظري هم راديكاليون يتهمونني بالميوعة . يريدون مني ألا أغني إلا عن معتوب لوناس عن تامازغا و أنا أريد أن أغني عن الهجرة عن الحب عن مآسي البؤساء .لأن الغناء بالأمازيغية عن أفراح البؤساء و اقراحهم هو أيضا نضال.
ـ أفهم من ذلك أنه لديك مشاكل مع بعض مناضلي الحركة ؟ أم أن الخلاف فقط في مواضيع الأغاني التي تؤديها ؟
ـ لا.لا. ليس لدي مشاكل مع أحد فقط بعض مناضلي لحركة الثقافية يفكرون بمنطق غريب من لا يغني عن معتوب الوناس و عن الامازيغية لا يستدعونه للمشاركة في الأيام التي ينظمونها في الجامعات المغربية . ولست الوحيد الذي عاملوا بهذا المنطق ، حتى حمو عكوران لا يستدعونه لهذا السبب.
ـ ألا ترى أن "الفيديو" الذي كنت ترقص فيه هو سبب استبعادك؟
ـ لا أعرف ، المهم يتهمونني بالميوعة و لا أعرف ما تعني بالنسبة إليهم.
ـ أليست الحركة التقافية الأمازيغية هي ولية نعمتك وهي التي ساعدتك على الشهرة؟
ـ أولا كنت أعني هنا بألنيف . أشارك في الأنشطة التي تنظمها جمعية محلية ، بعدها استدعتني الحركة الثقافية فرع مكناس ثم موقع أكادير ، و رغم أني لا أتلقى أي تعويض غير مصاريف النقل فقد كنت ألبي الدعوة بكل فرح لأني أعتبر ذلك نضالا، وكان للحركة الفضل في حضوري في الكثير من المهرجانات ؛ مهرجان اميلشيل المهرجان الدولي للرحل بالمحاميد ، مهرجان الموسيقى العصرية بميدلت ، مهرجان بولمان مريرت..
ـ تصف نفسك بالشاعر الكبير " أنشاد أخاتار" هل تكتب جميع كلمات أغانيك أم أنك تعتمد على شعراء محليين؟
ـ الكثير من أغاني أنا من كتب كلماتها لكن أعتمد أيضا على أحد أصدقائي
ـ لماذا لا تكتب اسم هذا الشاعر على أغلفة ألبوماتك ألا ترى أن في عدم ذكره هضم لحقوقه؟
ـ لا. صراحة لم يطلب مني ذلك في يوم من الأيام. لذلك أكتفي بوضع أسمي .ثم سأقول لك شيئا أنا أعطي صورتي لشركة الانتاج و هي تصمم الغلاف و كل شي، أحيانا يحذفون اسم شخص اهدي له أعنية من الأغنيات لأني لا أحضر مع تقنيي الأستوديو في مرحلة "الميكساج" لذلك يفعلون ما يرونه مناسبا!
ـ و هل تدفع لشاعرك ما تتفقون عليه؟
ـ نعم.
ـ هل تربطك علاقات تعاون مع فناني الجنوب الشرقي ؟
ـ ليس مع جميع الفنانين ، اغلب العلاقات الفنية مبنية على الحقد و التكبر حتى لو احتاج إليك أحدهم لن يطلب منك أي مساعدة أو يستشيرك.
ـ الفنان لحسن أولافي قال : (وَنَّا مِي ابْزْي اغْف إِراركِيد أياوال) هل يقصدك أنت بالظبط؟
ـ نعم . أنا من يقصد ، و سأقول لك أصل الصراع ، قلت في احدى اغنياتي :
أوا هان باحا إكَا أنشاد أخاتار
قنا تي تنكاشم أرتيدي تاسيم
أوا مانتيويك ساريتو هات إخا
..."
قلت هذا الكلام دون أن تكون لدي أي عداوة مع أي فنان، و بعد صدور ألبومي بثمانية أشهر أصدر "أولافي " أغينة على شكل تايزيمت " أدانايغ أنشاد أخاتار" في إشارة إلي لأني وصفت نفسي بالشاعر الكبير .
ـ خلال الحفل الذي نظمته جمعية بوكافر بألنيف سمعتك تؤدي قصيدة ترد فيها على الفنان " أولافي" و قلت بالحرف : لن اسجل هذه الأغنية فقط أريد أن أغنيها أمامكم" لماذا لا تريد تسجلها؟
لأني لا أريد أن أساهم في شهرته ، لا أريد أن أنتشله من الأسفل ( أُورِّيغْ أَتِّيدْ هْزَّاغْ) فالجمهور عندما سيستمع إلى اعنيتي التي أرد فيها على "أولافي"سوف يتساءلون عمن يكون هذا الذي يرد عليه باحا و أكون بذلك قد قدمت له خدمة كبيرة .لذلك قلت لن اسجل هذه الأغنية رغم أن الناس يلحون علي في ذلك.
ـ يعني أنك تحسده و لا تريد أن يتعرف عليه الناس؟
ـ لا أبدا ، عليك أن تعرف أن "أولاڤي " صديقي و ليست بين و بينه عداوة و نحن دوما على اتصال ، و قد حملته على متن سيارتي قبل أيام إلى تنجداد و تبادل الهجاء بين الشعراء أمر عادي و قديم.
ـ هل يمكن أن تنشد لنا بعض المقاطع في ردك على "أولافي"؟
ـ أولا لقد اخترت الرد عليه بــ"تماديازت" لأني أريد أن أتحداه ، فهو لن يستطيع أن يرد علي ب" تامديازت" عكس تايزيمت .
ـ يعني أنك تتحداه و تريد أن تعجزه؟
ـ نعم أتحداه أن يرد علي ب "تامديازت "
"...
أر ونا إران أوال إغين أتيد رارين
ها باحا اسول إكَا أنشاد أود أسا
إوا نخل امعدور ادجت اد إسهيوي
والو ماسدوسيغ العدا د تادواتين
هاليدار نكاياست اديبي أوال
أداي ياوت أوتو ناغن إيكَر أماس
ونا ميكا مولانا أكَا ياكَم أمان
وادو فغ ايير نواسيف أها بويكَوران
... إلخ
ـ هل يوجد من هجاك في غنائه غير" لحسن أولاڤي"؟
ـ نعم . "عسينو" اصدر ألبومه الأول فارسل إلي بعض اصدقائه : " قولوا لباحا سوف أقضي عليك في سوق الغناء" . لكني لا أعرف كيف سيقضي علي.
ـ إذا أنت من يقصد بقوله: " انغايي وولينو أياحيدوس ليغ كَاك سلاغ .."
ـ ربما أنا. المهم أنه ابن تيشعوفين قرب ألنيف ، وكان يجدر به أن يتصل بي اساعده و يساعدني و ليس أن يصوب إلي قذائفه منذ أول وهلة و دون سابق انذار ، المهم لن أجاريه في مهاتراته لأنه حسب علي ، مهاجر و يقال أنه " أور إريكَيل".
ـ أنت ترى ظهور الكثير من الفنانين الذين اختاروا نفس الطريق عصرنة أحيدوس و ينهلون جميعهم من الثراث الشفوي. كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟
الحمد لله هناك مواهب كثيرة هنا في الجنوب الشرقي لكنها تحتاج إلى تشجيع . التلفاز المغربي لا يصور إلا الرباط و الدار البيضاءو خنيفرة . أتساءل لماذا يتم اقصاؤنا نحن من الظهور في التلفاز العمومي و لماذا يحرمون السكان من مشاهدة فنهم على التلفاز العمومي ، فهو ملك لجميع المغاربة و عليه أن يعرض فن هذه المنطقة أيضا.
شخصيا تم استدعائي من طرف "بربر تيفي " رافقوني إلى مقر القناة التانية التقيت صحافيا يدعى "ماماد " اعطيته جميع المعلومات عني و عن فرقتي و عن ألبوماتي فوعدوني بالاتصال بي في ظرف شهر ، كان ذلك في 2006 ، و لحد الساعة لم يتصل بي أحد. سأختصر لك بقولي إننا " محكورون" في بلدنا .تلفازنا لا يعرض إلا الفن الشرقي و الغربي و ما تبقى من الوقت فهو لفناني الدار البيضاء و الرباط. و كأننا مغاربة.
ـ في سبيل الختم دعني أسألك عن موقفك من بعض فناني الجنوب الشرقي؛
مثلا : ما رأيك في "السدي" ؟
ـ إلتقيته في النقوب صوته جميل و أسلوبه أيضا.
ـ لحسن أولافي؟
ـ رغم أنه يهجوني فصوته جميل.
ـ عسينو؟
ـ لم ألتقيه لكني أحببت شريته و أداءه.
ـ خالد البدراوي؟
صديقي و كنا على وشك اداء أغنية مشتركة قبل أن يسافر إلى الخارج و قد نفعل ذلك قريبا.
ـ كلمة أخيرة للجمهور و للفنانين
ـ أدعو جميع فناني الجنوب الشرقي إلى الاجتهاد أكثر و العمل أكثر حتى نرى فنا يليق بنا و نخرج فننا من محيطه الضيق كباقي فناني المغرب ، و أقول لجمهوري اني اشكره على اهتمامه و تتبعه لجديد باحا لحسن وسوف أكون دائما عند حسن الظن.