عفان بن مسلم
عفان ( 4 ) ابن مسلم بن عبد الله مولى عزرة بن ثابت الأنصاري الإمام الحافظ محدث العراق أبو عثمان البصري الصفار بقية الأعلام ولد سنة أربع وثلاثين ومئة تحديدا أو تقريبا وسمع من شعبة وهشام الدستوائي وهمام والحمادين وصخر بن جويرية وديلم بن غزوان ووهيب بن خالد وسليمان بن المغيرة والأسود بن شيبان وطبقتهم من مشيخة بلده واستوطن بغداد حدث عنه البخاري وحديثه في الكتب الستة بواسطة وحدث عنه أيضا أحمد وابن المديني وابن معين وإسحاق والفلاس وابن أبي شيبة والذهلي والقواريري وخلف بن سالم وابن سعد وأبو خيثمة والزعفراني وابن نمير وأبو كريب وجعفر بن محمد بن شاكر وهلال بن العلاء وأبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد الدورقي وعلي بن عبد العزيز والحسن بن سلام السواق وإبراهيم الحربي وإسحاق بن الحسن الحربي وخلق كثير قال أبو حاتم ثقة إمام وقال مرة أخرى ثقة متقن متين وقال أحمد بن عبد الله العجلي عفان يكنى أبا عثمان ثقة ثبت صاحب سنة كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل فأبى وقال لا أبطل حقا من الحقوق وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطق فقال أي شيء هذا قال إني أذهب إلى الموضع البعيد فأجوع فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته الدغولي حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال سمعت عمرو بن علي قال جاءني عفان في نصف النهار فقال لي عندك شيء نأكله فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ولا شيئا نشتري به فقلت إن عندي سويق شعير فقال لي أخرجه فأخرجته فأكل منه أكلا جيدا فقال ألا أخبرك بأعجوبة شهد فلان وفلان عند القاضي معاذ بن معاذ بأربعة آلاف دينار على رجل فآمرني أن أسأل عنهما فجاءني صاحب الدنانير فقال لك نصفها وتعدل شاهدي فقلت استحييت لك قال وكان عفان على مسألة معاذ قال وقيل لمعاذ ما تصنع بعفان وهو مغفل فسكت فوجهه يوما في مسألة فذهب فسأل عنهم وجعل المسألة في كمه واشترى قبيطا وجعله في كمه وجاء فأخرج إلى معاذ المسألة وقد اختلط بها القبيط فضحك وقال من يلومني على عفان قال حنبل حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة وكان أول من امتحن من الناس عفان فسأله يحيى من الغد بعدما امتحن وأبو عبد الله حاضر ونحن معه فقال أخبرنا بما قال لك إسحاق قال يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك إني لم أجب فقال له فكيف كان قال دعاني وقرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من الجزيرة فإذا فيه امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا فادن قال ذلك فأقره على أمره وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجري عليه وكان المأمون يجري على عفان كل شهر خمس مئة درهم فلما قرأ علي الكتاب قال لي إسحاق ما تقول فقرأت عليه " قل هو الله أحد " حتى ختمتها فقلت أمخلوق هذا فقال يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك فقلت " وفي السماء رزقكم وماتوعدون " فسكت عني وانصرفت فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى قلت هذه الحكاية تدل على جلالة عفان وارتفاع شأنه عند الدولة فإن غيره امتحن وقيد وسجن وعفان فعلوا معه غير قطع الدراهم عنه قال القاسم بن أبي صالح سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول لما دعى عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب فقيل له يحبس عطاؤك قال وكان يعطي في كل شهر ألف درهم فقال " وفي السماء رزقكم وما توعدون " فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره قال وكان في داره نحو أربعين إنسانا فدق عليه الباب فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ومعه كيس فيه ألف درهم فقال يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين وهذا في كل شهر حاجب الطوسي حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال قال عفان اختلف أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا وسألناه الأملاء فلما أعياه دعا بنا إلى منزله فقال ويحكم تشلون علي الناس قلنا لا نكتب إلا إملاء فأملى بعد ذلك قال ابن معين إذا اختلف أبو الوليد وعفان عن حماد فالقول قول عفان عفان أثبت منه وأكيس في كل شيىء وأبو الوليد ثقة ثبت وعفان أثبت من أبي نعيم ابن الغلابي قال ذكر لابن معين عفان وثبته فقال قد أخذت علية خطأه في غير حديث عمر بن أحمد الجوهري سمعت جعفر بن محمد الصائغ قال اجتمع علي بن المديني وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وعفان فقال عفان ثلاثة يضعفون في ثلاثة علي في حماد بن زيد وأحمد في إبراهيم بن سعد وأبو بكر في شريك فقال علي ورابع معهم قال من قال عفان في شعبة ثم قال الجوهري وأربعتهم أقوياء ولكن هذا على المزاح قلت ولأنهم كتبوا وهم صغار عن المذكورين قال أحمد بن حنبل ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان يعني أنبأنا وأخبرنا وسمعت وحدثنا يعني شعبة قال حنبل سألت أبا عبد الله عن عفان فقال عفان وجبان وبهز هؤلاء المتثبتون ثم قال قال عفان كنت أوقف شعبة على الأخبار قال وعفان أضبطهم للأسامي قال أحمد بن أبي عوف حدثنا حسن بن علي الحلواني سمعت يحيى بن معين يقول كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي فكان عفان أضبطهم للحديث وأنكدهم عملت عليهم مرة في شيء فما فطن لي إلا عفان وقال أبو