جميلة مولاة بني سليم
--------------------------------------------------------------------------------
يقول عنها ابو الفرج الاصفهاني في كتاب الاغاني
هي جميلة مولاة بني سليم ثم مولاة بطن منهم يقال لهم بنو بهز، وكان لها زوج من موالي بني الحارث بن الخزرج، وكانت تنزل فيهم، فغلب عليها ولاء زوجها، فقيل: إنها مولاة للأنصار، وهي أصل من أصول الغناء. وعنها أخذ معبدٌ وابن عائشة وحبابة وسلامة وعقيلة العقيقية والشماسيتان خليدة وربيحة. وفيها يقول عبد الرحمن بن أرطأة
إن الدلال وحسن الغـنـا ء سط بيوت بني الخزرج
وتلكم جميلة زين النسـاء إذا هي تزدان للمخـرج
كانت أعلم خلق الله بالغناء: أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أبي جعفر القرشي عن المحرزي قال: كانت جميلة أعلم خلق الله بالغناء، وكان معبد يقول: أصل الغناء جميلة وفرعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين.
كيف تعلمت الغناء: قال إسحاق وحدثني أيوب بن عباية قال حدثني رجل من الأنصار قال: سئلت جميلة: أنى لك هذا الغناء؟ قالت: والله ما هو إلهامٌ ولا تعليم ولكن أبا جعفر سائب خاثر كان لنا جاراً وكنت أسمعه يغني ويضرب بالعود فلا أفهمه، فأخذت تلك النغمات فبنيت عليها غنائي، فجاءت أجود من تأليف ذلك الغناء، فعلمت وألقيت، فسمعني موالياتي يوماً وأنا أغني سراً ففهمنني ودخلن علي وقلن: قد علمنا فما تكتمينا. فأقسمن علي، فرفعت صوتي وغنيتهن بشعر زهير بن أبي سلمى:
وما ذكرتك إلا هجت لي طربـاً إن المحب ببعض الأمر معـذور
ليس المحب بمن إن شـط غـيره هجر الحبيب وفي الهجران تغيير
فحينئذ ظهر أمري وشاع ذكري، فقصدني الناس وجلست للتعليم، فكان الجواري يتكاوسنني، فربما انصرف أكثرهن ولم يأخذن شيئاً سوى ما سمعنني أطارح لغيرهن، ولقد كسبت لموالي ما لم يخطر لهن ببال، وأهل ذلك كانوا وكنت.
إجماع الناس على تقديمها في الغناء: وحدثني أبو خليفة قال حدثني ابن سلام قال حدثني مسلمة بن محمد بن مسلمة الثقفي قال: كانت جميلة ممن لا يشك في فضيلتها في الغناء، ولم يدع أحدٌ مقاربتها في ذلك، وكل مدني ومكي يشهد لها بالفضل.