اليومُ أفتحُ للقصيدةِ بابَها
وأطيحُ اصرارا ً بهذا البرد
أرسمُ دمعتي قمرا ً
وآلامي نوارسْ ..
أنا حارسٌ لنهايتي
ونهايتي طفل ٌ يُقبلٌ موتَةُ
يبكي .. ويضحكَ
مثلَ نورٍ خافتٍ
لكنَّ فيهِ من النخيلِ توهجٌ
ومن الفراتٍ أنوثة ٌ أُخرىٌ
تقبلٌ ما تشاء من الكواكبِ
اليومُ أدخلُ مُسرعا للموت
أسرقُ ثوبَهُ
وأطوفُ في كلِ المقابر
مثل صمت الشمس..أدخلُ مسرعا
وأعودُ من حيثُ ألتقيتُ الموتَ
أرسمُ شارعاً
يمتدُ من قلبي .. إلى بلدي
أحطُ عليهِ دجلةَ ..وردةً
وبقايا حلمٍ في يديهِ قصائدي
اليومُ أرسُمنُي على كفنِ العيونِ
قداحةٌ تهدي نشيدَ جمالِها
عطراً.. ومرآة ً تُطيلُ تأمُلي
فأنا حديقةُ أمة ٍ ثكلى .. وتذبحُني
هي أمةٌ ولدت
وماتت قبلَ أنْ تحيا
وماتتْ قبل َأنْ ..!
اليومُ أفتحُ للقصيدة بابهَا
وأقولُ لن .. !!
هي دجلةُ
قد أرضعتني حليبَها
قد أورثتني لعبةَ التكوين ِ
والروحَ التي أوحى لها..!
هي دجلةُ
وأنا سليلُ الريح .. أمطرُ ما أريدْ..
اليومُ أرسمُ للعقاربِ من جهنم صوتَها
وأصيح ُ فيها أنني بغدادُ .. لا
هل من مزيدْ ..!!
هذا هو الجسدُ الذي غادرتُةُ
ودفنتُ فيهِ الخوفَ والظلماءَ
والحقدَ العقَيمْ
اليومُ أفتحُ للقصيدةِ سَّرها
أمضي بلا لونٍ كمأساتي
ومأساتي على طاولةِ العالم
لا لون لها
الدمعُ .. والدمُ .. واليتامى .. والاراملُ
والحضارةُ
هل من مزيد..!!
لا لونُ
حتى للهواءِ
وللترابْ
اليومُ أفتحُ قامتي جسرا ً
وأرسمُ
كل َّ أنواع الخرابْ