النسخة العربية لرائعة دان براون"da vinci code story "
________________________________________
الحكاية المثيرة للجدل بـشفرة دافنشى:
الرواية التى غزت العالم وتربعت على عرش مبيعات الكتب خلال الثلاث أعوام الماضية وترجمت إلى
عشرات اللغات وقرأها ملايين من الناس وأقلقت الفاتيكان لحد تكليفه ملايين الملايين لإنتاج عدة كتب
وأفلام وثاقية ضد تلك الرواية تتحول لفيلم سينيمائى من إخراج رون هوارد لتثير قلق الأوساط المسيحية
أكثر من الرواية حيث أن جمهور السينما هى شريحة أعرض وأهم فى المرحلة العمرية (حيث عادة ما
يكونوا شباباً) من محبى قراءة الروايات الأدبية ففى مصر على سبيل المثال قامت الكنيسة برفع طلب
لوزارة الثقافة بعدم عرض الفيلم فى مصر ويبدو أن الكنيسة قد نست موقف الوزارة عندما سمحت
بعرض فيلم (ألام المسيح) والذى يعتبر فى الديانة الإسلامية إهانة واضحة لله ذاته ورسوله المسيح.
الفيلم يعتمد فى قصته على أصول تاريخيه أروبيه مؤكده بل وأن الفاتيكان نفسه هو أول من أعلنها
منذ عقود مضت والتى تفيد بوجود جمعية سرية تسمى "دير صهيون" كانت تضم كبار الشخصيات
الفنية والأدبية والعلمية أمثال (لوينارد دافنشى - فيكتور هيوجو - إسحاق نيوتن) هدفها المحافظة
على سر كبير قد يتسبب كشفه فى سحب مصداقية الكنيسة ورفع سلطتها نهائياً من على المؤمنين.
منذ القرون الأولى وإنتشر ما يعرف بـ(أسطورة الكأس المقدسة) على نطاق واسع جداً حيث
إنه قد خرج ملوكاً فى حملات كبيرة بحثاً عن ذلك الكأس أمثال الملك أرثر وغيره كثيرون.
الكأس
الكأس المقدسة يذكر فى الأناجيل على إنه الكأس الذى مرره المسيح لحوارييه فى العشاء الأخير
وكان كأس نبيذاً وقدمه لهم على إنه دمه الذىيراق من أجلهم ولكن هناك أيضاً الحكايات التى
تقول أن الكأس كان قد تم وضعه تحت الصليب ليتساقط به دم المسيح وسواء كانت تلك
القصة حقيقية أم لا فقد إكتسب ذلك الكأس أهمية كبيرة جداً لدى جميع المسيحين.
الكلمة المستخدمة للكأس المقدسة بالفرنسية هى Sangraal والتى تعنى حرفياً
"الكأس المقدسة" أما فى الإنجليزية الأولى فهى Sangreal ولكن هل فعلاً
تلك الترجمة مضبوطة؟؟
هل هو حقاً كأس؟
هل حقاً الكأس المقدسة التى قضى ألاف الرجال نحبهم فى البحث عنها هى كأس
بالمعنى الحرفى للكملة؟ أم من الممكن أن يكون مجازاً عن شئ أخر؟
لإنه إن كان كأساً بالمعنى الحرفى فماذا عن ملابس المسيح؟
وماذا عن الأطباق الذى كان يأكل بها؟
والأكواب الأخرى التى كان يشرب بها؟
لن أطيل عليكم فأنا قد بحث فى الموضوع كثيراً وهو موضوع أطوال من أشرحه
بكامله فى هذا العرض لذلك سأخبركم بالتلخيص.
البداية
الدباية كانت فى القرن الثامن عشر عندما عثر قس فرنسى يدعى "بيرانجيه سونير"
على وثائق سرية أثناء تجديده لكنيسته "رنديل شاتو" فى شمال فرنسا ولكن
سونير لم يطلع الكثير على تلك الوثائق وما أكتشفه بها أثناء حياته أما بعد مماته
فقد أكتشف الباحثون أن تلك الرسائل تحتوى على شفرات سرية!
سونير كان يعيش فى قرية فقيرة جداً فى كنيسة بسيطو ومتواضعة جداً
ولكن فى يوم من الأيام فوجئ أهل القرية بالأب سونير وكأن ثروة هبطت
عليه من السماء فقد قام بتجديد الكنيسة تماماً بتكاليف خياليه والغريب
إنه قد سمى كل شئ بالكنيسة على إسم "مريم المجدلية" أحد أتباع المسيح
طبقاً للأناجيل، والسؤال الملح من أين أتت تلك الثروة؟
أولاً ظن البعد أن وسنير قد يكون وجد كنز الملك سليمان المخبأ
ولكن تلك الفكرة تلاشت فيما بعد وكان هناك فكرة أخرى أكدتها دلائل معينه
أن الأب سونير كان يتلقى أموالاً من أشخاص مجهولين حيث بعد وفاته
وجدوا إنه يملك أكثر من 20 حساباً مختلفين فى بنوك سوسرية وفرنسية
ولكن من يموله بتلك الأمول؟ لماذا؟
الأجابة عثر عليها بعد ذلك بمائة عام الباحث الإنجليزى "هينرى لينكلون" الذى
كان يعمل سابقا فى إذاعة البى بى سى الإنجليزية وهو نفسه مؤلف كتاب
"الكأس المقدسة والدم المقدس" الذ أتهم دان براون مؤلف رواية "شفرة دافنشى"
بسرقتها منه.
ما أكتشفه لينكلون لم يكن شيئاً جديداً لم يكتشف من قبل حيث إنه لو كان كذلك
لما كان صحيحاً حيث أن الموضوع حساس جداً ما أكتشفه لينكلون هى قصة معروفة
على مدار قرون وقرون من بداية العصور المسيحية الأولى.
القصة
سأقوم بعرض القصة والسر عليكم بدون الخوض فى مزيد من التفاصيل
تلك الجمعية السرية الشهيرة (دير صهيون) مكلفة بحماية سر خطير
وليس فقط سر بل أشخاص معينين لا تعلم إلا تلك الجمعية نفسها.
ببساطة المسيح ليس إلها ولم يدعى الإلوهيه يوماً ولكن هذه فقط
الصورة التى رسمها له مجمع نيقية بزعامة الأمبراطور الوثنى قطسنطين
ففى ذلك المجمع قام العلماء الذى أختارهم قسطنطين بتحديد كل شئ
فى الديانة المسيحية التى نعرفها اليوم إبتداءاً من الإقرار بالأناجيل اأربعة
(متى - لوقا - مرقس - يوحنا) وحتى أيام أعياد الميلاد والقيامة
أما قبل تلك اللحظة التاريخية فالمسيح كان بشراً لكل الناس والدليل على
هذا إنه كان ... متزوجاً ...
الكأس المقدسة فى الحقيقة ليس كأساً بالمعنى الحرفى للكملمة بل هو يرمز
لشخص ... لإمرأة .. للمرأة التى حملت دم المسيح داخلها (تماماً كالكأس)
تلك المرأة هى مريم المجدلية التى تعرف لجموع المسيحين اليوم
بـ(الزانية) التى تابت على يد يسوع.
القصة أو السر ينفى هذا تماماً ويقول أن تلك هى الصورة التى رسمها مجمع نيقية
لها لتشويهها حينما أتخذ قرار تأليه المسيح والذى جعل من اللازم التخلص
من أى شئ يشير إلى أن المسيح كان بشراً والمجدلية لم تكن أمرأة عادية
بل هى من دم ملكى تماماً كالمسيح مما يجعل نسلهم هو نسل ملكى خالص.
أن المعنى الحقيقى لكلمة Sangreal ليس الكأس المقدسة
فهى أصلاً Sang Real والتى تعنى الدم الملكى..
جمعية (دير صهيون) هدفها حماية ذلك السر وحماية قبر المجدلية
الذى لا يعلم مكانه إلا هم وحمايتهم من أيدى الكنيسة الغاشمة التى
تريد الفتلك بكل تلك الدلائل وهذا يتضمن أيضاً
قتل .. سلالة .. المسيح .. الحيه
هذه ببساطة هى القصة التى توصل إليها هنرى لينكولن وأثبتها بدلائل
عجزت الكنيسة الكاثوليكية فعلياً وبدون أى مبالغة عن ضحدها .
ما فعله دان براون
ما فعله دان براون وإنه أخذ تلك "النظرية" التى طرحها لينكولن ومئات المؤرخين
بعده ووضعها فى إطار روائى بعيداً عن الكتب التاريخية أو الدينية النمطية
تلك الرواية البوليسية المثيرة التى نالت شهرة رهيبة منذ ظهورها
لا تعتبر سرقة لما أكتشفه هنرى لينكولن فما فعله هينرى لينكولن "أدبياً"
هو إنه طرح نظريات تاريخية وأحداث من وجهة نظره حقيقية
وبذلك يتضح أن ما فعله دان براون لا يعتبر سرقة بأى معيار
من المعايير فمثلاً إن كتبت رواية أو صنعت فيلماً عن ثورة يوليو
هل يجوز أن يصعد أحد مؤرخى الثورة ويتهمنى بسرقة
فكرة "الثورة" من كتابة؟؟
هذا بالطبع مستحيل فهذا حدث تاريخى من حق الجميع أن يستخدمه
وليس قصة أو أبداع عقلى لشخص ينتمى لحقوق المؤلف.
ببساطة أنا لا أتعاطف مع لينكولن حيث إنه كهلاً طاعن بالسن
لم يعرف أحد إسمه ولم تشتهر روايته إلا من بعد شفرة دافنشى
فأحس أن دان براون قد سرق منه الشهرة التى كان من المفروض أن
ينالها هو.
الفيلم
بالرغم من إنك ستصدم عندما تشاهد هذا الفيلم (هذا إن كنت قرأت الرواية)
حيث إنك ستشعر إن الفيلم مختصر جدا جدا جداً عن الرواية
إلى أنى أرى أن الفيلم الجيد جداً ومتكامل العناصر من أداء إلى إخارج إى تصوير إلى موسيقى تصويرية تجعلك تندمج تماماً مع الفيلم،وأنا أرى
أن أفضل أداء فى هذا الفيلم كان من نصيب "أيان ماكلين" الذى قام بدور
السير ليت تينينج المؤرخ المختص بالكأس المقدسة والذى حمل حياته
هو تخليص البشرية من سطوة الكنيسة.
أنا دائماً رأيى إنه لا يمكن أن ينجح تنفيذ أى رواية على شاشة السينما
بشكل كامل بحيث تجارى روعة الرواية إلا ربما فى بضعة أفلام تعد على أصابع اليد الواحدة أمثال "وداعاً شواشانك" ولكن إن أستطعنا أن ننظر للفيلم بشكل منفصل عن الرواية ستكون الصورة أفضل كثيراً ولكنى أيضاً
أرى أن رون هوارد كان أكثر من موفق فى فيلمه الرائع "شفرة دافنشى"
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين ..
موضوع: da vinci code story " 
الأربعاء يونيو 10, 2009 12:37 am
