فيودور ميخائيلوفتش دستويفسكى
عملاق الأدب الروسى والعالمى ويعتبر ثانى أعظم الأدباء بعد شكسبير.
ولد عام 1822 وتوفىّ عام 1881
عاش مريضا بالصرع.
بدأ حياته بروايته المساكين والتى عرضها على الشاعر الروسى الكبير نكراسوف الذى انبهر بها ونقلها بدوره للناقد الروسى العملاق المهيب بلينسكى الذى انبهر بموهبة الشاب صاحب الأربعة وعشرون ربيعا وجعله ضيفا فوق العادة لصالوناته الأدبية ثم انضم دستويفسكى وهو فى عمر السابعة والعشرون إلى تنظيم سرى يضم بعض الشباب الثائرين على الأوضاع فى روسيا القيصرية وتم إلقاء القبض عليهم بتهمة إحتفالهم بميلاد الكاتب الفرنسى فورييه وسجنوا حوالى ثمانية أشهر ومن ثم صدر ضدهم حكم بالإعدام لم يلبث أن يخفف إلى السجن فى معتقل سيبيريا الرهيب لمدة أربع سنوات ومن الجدير بالذكر أنه تم الإعلان عن الحكم المخفف ودستويفسكى ورفاقه موثقين بالأعمدة بساحة بطرسبرج استعدادا لإعدامهم رميا بالرصاص مما جعل لهذه الذكرى البشعة بالإضافة لذكرى السجن بسيبيريا تأثيرا كبيرا فى أعماله فيما بعد وقد ذكر معظم مذكراته حول هذه الفترة فى كتابه رسائل من بيت الموتى.
دستويفكسى أصبح من أعمدة الصقالبة ( الداعين للتمسك بالتراث الروسى وعدم التأثر بالحضارة الأوروبية ) إذ أن دستويفسكى لم يكن يرى أن فى الحضارة الأوروبية ما يثرى الثقافة الروسية ووضح هذا جليّا فى كتابه ملاحظات الشتاء حول ذكريات الصيف والتى ذكر فيها رحلته فى العواصم الأوروبية الشهيرة والتى أكد فيها على إيمانه الشديد بإتجاه الصقالبة.
تتميز لمسة دستويفسكى فى أعماله بإيمانه الشديد بالدين ونجد دائما أن أقرب شخصياته إليه تلك التى يكون للدين تأثير فيها والسبب فى هذا هو أن دستويفسكى نفسه كان مؤمنا وإن كان يسقط كثيرا فى دوامة المعاصى ولكنه يعود بفضل الإيمان الداخلى الذى يسكنه وأيضا من أهم ما يميز هذا العملاق تعمقه الشديد فى النفس البشرية كأنما هو محلل نفسى عملاق ويشعر من يقرا له انه يقوده داخل متاهات نفسية بالغة التعقيد مما يعكس عبقرية هذا العملاق.
أهم أعماله:
المساكين ( أول أعماله )
رسائل من بيت الموتى
الجريمة والعقاب
المقامر
الأبله
الممسوسون
الإخوة كارامزوف ( أخر رواياته )
تزوج مرتين وعاش فقيرا معظم فترات حياته وسقط فى فخ إدمان القمار إلا أنه لم يلبث أن ابتعد عنه نهائيا.
توفىّ دستويفسكى فى يناير 1882 وهو يلتقط قلمه من على الأرض نتيجة لإنفجار شريان رئيسى بالرئة مخلفا ورائه أعمال لا تقدر بثمن أثرت الأدب العالمى بشكل من النادر أن يستطيع أديب أن يفعله فقد كانت قيمة دستويفسكى تكمن فى عبقرية فكره وتوغله فى أعماق النفس البشرية خاصة للمذنبن والعصاة والمجرمين.