آرثر كونان دويل وشارلوك هولمز......
آرثر كونان دويل هو من أروع وأفضل الكتاب العالميين وله روائع أدبية كثيرة ويتجلى قمة إبداعه في إبتكار شخصية شارلوك هولمز
السير آرثر كونان دويل ( 1859 - 1930 )
طبيب روائي وكاتب قصص بوليسية بريطاني , ولد في مدينة " ادنبره ", عام 1859ودرس الطب في جامعتها .
مارس مهنة الطب مدة ثمانية سنوات , ثم بدأ بكتابة القصص القصيرة للمجلات بهدف زيادة دخله .
ظهرت اولى قصصه الثماني والستين " دراسة في اللون القرمزي " سنة 1887 وفيها يبرز رجل التحري (( شيرلوك هولمز )) ذو البصيرة الحادة ..
اصاب دويل نجاحاً سريعاً في مهنته الأدبية بحيث انه تخلى عن ممارسة الطب ليكرس وقته كله للكتابة ..
وقد جعلته قصص هولمز مشهوراً عالمياً ومن ابرزها :
" علامة الأربــــعة " في عام 1890
" كلب باسكرفيل " في عام 1902
" وادي الخـــــوف " في عام 1904
كما ان مقدرته الأدبية الفذة جلبت شهرة مماثلة لرواياته التاريخية الرومانسية مثل :
" ميكا كــــــلارك " في عام 1888
" الشركة البيضـاء " في عام 1890
" السير نيجــــــيل " في عام 1906
ذات يوم من عام 1907 , طلبت احدى السيدات من دويل نصيحة تحرية , قائلة ان نسيبها المفضل اختفى قبل اسابيع في لندن , وقد حير لغزه الشرطة من غير ان تعرف ماذا حل به !
قرر دويل ان يتسلم القضية كما اعتاد ان يفعل بين الحين والأخر , فنجح في غضون ساعة في حل اللغز من دون ان يبرح مكانه .
وكتب يقول :
" نسبيك موجود في اسكتلندا " ابحثي عنه في (( غلاسكو ))او (( ادنبره )) واؤكد لك انك ستجدينه هناك .
وبالفعل عثر عليه في اسكتلندا بعد ان مر بلندن .
انما استطاع دويل فك اللغز بهذه السرعة بمجرد " بحث المسألة من منظار السيد هولمز "
ولقد اثبتت هذه الطرفة وغيرها الكثير ان ثمة نفحة من روح شيرلوك هولمز في آرثر كونان دويل .
فهو شأنه شأن شخصية البارزة , متنبه لأدنىالتفاصيل , يتمتع بمخيلة واسعة وخبرة اجتماعية وفكرية غنية وميل الى الدراما .
والأهم من ذلك قدراته اللاذعة والتحليلية . وهو لم يكتسب قدراته التحليلية عن طريق الصدفة , بل ساعده في ذلك
دراسته وخبرته المهنية , في سنوات الدراسة المدرسية الثمان اولاً وسنوات دراسة الطب الخمس في جامعة
(( ادنبرة )) ثانياً , وقد مارس بعد تخرجه من الجامعة الطب مدة عشر سنوات , قبل ان يتفرغ للكتابة .
ويبدوا ان تدريبه الطبي كان وراء تصوره الخاص لشيرلوك هولمز كرجل تحريات علمي يحل القضايا بناءً على قدراته الخاصة ,
وكمفتش يتقن المبادىء التحليلية واهمية التفاصيل في آن .
ويتطلب التشخيص الطبي الدقيق (( التحري )) القدرة على التحليل المنطقي وعين الطبيب الخبيرة لملاحظة العوارض الكامنة (( المفاتيح )) وراء المرض .
وكما كتب احد اساتذة كونان دويل في (( ادنبرة ))
" ان رؤية الأختلافات البسيطة وتقديرها بدقة وحكمة هي العامل الحاسم في اجراء تشخيص طبي ناجح .
في الحياة العادية , نجد شيرلوك هولمز رجل التحريات الماهر " .
ان قدرة كونان دويل التحليلية الناجمة عن تدريبه الطبي كانت السمة البارزة في شخصيته ..
وقدتجلت بنوع خاص في حملاته التحرية العامة اولاً لصالح " جورج ابدلجي "ومن ثم لصالح " اوسكار سلايتر "
اللذين وقعا ضحية الرهاب البريطاني , فاتهما بارتكاب جرائم هما براء منها كما اودعا السجن .
وتجلت ايضاً في استشرافه قبل الحرب العالمية الأولى مخاطر فرض حظر بالغواصات على انكلترا .
وتجلت اخيراً خلال الحرب في دعوته الى تزويد الجنود والبحارة في البحر بسترات انقاذ وفي ابتكاره
شيفرة سرية للتواصل مع سجناء الحرب البريطانيين .
وكان دويل كشيرلوك هولمز نموذجاً للعقلانية في حقبة الحكم الفيكتوري والأدواردي ....
لك خلافاً لهولمز , لم يكتف دويل بالعقلانية , بل اعتبر نفسه داعية للروحانية ..
مخاطبة الأرواح :
الأيمان بأن ارواح الأموات تحيا بعد مماتهم وقادرة على التواصل عبر جلسات خاصة او بالتخاطر او ماشابه مع الأحياء .
وهي قضية كرس سنواته الأخيرة في سبيلها .
وقد نشر اول مقالة له حول الظواهر الروحية عم 1887 اي سنة نشر " دراسة في اللون القرمزي "
وانضم الى " الجمعية البريطانية للأبحاث الروحية " عام 1893 في موازاة نشر " مذرات شيرلوك هولمز "
في مجلة " ستراند " .
اثرت هذه الكتابات والتوجهات على سمعة دويل بين معاصريه من دون ان تنعكس على قصص شيرلوك هولمز .
الا انها تجسد منحى رومانطيقياً اعمق واكثر تأصلاً في شخصية دويل , مما اثر بشكل او بأخر على قصص هولمز .
وكان لوالدته (( ماري فولي دويل )) اليد الطولى على ما يبدو في بروز هذا المنحى نظراً الى علاقتهما الوثيقة
( خلافاً عن والده الذي لم يلعب دوراً في تربيته بسبب مشاكله الصحية )
طغت شهامة دويل وتثمينه للشرف على القصص التاريخية التي كان يفخر بها , لا سيما " الشركة البيضاء " (1891)
والتي تروي مغامرات الفروسية في القرن الرابع عشر في انكلترا .
كما برز هذا الحس في العديد من القضايا التي نذر في سبيلها طاقاته ومهاراته .
ويشاطر هولمز وواتسون ديل تمسكه الراسخ بأصول الشهامة وقيم الرجل النبيل وواجباته , الأمر الذي يسمح بنصرة الحق والدفاع عن المخطئين وحمايه الضعفاء ..
ولاشك أن أصول الشهامة والشرف تعني أيضا أصول التصرف مع النساء , وهي علاقات طرحت تحديات
كبيرة لكل من دويل وهولمز . وكان دويل من دعاة اصلاح قانون الطلاق . أما على الصعيد الشخصي ,
فبعد 7 سنوات من الزواج و3 سنوات على اصابة زوجته بذات الرئة , وقع سنة 1897 في غرام جين لينكي
التي بادلته الحب وتمسكه بالشرف . وقد عاشا معا قصة حب سرية مدة عشر سنوات قبل أن يعقدا قرانهما
بعد سنة على وفاة زوجة دويل . وكان هذا بنظره التصرف الشريف الوحيد الذي يمليه عليه ضميره .
كذلك كان تصرف شيرلوك هولمز حيال النساء شهماً مع ان معظم مشاكله معهن كانت مهنية اكثر منها شخصية .
وقد برزت في هذا السياق مناورات (( ايرين ايدلير )) في " فضيحة في بوهيميا " التي اغنت شخصية هولمز الأسطورية ....
وكان دويل بروحه التحليلية وهولمز بروحه التحليلية المفرطة يعتبران ان التحقيق والتفسير العقلانيان قد يلتبسان
اذا ما اعمتهما الثقة بالفرضات الشخصية , وغالباً ماتكون الفرضيات المضللة فرضيات اخلاقية ..
وقد برز جانب مثير من حياة دويل الشخصية في وصفه للأيام التي امضاها برفقة الجيش في افريقيا الجنوبية خلال حرب البوير عام 1900 حيث عثر على جندي اوسترالي قتل في معارك اليوم السابق
لكن اياً من فرق الأنقاذ لم تكتشف جثته ....
روايات شيرلوك هولمز :
دراسة في اللون القرمزي.......
عصبة الروؤس الحمراء .......
فضيحة في بوهيميا....
مسألة هوية .....
لغز في وادي بوسكومب ........
الرجل ذو الشفة المقلوبة ....
العقيق الأزرق ......
المشكلة الأخيرة ...
المنزل الفارغ ....
الشريط المرقط ......
الرجال الراقصون .......
تشارلز اغسطس ملفرتون......
البقعة الثانية...