لكن كثيرين من أعضائها ماتوا في الطاعون الذي انتشر في العراق سنة 1831
وكان سياب بن محمد بن بدران المير أحد أعضائها، وكان قد فقد جميع أهله
الأقربين
وكلمة سياب بتشديدها بضم السين أو فتحها : اسم يطلق على البلح أو البسر
الأخضر. لكن قصة تروى في العائلة تزعم أنه دعي بهذا الاسم لأنه فقد جميع
أقربائه وسيب وحيدا. وهي تلفظ سياب في اللهجة المحلية بتسكين السين
وفي عام تزوج شاكر بن عبدالجبار ابنة عمه كريمة،وكانت أمية في السابعة
عشرة من عمرها. و أسكنها معه في دار والده على ما تقضي به العادات
المرعية. وفي 1926 ولدت له ابنا دعاه (بدرا). وقد طار به فرحا وسجل تاريخ
ميلاده حتى يتذكره، لكنه ما لبث أن فقده وبقي تاريخ ميلاد بدر مجهول
ولم تكن إدارة البلاد في ذلك الوقت متفرغة لتنظيم تسجيل المواليد، ولا
سيما في النواحي النائية. وفي 1928 ولدت له ابنا ثانيا دعاه عبدالله، وفي
1930 ولدت له ابنا ثالثا دعاه مصطفى وكان فخورا بأبنائه الثلاثة، واثقا من
أنهم سيكبرون ويساعدونه في عمله لكن أحدا منهم ما ساعده كما كان ينتظر
ويأمل
أما في البيت فقد كان بدر يلعب مع أصدقائه فيشاركه أخواه الأصغران. وكان
الأماكن المحببة للعبهم بيت واسع قديم مهجور يدعى (كوت المراجيح) باللهجة
المحلية
وكان هذا البيت في العهد العثماني يؤوي عبيد الأسرة (مصطفى السياب، من
مقابلة مع المؤلف، بيروت 41 حزيران 1966) و من هنا أسمه، إذا معنى
(المراجيح) المراقيق أي الرقي أو العبيد
وقد دعاه بدر في شعره فيما بعد (منزل الأقنان) كانوا يلعبون في فنائه
بالقفز على مربعات ودوائر تخطط على الأرض وما شابه ذلك من العاب القفز،
واكن يلذ لهم كذلك أن يرووا عنه قصص الأشباح. وقد جعله بدر مقرا لجريدة
خطية كان يصدرها مدة باسم (جيكور) تتناقلها أيدي صبيان القرية، ثم تعود في
ختام المطاف لتجد محلها على الحائط في غرفة الإدارة
وتشمل ذكرياته أقاصيص جده - على نحو مبهم- وقصص العجائز من عمة وجدة
وغيرهما، و من أقاصيصهما حكاية عبد الماء الذي اختطف زينب الفتاة القروية
الجميلة، وهي تملأ جرتها من النهر، ومضى بها إلى أعماق البحر و تزوجها، و
أنجبت له عددا من الأطفال، ثم رجته ذات يوم أن تزور أهلها، فأذن لها بذلك،
بعد أن احتفظ بأبنائه ليضمن عودتها، و لكنها لم تعد, فأخذ يخرج من الماء
ويناديها ويستثر عاطفتها نحو الأطفال، و لكنها أصرت على البقاء، و أخيرا
أطلق أهلها النار على الوحش فقتلوه، أما الأطفال فتختلف روايات العجائز
حول مصيرهم
كذلك تشمل ذكرياته لعبه على شاطئ بويب، وهو لا يفتأ يذكر بيتا في بقيع
يختلف عن سائر البيوت، في أبهائه الرحبة، وحدائقه الغناء، ولكن اشد ما
يجذب نظره في ذلك المنزل الإقطاعي تلك الشناشيل، وهي شرفة مغلقة مزينة
بالخشب المزخرف و الزجاج الملون
غير أن الشاعر حين يتحدث من بعد عن بيت العائلة في جيكور فإنما يعني البيت
الذي ولد فيه وعاش فيه سنوات طويلة في ظل أمه، وقضى فترات متقطعة من صباه
وشبابه الباكر في جنباته، وهكذا ينبسط اسم (جيكور) على القريتين إذا ليست
بقيع في واقع الحال الا حلة من جيكور
ولابد لنا من أن نشير إلى أن بعض الصحفيين زاروا هذا البيت في عام 1965
وكان مما قالوه في وصفه : البيت قديم جدا وعال، وقد تحللت جذور البيت حتى
أصبحت كأسفل القبر، والبيت ذو باب كبير كباب حصن كتب عليه بالطباشير اسم ؛
عبدالمجيد السياب
وهو الذي يسكن الآن في الغرفة الوحيدة الباقية كان البيت قبل عشر سنين
يموج بالحركة والحياة، أما سبب هجر عائلة السياب لهذا البيت أو بالأحرى
لجيكور فهو بسبب ذهاب الشباب إلى المدن بعد توظيفه" جريدة الثورة العربية،
بغداد عدد 184 - 12 شباط 1965
دخل السياب في أول مراحله الدراسية مدرسة باب سليمان الابتدائية في أبي
الخصيب، ثم انتقل إلى المحمودية الابتدائية التي أسسها المرحوم محمود باشا
العبدالواحد في سنة 1910 في العهد العثماني، وبقيت تحمل اسمه حتى الآن
و تخرج من هذه المدرسة في تاريخ 1-10-1938
ولدى مراجعة محمود العبطة سجلات المدرسة المحمودية ، عثر على معلومات خاصة
بالشاعر نقلها من السجل رقم 6 وصفحة السجل 757 و المعلومات هي
معلومات خاصة بالشاعر قرية جيكورالمحلة 1925 تاريخ الولادة مدرسة باب
سليما آخر مدرسة كان فيها قبل دخوله المحمودية 1- 10 - 1936 تاريخ دخوله
المدرسة الصف الخامس الصف الذي قبل فيه 1- 10 - 1938 تاريخ الانفصال أكمل
الدراسة الابتدائية سبب الانفصال 1937 رسب في الصف السادس سنة 1938 نجح من
السادس سنة ابيض الوجه - أسود العينين صفاتةجيدة أحواله الصحية جيدة سيرته
في المدرسة
إن أعضاء الأسرة من الذكور لا يزيدون على ثلاثين في الوقت الحاضر مصطفى
السياب ، في رسالة إلى المؤلف، بيروت 32 نيسان 1966 لكن الأسرة كان أكبر
مما هي اليوم في أوائل القرن التاسع عشر إذ كانت تصم عائلة المير