القمرُ يعودُ لأنثاه// أكاديوس
القمرُ يعودُ لأنثاه
أكاديوس
درويش ...
أكفرُ بالأرضِ ...
إذ تكتمُ صوتَك
أحتقِر القبرَ الذي غيّب ظِلّك
أمججُ بالكلمات
إذ تطارد قامتك
وتعساً للفناء إذ يتوهم اعتراء خلودك
وقد يخلدُ الإنسان أكثرَ من وطن
وإن كان لا بد للعظائم
من تفاهات تقال
..................................
القمرُ يعودُ لأنثاه
( لدرويش الذي لم يرحل)
أنا آتٍ إلى ظلِّ نهديكِ آت
قالها المعذَّب وهو يغادرُ جسدَ الأرضِ
إلى صدرِ السّماء
لكنني ما زلت أهرب من ظلِّ عينيكِ
وأخجلُ من دمع أمي ...
وكان ثمة أشباح تطاردنا
وتموز يبحث عن أمواتَ تصلحُ أعلافاً للجند
المنسحبين من بيوتهم
تاركين الجرادَ يأكلُ أثداءَ نسائِهم
عند صلاة الفجر
تساقطَت عُرى كلماتي
بينما كنتُ أمارسُ الكتابةَ على أديمِ العطش
لكنَّ كبرياءَ حصانٍ مذبوحٍ
بعثَر الآيات
فانتصبت قامةُ القصيدة
يومها كانت أنثى القمر تعبر قوس الرب
والنجوم تبحثُ بين خطواتها
عن بعضٍ من آثامٍ
تشعِل بها كوكبَ السَّهَر
حشودُ الملائكَةِ باتَتَ تشوِّشُ على قنواتِنا المنويَّة
الممتدةِ الأجساد
تُساقِط على أعينِنا العَرق المُلتهِب
فما عدنا نفرِّق بين لحمِ مَوتانا
ولحمِ روتانا
عُد لصومعتك يا صانع الكلمات
واكفر بالنتِّ والطاغوتِ
وتوضئ بخمرِ الأنبياء
فها هنا دولتنا الرمليَّة
وثمةَ تأريخ يخَوزِق علاقاتنا الدينية
من خُرم الباب حتى الحَنجرة
وإليك يا وطني سلامي لا سلام الشرفاء
وعليك يا وطني رمادي والدموع
وعبير كنت خبأته يوم هجّرَنا جنود الربِّ من كهف القيامة
أودعتُ عندك الأسماءَ والأشجارَ والزمنَ الملونَ بالدماءِ
بــِكرَ عذابنا المغسولِ بالوسن
أنا ماضٍ
وظلُّ عينيكِ باق
سأغفو قليلاً فلا توقظيني
لأنّي إذا ما أفقت
سأتعثرُ بظلِّ نهديكِ
وأغرقُ في الأمنيات