بن يونس ماجن
في سماء بلادي
سماء بلادي مزدحمة
بدبابيس لا رؤوس لها
و سحب فاقدة اللون
كلما مرت بمحاذاة المطر
يتجمهر حولها سراب فاتر
في سماء بلادي
هناك حيث المسافات البطيئة
تنمو على شكل تجاعيد حلزونية
اما عناكب بلادي فهي تائهة
تخلع سراويلها لأي كان
و تهدي خلاخيلها
لفحولة الشيطان
والأوغاد في كل مكان
في بلادي ثمة كلاب سائبة
منذ زمان طويل توقفت عن النباح
تحت وهج القيلولة
ولا تكترث الآن لضربات
الشمس القاضية
فهي دوما تركن الى الظل
في سماء بلادي
الأعاصير لا تميز
بين الرياح الشرقية والغربية
ولا بين اليمنة واليسرة
فهي مصابة بهلوسات قزحية
في سماء بلادي
الطيورالمهاجرة لا تحلق بعيدا
خوفا على أعشاشها المهجورة
المعلقة فوق شجرة الخروب
والنجوم تشيخ مبكرا
قبل بزوغ الفجر
عندما يزداد الحر
في سماء بلادي
تتسع أحداق المتسولين
فينفلتون كالزئبق
في كل درب معتم
في بلادي ينشر الناس
غسيلهم على حبل الآخرين
ويداعبون قطط الجيران
غير عابئين بمخالبها
العالقة في مصابيح النيون
تحت سماء بلادي
كل شئ يصبح نسورا جارحة
أطفال الشوارع
وبائعات الهوى
والمثليون
وسواح الجنس
والعاطلون عن العمل
والمنصرون
والذباب الجائع
وقوارب الموت
وعلب السردين
وفاتورة الحياة
التي علينا جميعا دفعها
تحت سماء بلادي
كلنا يجلس القرفصاء
أمام فنجان قهوة سوداء
شديدة المرارة
يحضرها النادل
فوق صينية صدئة
نتجاذب أطراف الحديث
عن حماقاتنا التي لا تقبل المزاحمة
وهندسة الطيران الورقي
وعن “الحريك” وما أدراك ما “الحريك”*
الى الضفة الآخرى
الحبلى بالوعود والأوهام
بن يونس ماجن
* ” الحريك ” : الهجرة غير الشرعية
Digg Facebook Google Reddit del.icio.us