البراح: مليون.
الابن: واه كلمة وحدة بمليون..مليون! مليون! إيوا بْزّاف آالشريف!
البراح: ابغيتي (بلهجة أمازيغية) فْكاس إيفكاك، ما بغيتي الله إيعاون العاونات، أُومْريضْنا ما عندو باس أو بلا ماتْهَرَّسْ ليا الراسْ!
(احتار الابن برهة ثم أخرج المليون من الشكارة)
الابن: هاك آالشريف إيوا قول! أرى ما عندك، خْوي المزيوْدة!
البراح: اللي غلب يعَفّ! (يكرر بتثاقل) اللي غْلَبْ يْعَفّ!
الابن: هادي هي الكلمة!
البراح: (بلهجة مراكشية) هاديك هي اعْزيزي (ينطق الزاي مفخما)
(ذهب البراح إلى حال سبيله، بدا الابن مهموما مشغول البال، بدأ أصحاب السوق يغادرون تحت ضوء خافت، تجوَّل في السوق لوحده حتى كلّت رجلاه، ولم يبق غير البراح، فأسرع نحوه):
الابن: زيدني شي كْلِمَة اخْرَى آالشريف الله يزيدك من علْمو أوفضايلو!
البراح: أَرا إيقاريضن!
الابن: هاك خوذ الله ينفعك أَرا ما عندك!
البراح: لا تَامْنْ لا تَسْتَامْنْ في بلاد لامَان! قلت ليك: لا تامن لا تستامن في بلاد لامان!
الابن: قولّي آ الشريف شحال بقالك من كلمة؟
البراح: واحْدا (بلهجة شلحية)
الابن: أرى ديك الثالثة، هْلا يخلِّي لبومْوارت مايْوْرَت!
البراح: إيوا أرا تاروا ندّونيت!
الابن: هاك آالشريف ها المليون اللَّخَّرْ اللي بْقَا لي!
البراح: هاك الكلمة اللّْخْرَة، هاك صْحّْ الْكْلام(بتلحين خاص يقول): ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس! (يقترب من أذنه ويرفع الصوت قليلا): واقلت ليك: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس!
(ردد الابن وهو يغادر الركح)
الابن: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس!....لا تامن لا تستامْنْ في بلاد لامان! ....اللي غلب يعَفّ!) (صوت الجماعة التي كانت في السوق تردد من خارج الركح، وعلى إيقاعها يخرج البراح بتردد وهو ينظر إلى المال مبتهجا)
الجماعة: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الرّاس!....لا تامن لا تستامن في بلاد لامان! ....اللي غْلَب يْعََفّ!
المشهد الرابع:
(تظهر الأم ويدها على جبهتها وكأنها تنتظر قادما، في إنارة خافتة)
الأم: إيوا الظلام ظلّم والحال بْرَدْ والوَلْد ما رجع من السوق، يا كْمَا تلمّو عليه المخّارة، أو شدّوه صْحابْ TVA قبل ما يبدا التجارة، ولا شاف لا ربح ولا خسارة! خسارة؟ آشدانا لْشي خسارة الله يجعل السلامة! (تلتفت إلى الجمهور): إيوا قولو السلامة، ولاّ ما هزّاتكم كَبْدا (تسمع من خارج الركح صوت الجماعة):
الجماعة: السلامة! السلامة! (يطرق الابن الباب)
الأم: غير دخل آوليدي راه الباب محلول، ما بقا عندا علاش نشدو الباب، ولا علاش نشدو حتى فمّْنا! مشا الوقت ديال الفم المقفول ما دخلاتو ذبانة! هذا زمان الشفافية ودولة الحق والقانون(تلتفت إلى الجمهور)، ماشي القانون ديال صالح الشرقي باراك الله فيكم، (وتقوم بحركة العزف بأناملها، يدخل الابن على نغمات القانون)
الأم: آش درتي فالسوق آحنيني؟
الابن: والو، دَرْت أو مادَرْت.
الأم: كيفاش؟
الابن: شْريت ثلاثة ديال الكلمات.
الأم: آش غادي نديرو بثلاثة ديال الكلمات، واش هما اللي غانْعْمَلْهوم ليك فالطاجين؟ يا كْمَا نَصْبو عليك، سير آوليدي لعند البوليس.. سير لدار القاضي.. سير الوكيل الملك.. وْكّلنا عليهم الله ضيعوك فرزقك، ضيعوك فرزقك ، واك واك! واك واك! واك واك وليدي مْخْروه...
(تخرج مولولة، يتبعها الابن مناديا)
الابن: مّي، وامّي، أجي نقول ليك، مّي، وامّي، أجي، واياجي، أجي عافاك...
المشهد الخامس:
(يخرج القاضي من باب داره الفخمة، ملتفتا إلى الابن، بعد عدم اكتراث في البداية):
القاضي: مالك آولدي، خارج كنلقاك فباب الدار، داخل كنلقاك فباب الدار ليل ونهار آشنو بيك، وَشْنو هي قَصّْتَك! مالك كاتبكي!
الابن: والو، خسرت فتيجارتي وبغيت شي خديمة!
القاضي: واش قالوا لِكْ أنا وزير الشغل، اللي كََلس بلا شغل ولا مْشْغْلَة يجي يعتاصم ليا هنا، الله يعصمكم بأكناري، باش تْعْرْفو بحق...(وصمت، أراد المغادرة، لكن بعد برهة التفت إليه بعين متلطفة).
القاضي: بَلْحَقّ باين عليك ولد قافز أُوقاري أُووَلْد الناس، غادي تخدم عندي في داري، إيوا تْكَلْ عْلاّه! (ثم خرجا والقاضي يمسكه بيده) زيد آولدي زيد مالك خايف بحال إْلَى غادي بيك للكوميسارية (ملتفتا إلى الجمهور) وخّا الكوميسارية مابقاتش كَتَخْلَعْ، إيوا زيد زيد! (بلهجة أمازيغية)، زايد أوا زايد!
المشهد السادس:
(الابن يحرس في الحديقة، وزوجة القاضي تتجول، وعند حلول المساء، خفتت أصوات العصافير وبدأ صوت الصراصير وخفت الضوء، دخل إلى الركح أربعة أشخاص يحملون صندوقا على الأكتاف، علبة كرتون حتى تكون خفيفة على الأطفال، وعند الصباح يخرجون الصندوق. تتكرر العملية ثلاث مرات، في المرة الرابعة قال لهم الابن):
الابن: نَزّْلو الصندوق، نزّلوه آشفيه؟
زوجة القاضي: (تقول بغنج وهي تمسّد على شعرها المصفوف وتكشيطتها الفاخرة) فضيحتينا الله يفضحك! أنا كنت حاسَّة ما يخرج الطرح على خير(تلتفت عنه وكأنها تتحدث إلى نفسها همسا) بالصّح راني كتبت واح مولاتي البرا للقاضي باش يشنقك ونتهنَّا مَنَّكْ وما يجي من خليقتك! (تناديه بدلال، وهي تخرج رسالة من الجانب الأيسر من صدرها) سوسو، هاك هاد الرسالة دِّيها لزوجي العزيز سعادة القاضي، أوقُلْ ليه تعطي لحامل الرسالة كل ما يتمناه على إخلاصه ليك (تطلق أغنية أحكم يا قاضي لنجوى كرم)
الابن: واخا لالاَّ مولاتي هيَ اللي ما تعاودش! (أخذها منها، ومن فرط ارتباكه سقطت منه وهو يريد أن يضعها في شكارته)
(وحين وضعوا الصندوق خرج منه شخص بقبعة ذات نجوم تذكِّر بالعلم الأمريكي، وهو يقول بلكنة غريبة)
صاحب القبعة الأمريكية: اللي غلب يأَف! اللي غلب يأَف! آسيدي مللي هَصلتيني افُ هْليا هَليني نمشي فهالي.
الابن: هاديك كلمة بفلوسي شريتها.
صاحب القبعة الأمريكية: اللي غلب يأَف! اللي غلب يأَف! آسيدي.. سيدي المسامِهْ كغِيم، دينكم دين التسامُه آسدي، وانتما ناس السلم والمروءة! (تمسّح به وكأنه يريد أن يقبل يديه ورجليه، والتقط الرسالة بخفة دون أن ينتبه إليه الابن، وأخفاها بفرح وهو يردد) إيوا الهمزة أنا مولاها، دّاها ودّاها ولاّه ما خلاّها!
الابن: يا لاَّه سير فْحالك! : يا لاّه! يالاّه دابا دابا! دابا! (مقلدا صوت الممثل المغربي محمد الجم) وانْتُما لا تعاودو تجيبو شي براني، سيرو الله يخزيكم!
الجماعة: (وهي تغادر الركح مهرولة): وَخّا انعماس! الله يطول فعمرك نعاماس! اللي تحب نعاماس!
صاحب القبعة الأمريكية: Oh, my God!، (بلهجة غربية وهو يغادر الركح، ويتبعه الابن) هَمدو الله! هَمدو الله! إنه لم يغَ الغِّسالة!همدو لله يا سيدي يا غَبّي!