شل سلفرستاين – ثلاث قصائد - ترجمة: عادل صالح الزبيدي
شلدون ألن سلفرستاين، أميركي من مواليد شيكاغو عام 1930، شاعر ومؤلف مسرحي ورسام وكاتب سيناريو ومؤلف أغان فضلا عن كونه من أبرز كتاب أدب الأطفال في العالم.
نشر أولى مجاميعه الشعرية بعنوان((حيث ينتهي رصيف المشاة)) عام 1976فحظي ما احتوته المجموعة من قصائد ورسوم تخطيطية بترحيب نقدي كبير ونالت شعبية واسعة. نشر بعدها مجموعتين حظيتا بمزيد من الترحيب وتصدرتا قوائم مبيعات الكتب لصحيفة نيويورك تايمز لفترة طويلة، وهما ((ضوء في العلية)) في 1982 و((السقوط إلى أعلى)) في 1996. نالت أعماله الأدبية والفنية جوائز عديدة منها جائزة غرامي وجائزة الأكاديمية. تتميز بعض أشعار سلفرستاين بقدرتها على مخاطبة عقول الصغار والكبار على حد سواء. ولعل القصائد التي اخترناها هنا توضح ذلك.
إنها ظلماء هنا
إنني أكتب هذه القصائد
من داخل أسد،
وهي ظلماء هنا إلى حد ما.
لذا أرجو أن تعذروا خطي
الذي قد لا يبدو واضحا جدا.
لكنني هذا المساء وأنا جنب قفص الأسد
أخشى إنني اقتربت أكثر مما ينبغي.
وأنا أكتب هذه الأبيات
من داخل أسد
وهي ظلماء هنا إلى حد ما.
بطول بوصة
لو كان طولك بوصة فحسب، لذهبت إلى المدرسة ممتطيا دودة.
دمعة نملة تبكي ستكون لك بركة سباحة.
فتات كعكة سيكون لك وليمة،
برغوثة ستكون وحشا مرعبا،
لو كان طولك بوصة.
لو كان طولك بوصة فحسب، فستسير من تحت الباب،
وسيستغرق ذهابك إلى المتجر حوالي شهر.
نتفة ريش ستكون لك سريرا،
وستتأرجح على خيط عنكبوت،
وتضع كشتبانا على رأسك،
لو كان طولك بوصة.
لأبحرت في مغطس أواني المطبخ على عصا من علكة.
لما استطعت أن تعانق أمك، وسيكون عليك أن تعانق إصبعها فقط.
ستهرب من أقدام الناس مرتعبا.
تحريك قلم سيستغرق منك الليل بطوله،
(هذه القصيدة استغرقت كتابتها أربعة عشر عاما—
لأني بطول بوصة فقط).
مطر
فتحت عينيّ
ونظرت إلى المطر،
فتقطـّر على رأسي
وانصبّ في دماغي،
ولا أسمع وأنا مضطجع في فراشي
إلا خرير المطر في دماغي.
أخطو خطوة بمنتهى الهدوء،
أسير بمنتهى البطء،
لا أستطيع أن أقف منتصبا على يديّ—
فقد يفيض مني الماء،
لذا فاعذروني على هذا الشيء المسعور المجنون الذي قلته توا—
إنني فقط لست كما كنت منذ أن حل المطر برأسي.