مَـوطِـنُ الشـَّـمس - أحمد الشادي
تـُـطـَرِّزُنِـي عِـشـــــقا ً فـَأخـْـتـَالُ ذائِــبـَا
وتـَنثـُرُ فِي رُوحي الذي كُنتَ رَاغِبَا
فـَأنـبـُتُ زَيتونا ًعلى الصَّخرِ كـَيْ تـَرى
أســارير من يهواك تـُقصِي النَّوائِبَا
وَفِـي الـمُـنحـَنـى تـَلـْقـَى جَنَاحايَ مَعْبَرَاً يَـطـُوفـَانِ بـالـمَعْنى لأسْـمُو مُوَاظِبَا
فـَأبْحـَثُ عـَنْ نـَجـْوَى حُرُوفِكَ في دَمِي وَأجْري على مَسـَرَى الفُرَاتينِ دَائِبَا
فـَيـُقـْرَأ مِـنْ بـَـيـنِ السـُّطـُورِ تـَكـَتـُّمِــي وَتـَدفـَعُ أمـْوَاجـِي إلــَيـْكَ مـَـرَاكِــبـَا
وَهـَـذا هـَـدِيــرُ الـمَــوجِ يـُعـْلِنُ لـَوعَتِي لِـيـَنـْثـُـرَ تـَاريــخَ الـرِّمـَالِ سـَـحَائِبَا
فـَإنْ أمْــطـَرَتْ عِـشـْـقـَاً فـَأنـْتَ حَـبيبُهَا وَإنْ دَاعـَبـَتْ أرْضَاً تـَصِيرُ كـَوَاكِبَا
على أضلُعِي تـُطوَى المَسَافاتُ وَالمُنَى فـَتـَمْضِي وَأمْضِي كي نَعُودَ مَوَاكِبَا
أمُــدُّ جـَـنـَـاحـِـي كـَيْ ألامِـسَ بَــارِقــَاً يـُنِـيـرُ عـَلـى حِـبْـرِ اليـَرَاعِ رَغـَائِبَا
لــَيَعْكِسَ مِـنْ طـَيـْفِ الـمـَرَايـَا حِـكـَايَة ً تـُـؤسِــسُ لِلعِــشـْـقِ العَـظِيمِ مَذاهِبَا
وَمَا زِلـْتُ أفـْشِــي لِلـتـَواقِـيـعِ صُـورَة ً مُـذهـَّّـبَة َالأطـرَافِ تـُذكِي المَوَاهِـبَا
وَمَا زَالَ طـَرْفِي بـَيـْنَ عـَيْنـَيكَ مُسْـندَاً تـُناغِي رُؤى الإشرَاقِ فِيهِ المَغارِبَا
يـُلِـمُّ بـِأضْـوَاء ِالحـَضـَارَاتِ شاخِـصَاً نـَعِـيـمـُكَ دِفـْئـَا ًكـَـمْ حـَبـَاهُ وَجَـانِـبَـا
فـَيَا مـَوْطِـنـَا ً لِلـشـَـمسِ حَولكَ دَندَنتْ أغـَان ٍ مِـنَ الشـِّعـْرِ المُقـَفـَّى عَجَائِبَا
فـَأنـْتَ اكـْتِـمَالُ البَدرِ حَـولَ حُـدُودِهـا تـَـمُـدُّ لأقـصَى مَـنْ تـَـرَاهُ الـذوَائِـبـَـا
لِـتـُزجـِيهِ مِـنْ طـَبعِ النـَّخِيلِ شـُمُوخَهَا فكم كُنتَ يا ابنَ الشمسِ للخَيرِ وَاهِبَا
تـَفِـيضُ حَـنينا ً مِـنْ هـَوَاكَ فـَتـَزدَهِي رُبَـاكَ رَبـيـعـَاً إذ تـَعـُــودُ مـَلاعِــبـا
فـَأنتَ عِـراقٌ وَالنـُّجـُومُ تـَـزَاحـَـمَــتْ تـُـرِيــدُكَ عُــنـْوَانـاً كـَبــيـرَاً ونـَائِـبا
تـُـرِيـدُكُ رأسَـــاً لا يـُدانِــيــكَ مُــدَّع ٍ وَإنْ أكـثـَرَ الدَّعوَى وَصَاغ َالمَطالِبَا
عـَصِـيَّاً عَلى البَلوَى أرَاكَ وَصَـابـراً وَقـَدْ أوغـَلَ الـبَاغِي وَآخَـى الثـَّعَالِبَا
يـُشِــيعُـونَ إفـْكـَا ًعَـلَّ رَأسَـكَ يَنحَنِي وَأنتَ لـَعـَمْـرُ اللهِ مَا زِلـْتَ غَــالِــبـا
فيا مِلحَ هذي الأرضِ يا سِـرَّ رُوحِهَا وَيَا الأمَــلَ الـبَاقِــي لِـفـَجرٍ تـَقـَارَبَا
أعِـدْ وَاحَــة ً لِـلـظـَامِـئِـينَ شُـمُوسُـهَا قـَـنـَادِيـلُ عُـشـَّـاق ٍ تـَحـُفُّ مَواكِـبَـا
يُـنِـيـرُ نـُفـُوسَ الصَّـابـِرِيـنَ نَسِــيمُهَا وَيَـمْـتـَدُّ فـي عُـمقِ الـرِّئاتِ مُـدَاعِبَا
وَيَرقى إلى نـَـبْضِ الـقـُلـُوبِ يَـقودُهَا لأعلى الذرَى مَجدَا ًوَيبقى مُصَاحِبَا
سَــأوجـِزُ فِـيـكَ الـقـَولَ أنـَّـكَ جَــنـَّة ٌ وَأنـتَ السَّــنـَا وَالعِــزُّ فِـيـكَ تـَناوَبَا
وَأنتَ انـْبـِثاقُ الشِّعرِ أصلُ حُضُورِهِ عَـلى كـُلِّ أفـكارِي فـَمَا كـُنتَ غَائِبَا
وَهـَـلْ أنتَ إلا يـَقـْظـَة ٌ إثـرَ يَـقـْظـَـةٍ تـُحَـفـِّـزُ أبْـطـالاً وَتـَجْتـَثُّ غـَاصِبَا