(تداعيات في شارع) -عباس باني المالكي
كان هناك الشارع
يغسل قيظه بإفناء
الشجر ....؟
قطة تعبر
من نقاط العبور
أشارات المرور معطلة
منذ أن مر ذلك الجندي الأحمق
من المارينز...
شرطي المرور يلوح
إلى القطة وهي تعبر
يزدحم الشارع بمنبهات الخوف..
الكل يراقبون بوجوم
ويرتدن الزمن
كخوذة ذلك الأحمق
وهو يسرق ظل الأشجار
يسرقون من المجهول ذاكرته
أنفاسهم تشرب سرب الإسفلت
الشارع يتعرى عن أقدامه
بم ..بم ...بم
وتنتهي حفلة الأقدام
تتناثر الأجساد
كالنيازك لا تعرف
من أي سماء جاءت
يرمي الظل نعاسه
ويمضي صوب الأجساد
يحضنها ....
والقطة مازالت تعبر الشارع
والشرطي مازال يلوح
إلى الأشجار
كي تستريح من وقوفها .....
قد يأتي يوما أخر
لا يمر الجندي الأحمق
من هذا الشارع
ويأتي أطباء بلادي
ليضمدوا جرح الإسفلت
من نزيفه الأحمر...
وتنبت زهرة
لونها كجرح الأجساد
والقطة تستريح من العبور