ألمظ
اسمها الحقيقي سكينة وسميت فنيا ألمظ لشدة جمالها وهو تحريف لكلمة الماس تشبهاً بما له من بهاء ورونق ولمعان . كانت قمحية اللون واسعة العينين كثيفة الحاجبين . ولدت عام 1819م وتوفيت عام 1876م .
قيل أن صوت الشيخ يوسف المنيلاوي على على ما كان عليه من حسن وجمال لميكن إلا شيئاً ضئيلاً إذا قيس بصوت ألمظ ، وقد حاربت عبده الحمولي في ميدان الفن زمنا ونافسته في صناعة الغناء لكنه تفوق عليها في غريب تصرفه في ضروب الغناء وقوة تأثيره في نفوس سامعيه .
وكانت سكينة اقدم المغنيات التي ظهرت في مصر في عهد الخديوي عباس الأول وقد ضمت المظ إلى فرقتها الغنائية ، ثم وقعت بينهما منافسة أدت للانفصال عنها وتأليف فرقة خاصة بها ، وكانت تغني ادوار عبده الحمولي ولما اقترن بها منعها عن الغناء . وكان الخديوي اسماعيل باشا معجباً بفنها وصوتها النادر ويقال أنها لما توفيت مرَّ جثمانها من ميدان عابدين فأطل من القصر وتذكر عهده معها وهو يترحم عليها
المطربة ألمظ
ولدت المطربة " ألمظ" في عام 1860 بالإسكندرية وهناك من يقول أن والدها
كان جواهرجيا ولذالك أطلق عليها اسم ( ألماس ) وقد حرفه أبناء الشعب إلى ألماظ
ثم" ألمظ" وأصبح هذا هو اسمها الذي عرفت به واستقرت عليه
كانت " ألمظ" رائعة الجمال خمرية اللون واسعة العينين كثيفة الحاجبين
أما صوتها كان في الحسن أية وكان من الأصوات النادرة التي تهبها الطبيعة لمن
تصطفيهم.. كان فيه قوة وجهارة يمتد معها حيث تشاء له أن يمتد ويعلو يزينه رنين عذب ساحر..
وكان هناك من يقول أن والدها كان يعمل في البناء وعملت معه في خمل " المونه " وكانت تغني لزميلاتها العاملات. ولا يعنينا
في هذا المقام البحث عن عمل والدها وإنما يعنينا أن صوتها كان من أروع الأصوات. يسحر الألباب ويلعب بالعقول شدوا وطربا
بدأت شهرتها بعد أن احترفت الغناء وكان أول عمل لها في مجال الغناء عندما ضمتها المطربة " ساكنة " إلى تختها بعد أن أعجبت
بصوتها وتوقعت لها النجاح وفي الوقت نفسه خشيت منافستها وكان هذا الأمر من أهم الأسباب التي جعلت المطربة ساكنة تضم " ألمظ" الى فرقتها لتأتمر بما تأمرها وتتقي شر منافستها وتوقها عليها إلا أن انضمام " ألمظ" لفرقة ساكنة قد هيأ لها أسباب النجاح بفضل ما وصلت اليه من تمرين على الغناء فوق تخت ساكنة وأخيرا فشلت ساكنة في السيطرة على ألمظ والتغلب عليها ففصلتها من فرقتها.
وما كان من ألمظ الا أن أنشأت لها تختا خاصا وزاحمتها في فنها زحاما قضى على صيت وشهرة المطربة ساكنة
وكان المطرب عبده الحامولي في مستهل شهرته وبدأت شهرة ألمظ تزيد
لجمال صوتها ومن هنا كانت المنافسة قوية بينهما وقد ساعدها على ذالك عدم وجود
مطربات منافسات لها علاوة على نجاحها وشهرتها الكبيرة وما كانت تتمتع به من
شخصية جذابة كثيرة الميل إلى المداعبة في كل وقت . لا سيما في خلال الغناء .
ويقولون أن عبده الحامولي قد تزوج ألمظ خشية منافستها وان كان هذا
الزواج قد جاء أيضا وليد الحب والإعجاب المتبادل الذي نشأ عن المداعبات التي
كانت تقوم بينهما في خلال الحفلات والأفراح إذ كثيرا ما كانوا يشتركان في حفلة
واحدة فكان عبده الحامولي يغني للرجال في السلاملك وتغني ألمظ في الشكمة.
ومن مداعبات ألمظ لعبده الحامولي دور غنته له وكان الحامولي قد اجتاز
النيل من القاهرة الى الجيزة عن طريق معدية فرأته ألمظ يقف على البر الثاني
يستمع لغنائها فأخذت تغني له :
عدي يا المحبوب وتعالى وان ما جيتش أجيلك أنا
وان كان البحر غويط أعملك قلبي ساله
كما واجهته في حفل اخر بهذه الأغنية :
ياللي تحب الوصال وتحسبه أمر ساهل
ده شيء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل
وان كنت ترغب وصالي حصل شوية معارف
لأن حرارة دلالي صعبة وانت عارف
فرد عليها عبده الحامولي بهذه الأغنية قائلا :
روحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله
وأهل الموده قرايب والقلب مش سالم والله
***