ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
غربان في حرم الحب - سعاد خبية Ououoo10
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
غربان في حرم الحب - سعاد خبية Ououoo10
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة

منتــــــــــــــــــــدى منـــــــــــــــوع موسوعــي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم برفقتكم الورد والجلنار
غربان في حرم الحب - سعاد خبية Colomb10
غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين ..غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10 غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10نكتب بكل اللغات غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10للأهل والاحبة والاصدقاء غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10نهدي ،غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10نفضفض ، غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10 غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10نقول شعرا او خاطرة او كلمة غربان في حرم الحب - سعاد خبية Yourto10اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
غربان في حرم الحب - سعاد خبية Colomb10احتراماتي للجميع

 

 غربان في حرم الحب - سعاد خبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Fati
المديــــر العــام
المديــــر العــام
Fati


اسم الدولة : فرنسا

غربان في حرم الحب - سعاد خبية Empty
مُساهمةموضوع: غربان في حرم الحب - سعاد خبية   غربان في حرم الحب - سعاد خبية Icon_minitimeالأحد يونيو 07, 2009 12:27 pm


غربان في حرم الحب - سعاد خبية


كانت جدائل عروس السماء تتهادى برخاوة على وجه الكون الناعس مرسلة أولى خيوط أشعتها الذهبية

عندما أزاحت الست حسنة الشامية غطاء الفراش عنها وانطلقت من سريرها المثقل بالدعاء والأحلام والهموم , فتحت باب غرفتها المترافق دوماً مع ذلك الصرير وكأنه صوت أجراس الحياة تعلن عن ولادة جديدة فاغرة فاها مسبحة بعظمة الخالق توجهت نحو الحنفية التي تتابع بدورها معزوفة الصباح بصوت خرير الماء المتكاسل مسكوبا منها . في هذا الوقت تكون الست حسنة قد باشرت بأداء طقوسها اليومية سوف تتوضأ لتصلي ركعتي الصبح فتدعو الله وتصلي على رسوله وآل بيته وأصحابه .تتوجه بعدها بسرعة الحب لإلقاء التحية الصباحية على ضيوفها من سكان الجنة كما تسميهم فتنثر لهم ملأ كفها حَبَاً وملأ روحها حباَ , فتداعب حماماتها وعصافيرها بكلماتها العذبة , فيعبق الأفق بنشيدٍ صباحي عذب , وبخشوع بالغ تجلس الست حسنة بحضرة تلك الموسيقة الإلهية ترشف فنجان قهوتها الذي تتفجر رائحته المنعشة تدغدغ بفجور الأنوف بهيلها الزكي وتتبيلتها البيتية المعتبرة , ولكنها في هذا الصباح لم تلتزم بطقوسها المحببة فلم تغلي قهوتها في وقتها ولم تناغي بلابلها كما العادة وكما يبدو من تحركاتها فأنها منشغلة البال تحضر لأمر ما لقد ملأت مسرعةً الدلو وباشرت بشطف باحة الدار ورش أوراق الخبيزة التي تملأ المكان بألوان أزهارها العتيقة وتجمع في صحن من القش بعضا من أزهار الياسمين التي تملأ المكان بعبق رائحتها فتضعها فوق الطاولة وقد أخرجت الكراسي البلاستيكبة ذات اللون الزيتي المخضر من المطبخ ووضعتهم حول الطاولة ,إنها تتحضرفي هذا الصباح الجميل لجلسة متميزة, صفت الكراسي حول الطاولة بشكل منسجم كرسيين متقابلين وكرسي في المنتصف على مسافة متساوية منهما فبدت كأنها جلسة تحكيم أو فض نزاع .جالت الست حسنة بنظرها راضية عن شكل المكان ثم أرخت بجسدها الستيني على كرسي المنتصف وتركت لخيالها وفكرها وروحها التحليق عبر الأفق .
لم تنل الست حسنة تعليما عاليا ولكنها نالت من العلم والثقافة مايؤهلها لأن تزن أمور الحياة والإنسان بميزان الذهب لم تقرأ شيئا من النظريات الفكرية والسياسية ولكنها عرفت ما كان كافيا لينير بصيرَتها وعقلها حتى بات الجميع يصفونها بذات القلب الكبير فعلى يديها لم يبق متخاصمين في المنطقة كلها. كانت تحمل قلبها وتتنقل به تغوص في هموم الآخرين بحثا عن حلول صائبة لمشاكلهم فتقرب الأمل البعيد وتزلل الصعب العنيد وتعود المرضى وتفعل كل مايمكنها لترى السعادة سيدة ..لذلك نالت بجدارة صفة المختارة كما كان يحلو للبعض مناداتها
كانت وابنها الذي يعمل في إحدى دول الخليج العربي يملكان بيتا عربيا قديما ولكنه جيد ومتين في منطقة برزة البلد فوقه علّيّة مؤلفة من غرفتين و شرفة ومرافق صحية ,كانت الست حسنة تؤجر العلّيّة وتعيش في الدار الأرضية لوحدها بانتظار عودة ابنها وعائلته للعيش معها ولهذا فقد تمتعت بمتسع كبيرٍ من الوقت تصرفه على الاهتمام بالآخرين .
جالت بنظرها دون هدى فلفتها ذاك اللون الصاخب لزهرة خبيزة حمراء جعلها اللون مع مايشغلها من قضية تستحضر بدقة القصة المؤلمة التي كانت تشغل تفكيرها وبدأت تخاطب نفسها بحدة

"شلون هيك بيعملوا ببعض وكلهم أخوة والله حرام ؟!حرام عالعرب تاركينهم هيك بيقتلوا ببعض "

استرجعت في خاطرها حديث أم محمد الدليمي المستأجرة العراقية التي كانت تسكن علّيّة دارِها قبل أشهر ثم انتقلت للعيش في منطقة جرمانة ومع ذلك استمرت صداقتها مع الست حسنة ,تتذكر ماحكته لها عن حالهم قبل تهجيرهم من الكاظمية وكيف قتل زوجها وابنها أمام عينيها وأعين بناتها الثلاثة وكيف هربت معهن باتجاه المجهول دون هدف سوى النجاة بأرواحهن . تنهدت الست حسنة مستشعرة ببعض اللهب يحرق جوفها من حر التنهيدة عندما قفزت المرحومة زهرة وأخيها أبناء أبو الحسين بسرعة إلى مخيلتها وهم عائلة عراقية أخرى تسكن حاليا دارها قائلة لنفسها بصوت متكدر

" وحال أم حسين الأخرى الله يعينها أصعب وأمر,بيكفي يلي صار ببنتها وابنها والله ماحدا بيتحمل كل هلقهر يلي تحملوه "

استقبلت علّيّة الست حسنة الكثير من العراقيين منذ احتلال العراق حتى باتت قضيتهم قضيتها وهمومهم هي همومها كانت تحبهم بلهجتهم العراقية التي باتت تفهمها تماما عندما يسألونها (شكو ماكو ) فتجيب بابتسامة "ماكو إلا الخير "
وصلت عائلة أبوحسين إثر انفجارالمرقدين المقدسين في سامراء دخلت بيتها منهكة منهارة كانت مؤلفة من زوج معاق بترت ساقه أثناء الحرب فقد كان يعمل ضابطا في الجيش العراقي السابق قبل أن يحله الحاكم الأمريكي للعراق إبان احتلال بغداد بول بريمر, أما زوجته أم الحسين فمعلمة سابقة في إحدى مدارس بغداد الابتدائية ومعهماإبنة شابة كانت تدرس الحقوق وقد غادرت الجامعة بعد الاحتلال لتغدو حبيسة البيت نتيجة الأوضاع الأمنية دون أن تتم دراستها , كما كان لهم ولدين يافعين انقطعا عن الدراسة أيضا وكانا يعانيان من الخوف الدائم بعد أن اتخمت ذاكرتهما بما يكفي من مشاهد الدمار والجثث وقصص اختطاف الأولاد .استطاع من بقي من عائلة أبو حسين النجاة بأنفسهم ,غير أن زهرتهم قتلت بوحشية وكذا الحسين أيضا ابنهم البكر وهو صحفي جريء مافتئ يكتب عن مأساة العراق منذ احتلاله فاضحا ما يرى أمامه من جرائم مروعة مارسها الاحتلال الأمريكي وجماعات إرهابية سماها دائما غربان الموت, وكانت حياته بحق ثمنا لمواقفه الصادقة .
يصمت هدير ذاكرة الست حسنة قليلا فتعدل من جلستها لتأخذ وضعا أقل توترا وكفيها تضغطان بشدة على كامل خديها , تتمتم :

" استشهدالشاب الله يرحمه لأنه بيكتب ضد الاحتلال . ولكن شو ذنب هالصبية يعملوا معها هيك جريمة ؟!!!لا حول ولا قوة إلا بالله "

كانت زهرة الكبرى بين أخواتها حباها الله من اسمها بالكثير كانت فواحة عاشقة انتصرت في معركة الحب واستطاعت رغم حالة الانقسام التي أوهنت حبل الأخوة بين العراقيين أن تعقد قرانها على جار سني أحبته دائما بمباركة أهلها وسخط المحيط ولكن غربان الموت لم يتركوها تقطف ثمرة حبها ولم يرحموا تاج عذريتها وروحها

ففي فترة جنون تفجير المراقد المقدسة هاجم بيتهم مجموعة من الغربان السود معدومي الملامح حطموا البيت وأطلقوا الرصاص في كل اتجاه كانوا يبحثون عن الضابط وابنه الصحفي و لم يجدوهما ؟!.قاموا باختطاف زهرة صرخت أمها وتوسلت أن يأخذوها بدلا عنها ولكنهم غادروا ,هرعت الى الشارع تستنجد مذعورة بالناس وبدورية أمريكية كانت ترابط في المنطقة غير أن أحدا لم ينجدها قال لها قائد الدورية الأمريكية على لسان مترجمه العراقي (( لانتدخل في شؤونكم الدخلية !!!!!!)) قبل أن يغادر الملثمون السود قالو لها " إنها سبية حلال "" وبعد زمن عادت زهرة ولكن بحال أخرى وجدت جثتها ملقاة في مقلب قمامة مذبوحة مضرجة بدماءها , بدت جافة بعد مضي عدة أيام عليها مقتولة , لم يمحو الوقت آثار التعذيب الوحشية عليها , جروح غائرة غطت كل الجسم أعمقها كان على الرقبة , وقد قطع أحد ثدييها وشكل القطع كما تقول العائلة يبدو أنه تم وهي حيّة و قال الطبيب الشرعي لأمها عندما تسلمت الجثة بأنها تعرضت للاغتصاب أكثر من مرة قبل أن تسلم أمانة الروح الطاهرة إلى باريها وفوق الجثة رسالة كتب عليها :

<<""هذا جزاء عدل لمن يخون الدين ؟!! ونعد النشمي صاحب اللسان الطويل بقطع رأسه " >>

وبالفعل لم تمض أيام قليلة على فاجعة زهرة حتى وجدت جثة أخيها الحسين وثقوب الدريل غائرة في عينيه ومختلف أنحاء جسده وقد قطع لسانه وأعضائه التناسلية لتوضع بإمعان فوق جثته . عندها لم يبق أمامهم من ملاذ فليس في العراق خرم إبرة ليحتموا به . حملت العائلة مأساتها وتركت الدار والحب والألم وغادرت لتجد نفسها في دار الست حسنة في
.
أيام طويلة قضاها أبو الحسين صامت غارق في عالم بلا أبعاد حتى ظَن أنه فقد القدرة على النطق سُمع أخيرا صوته وهو على الشرفة يكلم نفسه بتيه وحرقة :
" وإذ البنت تزوجت سني ؟؟! ..شنو سنة وشنو شيعة طول عمرنا أخوة بس أبد ..ماهم عراقيين ..ولا دم عراقي بيجري بعروقهم معليش كلنا فدوى,العراق يستاهل أيه يستاهل "

كانت كلمات الرجل ترن في أذن الست حسنة صمتت وأخذت نفسا عميقا وصرخت ودموع غزيرة تملأوجهها وبصوتها المخنوق

"مجرمين مجرمين ناس بلا دين ولا شعور ".

غرقت مرة أخرى في غيبوبة من التأمل الموجع متسائلة من ياترى يستطيع أن يمحو هذا المآساسي المريعة من النفوس والذواكر كيف تنسى هذه العائلة وغيرها ميتة أبناءها البشعةوممن تقتص وهل هناك من قصاص. هدر صوت الساعة على الجدار تمام الثامنة صباحا تضع الست حسنة يدها على رأسها وتقوم واقفة وكأن أفعى سامة لسعتها تؤنب نفسها بحدة :
"كيف نسيت كيف نسيت "

وبسرعة ترفع سماعة الهاتف "ألو يسعد صباحك أختي أم محمد أعتذر منك نسيت إخبارك البارحة لقد جاءكم مظروف يبدو أنه من جهة دولية انتظرك على الموعد في التاسعة لتناول القهوة , الواضح أن محدثتها تلح عليها من الجهة المقابلة بأمر ما ولكنها تعتذر وتقول لها بإلحاح" سوف تكونين سعيدة بالزيارة أعدك بذلك"وتنهي
تقف برهة أمام المطبخ فهي لم تشرب قهوتها اليوم بانتظار وصول الضيوف ولذلك بدأت معدتها تلوك نفسها فقررت تناول قطعة خبزمع فاكهة وكأس شاي ريثما يحين الوقت تقول باعتزاز " لازم اليوم أجمع العائلتين لازم يسمعوا بعضهم " أرادت الست حسنة أن تدعو العائلتين السنية والشيعية ليلتقوا عندها ظنت مرارا بأنها بهذا اللقاء يمكنها أن تجعلهم يستمعون إلى بعضهم ويعرف الطرفين بأنهما يتقاسمان المأساة عينها ويأملان الأمل نفسه "وبهيك بكون قدمت خدمة كبيرة للعراق أنا حسنة الشامية " إنها تأمل بأن تقوم بدور لم يحاوله أناس كثيرون أقوى منها وأقدر
تدخل الغرفة تتجه نحو رف عليه بعض الكتب تحمل بيدها المظروف وتعود إلى كرسي المنتصف ,لا تشعر بأنها مستريحة تقوم ثانية وتجلب وسادة رقيقة تضعها خلف ظهرها ومع ذلك عينيها لاتبرحان المظروف تهمهم هكذا إذا بالتأكيد يبدو أنهم أخيرا سيمنحونها اللجوء إلى دولة أجنبية لقد تعبت هذه المرأة كثيرا وهي تحاول الحصول على حق اللجوء إلى دولة أجنبية لتعيش بها مع بنياتها فمنذ سنتين وهي تروح وتجيئ إلى مقر الأمم المتحدة في دمشق تشرح لهم حالها وهمها وسوء أوضاعها .
تضرب على صدرها بضع ضربات تلوح منها رائحة نواح "هيك دمرولهم بلادهم وسرقولهم خيراتها وهلأ بيتصدقوا عليهم بكم ليرة وبشوية رز وتمر وأخيرا رح ياخدوا هالمسكينة هي وبناتها لبلادهم الله لا يسامحهم " تتذكر رحلة أم محمد وكيف وصلت إليها في ذلك اليوم كانت بنتها ضايعة في سوريا لم تترك أحد لم تسأله عنها كانت مستأجرة بمنطقة السيدة زينب وقد خرجت ابنتها صباحا باحثة عن عمل يساعدهم في تأمين عيشهم ولكنها لم تعد بحثت عنها والدتها في كل مكان ولم تجدها وأخير "ابن حلال" دلها على مكان شاهدها فيه تعمل راقصة في ملهى لقد أصيبت أم محمد على إثرها بجلطة لم تمتها ولكنها أعجزت حركتها قليلا وعندما وصلت إلى بيت الست حسنة واستأجرت عندها حكت لها قصتها فعملت الست حسنة على إعادتها لأمها بمساعدة بعض الناس القادرين وأمنت لها عملا بسيطا ولكنه مقبول من أمها وقد حملت تلك المرأة هذا العمل للست حسنة واعتبرته جميلا لا ينسى أعاد لها ابنتها التي كانت في مهوى القدر فقد يأست الشابة وهي تبحث عن عمل وفي طريقها التائه عثر عليها أحد الغربان السود بنسخته المدنية وأقنعها بالعمل في أحد الملاهي الليلية كراقصة مستغلا جمالها وحاجتها ووحدتها وغربتها وعندما استحكم منهاباعها بدوره إلى شخص جديد وكانت الخطة أن يتم تسفيرها إلى بلد آخر للعمل فيه-----وكان تدخل الست حسنة في وقته فقد خلصتها من براثن الغربان القذرة .

تسمع الست حسنة صوت يخرج من شرفة العلية إنها أم الحسين "صبحك الله بالخير أختي حسنة "
فترد "صباح الخير كيفك أم حسين أنا بانتظاركم "
ترد عليها بأنهم بعد ربع ساعة يحضرون لعندها فهم ينتظرون أن تعود ابنتهم وقد ذهبت للتسجيل في جامعة دمشق بعد أن سُمح للطلبة العراقيين بالالتحاق لمتابعة تحصيلهم
دخلت الست حسنة غرفتها تناولت الشال المزهر الذي أهدته إياها أم محمد من فوق رف خزانتها تتذكر ذلك اليوم عندما جاءتها به ,كانت أم محمد عائدة من بغداد وقد تركت بناتها في رعاية الست حسنة توجهت عند أحد أقاربهافي بغداد وقد أوكلتهم عنها في بيع بيتها وإحضار ماتركته وبناتها في البيت من أوراقهم الخاصة فهي لا تستطيع دخول المنطقة الشيعية بنفسها فالأمور متأزمة بشكل كبيرفي المنطقة فقبل يومين من وصولها تم تفجير سيارة مفخخة في السوق راح ضحيتها خمسة وعشرون شخصا وقد ثارت ثائرة أهل المنطقة بعد ورود أخبار وكلام من هنا وهناك أن من كان في السيارة سنيا من الأعظمية وقد عرفه البعض لكن آخرين كما تقول أم محمد شاهدو السيارة متوقفة منذ أيام وكان بعض الجنود الأمريكيين يتمركزون بجانبها ولابد أانهم وراء هذا الفعل الدنيئ, باعت أم محمد بيتها الكبير بمبلغ لا يعادل ربع سعره ولكنها مع ذلك كانت سعيدة بعد أن لم يبقى معها من المال شيئا في دمشق ولم تنسى أن تشتري هدية لحسنة وهي هذا الشال .
وضعته على رأسها وارتدت عبائتها السوداء وخرجت تحضر بعض الفاكهة والبسكويت ثم ملأت ركوة القهوة الكبيرة بالماء وأخرجت طقم الفناجين الصيني المدللين من أيام عرسها فهي لا تخرجهم من مكتبة الحائط إلا للضيوف الأعزاء في كل سنة مرة أو مرتين
تقول لنفسها ياترى لو سمعت أم حسين بقصة أم محمد وكيف قتل زوجها الأستاذ الجامعي وابنها فماذا سيكون رد فعلها؟ فقد كان زوجها الحاصل على الدكتورا في علم الهندسة الوراثية من إحدى جامعات الاتحاد السوفيتي سابقا مدرسا في الجامعة وكان قد تعرض لمحاولة قتل سابقة نجا منها ورغم إلحاح زوجته للمغادرة والرحيل رفض ذلك ,وفي إحدى الليالي هاجمت مجموعة من الغربان السود كما سماهم الشهيد الصحفي الحسين الأستاذ في بيته وكان البيت على مقربة من سيطرة أمريكية عراقية مشتركةحاصر المسلحون الدار وتوجهوا بغتة إلى الأستاذ وذبحوه بدم بارد أمام زوجته وبناته وتفجرت دماءه في وجههم كقنبلة وهم يشتمون ويرذلون القول عليه ويتهمونه بالكفر والإلحاد وقد حاول ابنه مقاومتهم ودفعهم عن والده فتوجهت بنادقهم إلى رأسه حتى بلغ عدد الرصاصات التي أصابته ثلاثين رصاصة تحولت عندها صالة البيت إلى بحيرة من الدماء الممتزجة وكأن ذراتها تعانق بعضها بحب ,هامت أم محمد وبناتها على وجوههم تاركين وراءهم كل شيء حتى وصلوا بيت الست حسنة
نعم القصتين متشابهتين والمشترك كثير غربان مجهولة ودماء وفراق صعب وأحبة . رن جرس الباب قالت لنفسها وهي تهم بالوصول إليه سوف أجعلهم يتعرفون إلى بعضهم ويعرف كل طرف بأن الطرف الآخر معذب مثله ومتألم مثله وبرئ مثله سمعت جلبة خلف الباب وأصوات عالية فتحت الباب وإذا بأم محمد تعانق أم الحسين بحرارة والأولاد يسلمون على بعضهم بمودة بالغة "كيفكم شنو هالمصادفة الجميلة انتو بخير الحمد لله والله دائما نذكركم ونذكر جيرتكم الطيبة ورفقة العمر والأيام الحلوة يلا راحت وما عاد ترجع "
دموع غزيرة تنهمر من عيون الجميع تتصارع أم محمد مع دموعها وتخاطب أم الحسين بحرقة " الله يرحمهم جميعا شفتي يا أختي شو عملوا فينا الغربان السود " تتدخل الست حسنة " تفضلوا ادخلوا أهلا وسهلا فيكم " تتشابك الأيدي ويدخلون .
"تبتسم الست حسنة وتقول "طلعواأهل ".


موقعي في الحوار المتمدن - عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548

موقعي في تويتر
https://twitter.com/Fatiaa_F

موقعي في الحوار المتمدن - إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?


مدونة موسوعة شارع المتنبي
https://shar3-almoutanabi.blogspot.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غربان في حرم الحب - سعاد خبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مكاويات سعاد
» سعاد مكاوي
» سعاد محمد
» سعاد حسني
» قصيدة سعاد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ليـــــــــــــل الغربــــــــــــــــــــــــــة :: مايستهوينا في المواقع ومن الادب العربي والغربي-
انتقل الى: