حب ضد التيار - علي الطائي
جمعتهم الزمالة والصداقة فقد كانا يدرسان في كلية واحدة هو مسلم شاب في اواسط العشرينات من العمر ذو اصول عشائرية عربية من عائلة ميسورة الحال لدية اختان احدهما اكبر منة والاخرى اصغر منة اسمر طويل ذو بنية قوية
فقد تعود على ممارسة الرياضة باستمرار وانتظام اما هى فتاة جميلة بيضاء كلها حيوية مسيحية لديها اخ اكبر منها مع الايام تحولت الصداقة الى حب نمى بين الشابين لم يحسا انهما من دينيين مختلفين او انهما من قومية مختلفة
كان الحب هو الذي يحسان بة فقد نسيا العالم واخذا يحلقان في فضاءات الحب والعشق والغزل
لم ينسيا دروسهما فالشهادة هى سلاحهم في مصارعة الحياة والمجتمع لنجاح حبهما
كانا يعرفان ان المجتمع لا يقبل ان يتزوجا فرغم ان الشرع لا يحرم هذا الزواج الا ان المجتمع والعادات والتقاليد تمنعة وقد تصل الامور حد القتل لمنعة
حاولا ان لا يعرف احد بامر قصة حبهما لكي لا تثار مشاكل لا يريدان لها ان تثار قبل انهاء الدراسة فلم يعرف احد بقصة ذلك الحب الا عدد قليل يعد على اصابع اليد الواحدة والكل كان يتصور ان ما بينهما هو صداقة فقط
انهيا الدراسة بتفوق وفي تلك الفترة كان الحب هو الامل لغد مشرق عاشا اجمل قصة حب بعد ذلك استدعي هو لخدمة العلم لتفرق الايام بينهما كانا يحسبان الايام والليالي حتى تاتي موعد اجازتة ليلتقيان كانت تلك الايام قاسية عليها فقد تقدم اليها شاب للزواج واخذت تقدم التبريرات للرفض رغم انة يملك كل ما تتمناة الفتاة لفارس احلامها وتكرر السيناريو بعد فترة مع شاب اخر وبلغ عدد من تقدم اليها خمسة شبان كلهم لا يوجد ما يعيبهم الا انها كانت ترفضهم الواحد تلوا الاخر وتسرح من الجيش بعد سنة ونصف وبداءت اللقاءات تتكرر بشكل يومي ووصلا الى اللحظة التي قررا ان يجسا نبض عوائلهم حول الموضوع
في حديث ودي قال لابوة ان هناك شاب صديقة يريد الزواج من فتاة مسيحية ثارت كل كوامن الغضب لدى الاب واخذ يسب ويلعن هذا الشاب الذي يريد ان يتزوج من غير قومة ودينة وطلب من ابنة ان يقطع علاقتة بة لانة فاجر وعاق ولا يمكن ان يكون مسلما
سكت الشاب وهو يفكر كيف سيكون رد فعل ابية اذا عرف ان ابنة هو المقصود وقرر التريث وعدم مفاتحة ابية بالموضوع
اما هى فعملت نفس الشئ ولكن مع امها سالتها وحاولت ان يكون سؤالها يشكل عفوي حتى لا ترتاب امها بالامر في امكانية زواج المسيحية من رجل مسلم
قبل ان تجيبها حاولت الام معرفة سبب السؤال وهل هناك من صديقاتها
او قريباتها من تنوي فعل ذلك طبعا كان عليها ان تراوغ بالاجابة
لكي لا توحي للام باي شئ يثيرالريبة والشك فقالت انها قراءت عنة في
احدى المجلات وسمعت ان هناك مسلمون متزوجون من مسيحيات وتريد ان
تعرف هل يجوز شرعا لا اكثر ولا اقل قالت الام عند لك ان من تتزوج من
غير دينها لا تستحق الا لقتل لا نها تجلب العار على اهلها
وكما حذرتها من ان تكون احدى صديقاتها تفكر بذلك فعليها اخبار امها حالا وان لا تلتقي بها ضاقت الدنيا واسودت بوجهة العاشقين
فقد تحول الحب الى كابوس كيف تحول هذا الشعور والاحساس المرهف الى سيف مسلط على رقاب المحبين ولكن بما ان الشمس لا تخفى
بغربال والحب لا يمكن ان يخفى وخصوصا في وسط جامعي وها قد وقعت الطامة الكبرى فقد عرف اهلهم بقصة هذا الحب هما
كانا يريدان ان يعلنا هذا الحب ولكن بعد ان صدما بالرفض للفكرة قررا تاجيل ذلك الحبيب تعرض للاهانة والسب والشتم من عائلتة فكيف يريد الزواج من غير دينة في نظرهم انا هذا محرم ولا يجوز شرعا وان ذلك سيوصمهم بالمذلة مدى الدهر
واخذت التهديدات توجة الية مع الترغيب بانة لو قرر الزواج من حبيبتة فسوف تتبرء من العائلة ويحرم من
الارث ويطرد من البيت وتسحب منة السيارة الى غير ذلك اما اذا قرر الزواج من احدى قريباتة وكانوا
قد اختاروا لة احداهن زوجة لة فسيعطى بيت وسيارة جديدة وكل ما يريد وقف عاجرا عن التفكير فهو لا يمكنة ان يعيش مع زوجة غير تلك التي احبها ولا يريد ان يخسر عائلتة سال وقراء لم يكن هناك مانع شرعي من زواجة ولكن الاخرين لا يريدون ان يفهموا الدين بل يحللون ويحرمون على هواهم هى تعرضت للضرب والحبس والمنع من الخروج من البيت وترك العمل تحولت حياتها الى جحيم فلا احد يريد ان يفهم انها انسانة لها مشاعر واحاسيس ومن حقها ان تختار من تريد ليكون شريك حياتها حتى امها التي كانت بمثابة الصديقة والاخت لها قلبت
لها ظهر المجن فلا تسمع لها وصديقاتها وقريباتها نبذنها
كانها حيوان اصيب بالجرب فقد ابتعد عنها الجميع فكان باب غرفتها لا يفتح لها الا مرتين باليوم للذهاب الى الحمام والعودة والاكل يدفع لها كانها حيوان
فكرت في حياتها منذ ان وعت على الدنيا فوجدت انها لم تعرف للحياة طعما الا بعد ان تعرفت على حبيبها فقد كانت قبل هذا منغمسة بالمطالعة والدراسة ورغم ما حولها من الشباب والشابات الا ان اي واحد لم يجلب انتبهها
عندما كانت تذهب مع اهلها يوم الاحد الى الكنيسة لاداء الصلاة كان عدد من الشباب يحاول التقرب منها الا انها لم تكن تريد ان تفكر بشئ سوى الدراسة الا انها يوم التقت بة في مدرج الجامعة ملك عليها كل مشاعرها واحاسيسها
في قرارت نفسها قررت اما الزواج منة او دخول الدير والترهب فلا يمكن ان تتصور نفسها بين احضان رجل غيرة استمرت عملية الترهيب والترغيب لها عدة اشهر حتى تصور اهلها واهلة ان احدهما نسى الاخر فبدء نوع من السماح لها بالخروج من البيت ولكن مع الاهل اما هو فقد خفف عنة الضغط الحبيبان كانهما تخاطرا عبر هذا الحب فقد كانا ينفذان نفس الخطة لكي تسنح لهما الفرصة والافلات من هذا الحصار والاقتران هو لم يكن يخرج الا ومعة اوراقة الثبوتية وهى لم تكن تخرج الا ومها هويتها وبعض النقود
وفي غفلة من الاهل التقيا فلم يضيعا الفرصة اخذا اقرب طريق للهرب الى مدينة اخرى وعند اول رجل دين تزوجا عرفيا وبعد فترة اصبحا بمامن من الاخرين تمكنا من السفر مضى اكثر من اربعة اشهر ولا يعرف عنهما احد شئ الاهل وصلت الامور بينهم حد المحاكم والتهديد بالنتقام للشرف المباح وكل فريق يهدد الاخر
نسيا ان هذا الحب اسمى من تفكيرهم وانهما لم يهربا لكي يقعا في الرذيلة ولكن لكي يسمو بهذا الحب ويحققا ما حلما بة طويلا
واخيرا وبعد تعب وجهد كبيران وصلا الى دولة اوربية بعد ان مضى على تركهم البلد عدة اشهر وناما اول ليلة لهم في سرير وغرفة بهدوء ليكملا زواجهم بلا ضجيج او عرس وليقضيا تلك الليلة والى منتصف اليوم التالي في نشوة الحب والعشق الذي حرما منة كل هذة المدة
وكم تمنت ان تزف بثوب العرس الابيض وسط الزغاريد والموسيقى وقد اكملا زواجهم رسميا بعد تلك الليلة بايام حيث قاما بتسجبل زواجهم في تلك الدولة اما اهلهم فقد كانت النار تاكلهم وكل منهم يود لو تصل يدة الى ابنة ليشفي غليلة منة
مرت سنتان وتوج هذا الحب والزواج بمولد ذكر كان ثمرة الحب والقاسم المشترك بين العائلتين وقررا ان يرسلا الى اهليهم ليخبروهم انهما تزوجا وانجبا ارسل هو الى ابية رسالة معها صورة من عقد الزواج وصورة لطفلة الذي اسميا على اسم ابية يتوسط الزوجين
وارسلت هى الى اهلها بنفس المضمون صدما الاهل اولا ولكن مع مرور الوقت ذهبت الصدمة وحمدا اللة وشكروا على ان اولادهم مازالوا احياء ويعيشون بسلام وحب ومرت سنوات عديدة وكبرت العائلة وانجبا بنت تشبة امها وسموها على اسم ام الزوجة
واخيرا قررا ان يزورا وطنهم الذي تركوا في فترة عصيبة سافرا الى البلد وتوجهوا اولا الى احد الفنادق لكي يرتاحوا من عناء السفر
ثم اتصل كل باهلة ليعلمهم بوصولة الى المدينة قبل ان يتوجة الى اليهم لكي يمتص وقع الصدمة عليهم
اهل الزوجة الذين كانوا يتوعدون بقتلهم في اول الامر وبخوها على تلك الفعلة الشنعاء وهروبها من البيت مع رجل من غير دينها لكنهم لم يفعلوا شئ اخر على مضض منهم بعد اسبوعين قضياها في كنف الاهل عادا من حبث اتيا وطول تلك المدة لم يزور احدهم اهل الاخر سوى مرة واحدة فقد كان هناك عدم تقبل من الاخر
عادا بعد ان اثبتا ان الحب ممكن ان يتجاوز كل شئ وان يحقق المعجزات والمحظورات اذا كان صادقا ونابعا من القلب وساميا فلا يمكن ان يقف امامة شئ
عادوا وكلاهم امل ان يفهم اهلهم هذا الدرس وان يعودا يوما بعد ان تكون النفوس اكثر تقبلا من الان
25-2005