لكل الكرام المسجلين في منتديات ليل الغربة ، نود اعلامكم بأن تفعيل حسابكم سيكون عبر ايميلاتكم الخاصة لذا يرجى العلم
برفقتكم الورد والجلنار
سأكتب لكم بحرف التاسع والعشرين .. لكل من هُجرْ ، واتخذ من الغربة وطناَ .لكل من هاجر من اجل لقمة العيش ، واتخذ من الغربة وطناً لكم جميعا بعيدا عن الطائفية والعرقية وغربة الاوطان نكتب بكل اللغات للأهل والاحبة والاصدقاء نسأل ، نستفسر عن اسماء او عناوين نفتقد لها نهدي ،نفضفض ، نقول شعرا او خاطرة او كلمة اهديكم ورودي وعطر النرجس ، يعطر صباحاتكم ومساءاتكم ، ويُسكن الراح قلوبكم .
موضوع: القصة الجزائرية السبعينية الثلاثاء فبراير 24, 2009 7:46 pm
القصة الجزائرية السبعينية
من خلال
ثلاث مجموعات قصصي
باديء ذي بدء لا بد من تاكيد حقيقة ان القصة الجزائرية في الحقبة التي نعيشها ككل الالوان الادبية لم تنحدر في مجاريها الخاصة انحدار الصدفة ولا اشتقت اعتباطا لا لعلة. بل كانت لها أرضية مهما قيل فيها سلبا وايجابيا .وبلوغها هذا الأوج والأشد في هذه المرحلة له ما يبرره من أسباب موضوعية منها ما عرفته مسيرة الثورة الجزائرية من إحداث وتغيرات على كل المستويات وفي كل الميادين السياسية الاقتصادية والاجتماعية وما حققته من انتصارات لصالح الطبقات الكادحة وما ترتب عنه من عراقيل وتشويش من قبل الطبقة الاستغلالية-كل ذلك وجد انعكاسا لدى الأديب بوجه عام والقاص بصفة خاصة-باعتبار أن القصة هي مرحلة الوعي على عكس الشعر الذي يبدآ في سن المراهقة على العموم وينطلق انطلاقة تأثر عاطفي على الخصوص-مما جعل القاص يقفز إلى الصفوف الأولى مؤيدا الخطوات السليمة مشجبا كاشفا وفاضحا النوايا الخسيسة للنفوس الخبيثة والمعرقلة ثم هناك الاحتكاك بالخارج ففي هذه الفترة بدأت الكتابات العربية وخاصة المصرية تدخل السوق الوطنية إن لم اقل تغزوها مما جعل قصاصينا يطلعون على أحدث ما وصل إليه فن القصة القصيرة فيحاكون ويبدعون. وفي هذه الدراسة المتواضعة أريد الوقوف عند قصة السبعينات من خلال ثلاث مجموعات قصصية أراها تمثل انضج ما كتب لحد ألان وما طبع على الأقل. 1-(حرائق البحر): عمار بلحسن ينتمي عمار بلحسن تاريخيا وقصصيا الى الحقبة اعلاه, ان لم يكن من اوائل الذين خطوا انذاك خطوة الالف ميل. مضمونا يندرج عمار تحت راية الواقعية التي ركزت همومها واهتماماتها على المسالة الاجتماعية بكل تفرعاتها.فقصصه احتجاجات عنيفة ضد الظلم والقهر والاستغلال بجميع أشكاله, والقيمة الأساسية عنده هو الإنسان وسط المغامرة من اجل إصلاح ما هو غير سوي فهو يطمح الى انسنة الوجود بعقلية تترفع عن تحطيم منطق التكوين الإنساني ويسعى من خلال نماذجه الى توحيد مصالحه بين الحياة والإنسان كقيمة.فالداخل الى إبداعات عمار بلحسن يعيش عالم الإنسان الذي يطالب ويناضل من اجل إصلاح نقاط محددة وسط عالم مفجوع مع منحه لحظات رومانسية لتلمس الإحباط النفسي والاجتماعي والسياسي (الجراد) والخيبة والعجز عن التواصل الحر مع الواقع(هموم صغيرة في يوم قائظ جدا),(الحوات الذي لم يصبح قرصانا) وما يميز هذا القاص هو القدرة على توحيد تجاربه الروحية بقدراته اللغوية وهو يمتاز امتيازا واضحا بثراءه اللغوي فلا يتعثر في البحث عن ألفاظه ولا يفتعل اشتقا قات لغوية غريبة .فالكلمة والجملة والتركيب عند عمار يملك عذوبة الهمس والقدرة على النفاد الى القلب مع تكنيك هائل في تتبع ورصد الأحداث مهما تناهت في الصغر أو الكبر (الأصوات) مثلا بتعبير أدق فبلحسن يحقق انسيابا فنيا رائعا يستوعب تجاربه الروحية والنفسية لكنه يقع أحيانا كثيرة فريسة لهذا السيل الدافق لذا نجد بعض نماذجه تعيش احباطات سياسية واجتماعية تتضخم لحد المرض والعصاب ثم الموت (الجراد) وهي لا تسعى لحل مشاكلها وإنما تستسلم للواقع المأزوم متأرجحة بين اليأس والقنوط . وقد يحملنا أحيانا بعيدا عن هذا لا الى الغضب والثورة وإنما إلى العطف والرأف عليها.وهي ظاهرة تستدعى من القاص إعادة النظر فيها ويقدم مساهمته كرجل واع لمسؤوليته ومفروض عليه القيام بدوره بدلا من الهروب والانتحار مع هذا يبقى بلحسن قلم يعد بالمطر. الأردع الشريف (ماقبل البعد) قلم واع وواعد متوزع الإهتمامات لكنه محدد المعالم الكتابة عن الطبقة العاملة والمسحوقة والهم الذي يؤرقه كزميله عمار الإنسان وطبيعته الخيرةالوثابة والتواقة الى الجمال والعدل والإرادة المستميتة من أجل قيام هذا المجتمع العادل .ففي قصصه يتجسد النضال بأعمق صوره ضد الطبيعة (العوم) وضد المستغلين وما يميزه الرؤية المادية والجدلية للتاريخ والمجتمع .فالصراع في نماذجه صراع طبقي الإنتصار فيه مؤكد لصالح الجماهير عن طريق المواجهة والحوار على كل الأصعدة كل ذلك يقدمه لنا الأدرع في لغة متوثبة ذات كلمات مشحونة بموجات كهرومغناطيسية تشد القارئ اليها شدا .غير أنه يغلب عليه الطابع الإيديولوجي وتكاد بعض نمادجه تتحول الى منشورات سياسية كما أنه يكثر من استعمال الكلمات العامية ذات النكهة المحلية خاصة في الحوارات مما يعرقل الحدث فنيا ويشوش انسيابه ويجعل القاص تابعا ليس الا . ومع ذلك يبقى الأدرع واحد من القلة القليلة أن لم أقل الوحيد الذي يكتب بوعى متقد وتتضح في نماذجه الإرادة الحقة بجلالة قسوتها ومتاعبها من أجل الإنتصار ، أي أنه لا يقف عند حدود الكشف والرفض لما هو مخل في حركة البناء الوطني بل يتجاوز ذلك إلى الحوار مع معنى الطرفين وما يترتب عن ذلك. 3 بو شفيرات عبد العزيز هوامش من ذكرياتها مع الصغير ) زهرة من أكام الزهور المتفتحة في ربيع السبعينيات الدافئ سكت مدة فأطل علينا باثنى عشرة قصة في كتيب يحمل عنوان أحداها. أول ملاحظة يبديها الداخل الى عالم بوشفيرات التغريب الشكلى المقصود الذي يركبه ليس عن اقتناع وعمق ايمان وأنما يركبه لوجه الموضة والرغبة في مسايرة الركب فقط ناسيا حتمية المثابرة والسير خطوة خطوة مما جعل فشله حتميا في استعمال الرموز كمعادلات فنية (صرخة عبد الله والأصوات الثلاث) فالنمو الدرامي هنا وفي غيرها فاشل لعدمية التكثيف اللغوي كما أن القاص تغلب عليه ارادة الترميز مما يجعل ابداعاته مشوشة المعاني والدلالات ،وعدم صبر الأغوار والتعميق في القضايا المطروحة جعله يقع في ديماغوجية طرح المشاكل ولعل قصة السائق خير دليل على زعمنا . فالترسيمة الفكرية هنا معدة وجاهزة أن القاص يخالف بقية القافلة من القصاصين ، ولا يعمد كزملاءه الى الكشف والرفض بل يقحم نفسه في حلول وهو أمر حسن – اذا كانت هذه الحلول واعية لكنها تظهر غير ذلك وذلك راجع حتما الى قصور في الفهم لمحتوى الثورة ونتوءاتها الضرورية والصراعات الناتجة عن ذلك .ولذا نجد الروح البرجوازية الصغيرة هي السائدة في ابداعات عبد العزيز فحرق الشاحنة في قصة السائق لا تعبر سوى عن هذه الروح التي تتمنى الحريق للأخضر واليابس لا لسبب سوى لأنها حجرات عثر في طريق تحقيق طموحاتها. ومع هذا فإن بوشفيرات- بغض النظر عن أخطاء المحاولات الأولى يملك بذور قصاص واعد يملك الرغبة في النضال التاريخي لتحرير الفرد من جميع اشكالات الإستغلال والهيمنة والإستيلاب وله رصيد لغوي يؤهله الى اخراج مكنوناته وتجاربه أن أحسن حقله وتهذيبه وتكثيفه. ملامح عامة: ان قصة السبعينيات من خلال هذه المجموعات القصصية وبعض النتاجات المنشورة هنا وهناك تشترك في ملامح عامة تصح لتجربة القصة في هذه المرحلة . نتلمس هذه الملامح في الهموم المشتركة والإنشغالات والإحساس المختلف الكثافة بوجود نقاط مخلةفي حركة التطور الجزائري على كل المستويات والطموح الثوري في تشريح واجلاء هذه النتوءات وضرورة طرحها على بساط الحقيقة والواقع . لكنه عموما هذا التيار القصصي يتحفظ ازاء الفعل ويعتمد الرفض كموقف والقلة القليلة وعلى رأسها الأدرع هي التي تجاوز ذلك إلى الحوار واتخاذ المواقف وذلك راجع أساسا إلى إختلاف الرؤي من قاص لأخر لعوامل عديدة : التكوين النفسي والثقافي وما استماله هذا وذلك من المدارس الفنية. أما على مستوى الشكل فمعظم الأقلام وعلى رأسها هذه النماذج استغنت عن الأشكال التقليدية في القصة بازالة الفوارق بين الألوان الأدبية والإعتماد على الأنواع والأسلوب الشاعري وفن التضاد والتقابل مع الإرتكاز على الحوار والمنولوج وفن اللقطات الخاطفة وتطويع السرد لصالح لصالح التجربة القصصية مع التكوين الرمزى للأحداث بنسب متفاوتة في النجاح. لكن هل يعني هذا أن القصة عندنا استكملت كل مقوماتها أكيد أنها تقف على أرض صلبة- أدراكا- بأن القصة الأن زمنها ولكى تكون القصة قصة فلا بد أن تكون وطنا لهذا نطمح وفي سبيل هذا هناك عثرات أولها الرمز الذي غالبا مايكون خارجا عن تراثنا (لوركا-نيرودا....)ثم هناك التركيب الغربي للجملة العربية ولست أدري هل هذه ظاهرة مرضية أو صحية لحد الأن مع الإشارة إلى أن من المتخوفين. زيتوني ع القادر المجاهد الاسبوعي كالعدد1098 بتاريخ 21/08/1981