زيتوني ع القادر: الكتابة الادبية الى اين؟
من المتفق عليه ان ظهور الاشكال الادبية, انما يرجع في كثير من اسبابها الى التحول في الثقافة والحضارة الانسانية وهذه الحتمية تعطينا نتيجتين:
1-ان الكتابة الادبية قبل ان تكون عملا فرديا فهي شكل اجتماعي لانها عمل وكل عمل يصب في مجرى نشاط انساني عام يشكل ظاهرة لا يمكن ان تكون فردية.
2-ان الكتابات الادبية باختلاف فنونها وتعدد صورها ما هي الا نتاج احتكاك مباشر بالحياة العامة بكل تفرعاتها : تجارب النسان.. خبراته... معاناته....في شتى مستواياتها...
وهذا لا يعني ان الادب ممارسة هامشية خارج التاثير الفعلي بقدر ما يعني انه رسالة اجتماعية , فكرية وعقائدية لن يدركها الاديب الا اذا امتلك قدرتين:
أ--القدرة على ترصد حركة الوقائع المختلفة داخل الواقع العام ورؤية احتمالاتها.
ب-اللغة التي تساهم في وضع حدود تلك الوقائع واسبابها , نتائجها واحتمالاتها.
وبالتالي يصبح الاديب هو ذاك الانسان الذي يستطيع من خلال قدراته السابقة انشاء خبر مختلف داخل الخبر العام.
ولكن ما محل الكتبات الادبية المعاصرة من هذا:
ان اول ما يلاحظ على الكتابات الادبية-النتاجات الجديدة- ماعدا النادر منها والنادر لا يقاس عليه وخاصة الشعرية :انها تحاول نقل الواقع بكلياته وفي خضم تلك المحاولة تضيع التفاصيل داخل لغة منشطرة , مفوصلة, منقطة فيتهرا النص ويتحول الى مراة مكسرة تدمي العين وتضبب الرؤيا وهذا ما يجسده عدم تتبع هذه المحاولات نقديا لتداخل خيوطها وتضبب رؤية اصحابها , اذ ان بعضهم يكتب طلاسم والغاز لا يفكها هو ذاته فما بالك بالقاريء..
البعض يركب حمار الشعر المنثور مدعيا ان العصر عصره-القصيد النثري- لان الحياة تازمت وهذا اللون يحرر الشاعر من قيود الفراهيدي متناسين ان لكل فن قاعدة او قواعد, وان لذة الشيء لا تدرك الا في صعوبته وبعد مناله لا في ميوعته وابتذاله ودنو قبضه
لهذا نجد ان معظم الدواوين الشعرية معولبة على رفوف المكتبات دليلا على عقمها وافلاسها لا ن القاريء العاشق لا الدارس يناى عن هذيانها وطلاسمها..
ج- ان البعض نقل الواقع كما هو لعدم تفهم دوره وبذلك لغا وثرثر دون ان يكون لما كتب اثر.
د-البعض هول هذا الواقع لحد الهوس وبذلك طمس كل بارقة امل خير للانسان الراغب في العيش الكريم. بدل البحث عن النقاط المخلة في مسيرته ومحاولة كشفها وايثارة البحث في علاجها.
و-نوع ثالث وهو الاشد خطورة يتمثل في جماعة تحاول تشويه هذا الواقع وتلطيخه بتعاطيها لموضوعات لا تشكل ظواهر اجتماعية عامة تستحق الالتفات والاهتمام . ولعل المجال لا يتسع هنا لتوضيح ذلك بالادلة القاطعة والامثلة الدامغة.
ع القادر زيتوني