((شرق المتوسط))
ل ع الرحمن منيف
الامل والاستمرارية
رواية من ستة فصول.
رواية تجري احداثها بمدينة من مدن شرق المتوسط غير معرفة ومعرفة في نفس الوقت ففي هذا الجزء من المعمورة يعامل الانسان كدودة قابلة للسحق متى اعترض او قال لا لجور السلطان او سطوة الحاكم للعصا والصولجان..وهي صورة صارخة وبشعة للجور والقهر واللا انسانية .
يروي ((رجب)) بطل الرواية القسم الاول والثالث والخامس.
وتروي ((انيسة)) اخته بقية الاقسام من خلال علاقاتها العائلية وتفاصيل حياهم اليومية مع امها –التي تغادر-وزوجه واولادها الاربع.
تنطلق الرواية من نهايتها ..من مشهد ((رجب اسماعيل))وهو يوقع على ورقة الاعتراف بيد مرتجفة ليبدا تيار الوعي يفعل فعلته فنلمس مدى التخريب الجسدي الذي تعرض له البطل و فضاعة القهر التي تعرضت له عزيمته طيلة ست سنوات من العذاب الوحشي على ايادي الجلادين ليخرج حاملا روماتيزما..
من البداية يرسم لنا المؤلف ان كل الظروف ضد البطل زز ولكنه يقدم لنا الحياة كاملة بايجابياتها وسلبياتها الحب الكره...الخيانة الاستشهاد...الغدر.العذاب القسوة البوليس المودة والصفاء في احضان الام والاخت... ويجعل ((المؤلف)) مواقف ىافراد روايته يتنامون ويسمون لينتهوا مناضلين حقيقيين ومدافعين مستمتين عن قضاياهم ومبادئهم ف ((رجب)) رغم القهر والاعتراف يصر الى السفر الى بلاد الغرب ليعرض قضيته كانسان وما يتعرض له امثاله في هذه البقعة من الارض((شرق المتوسط)) من قهر وتعذيب وهضم حقوق وسلب حريات..و ((حامد)) زوج اخته الذي لم يكن يؤمن بالسياسة ينتهي مناضلا صلدا و ((انيسة)) رغم الامها وموت امها وانهيارها في الاعتناء باخيها و اولادها تصرح اخيرا:
((انا امراة خاطئة واريد ان اتبع طريقة رجب ذاتها..ان ادفع الاشياء الى نهايتها لعل شيئا بعد ذلك يقع ...))
ويتضح هذا التفاؤل والنمو في حياة ابطال الرواية من خلال مقدمتها و نهايتها:
فقد صدرت الرواية بوثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان وخاصتين بنوده السبع ومنها الاول والثانية
الاول : يولد جميع الناس احرارا متساوون في الكرامة والحقوق وقد وهبوا ضميرا وعقلا وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء.
المادة الثانية:لكل انسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الاعلان دون تمييز بسبب العنصر او اللون او الجنس او الدين او الراي السياسي او راي اخر...
اما النهاية فكانت قمة الرواية فهي تنتهي بهذا النداء الموجه الى وجدان القاريء:
((في زمن ما وعلى هذه الارض الغبراء الممتدة الى ما لا نهاية من شواطيء المتوسط وحتى الصحراء البعيدة..كانت لشياء كثيرة تحدث وكانت اشياء كثيرة تمر بصمت, والانسان على هذه الارض الغبراء كان يتحدى يصارع الطبيعة والقسوة والظلم, كان ينتصر في بعض التحديات وكان يسقط في بعض التحديات لكنه كان دائما يستمر, وفي ظل التحديات كانت دائما السجون والاغتيالات حتى ابح الانسان فيها ارخص الاشياء واقلها اعتبارا...
ان هذه الرواية تحاول ان تكون صرخة في وجه الصمت تنبيها في الوقت الذي تبدو في الافق غيوم سوداء كثر زاحفة لعل شيئا يحدث قبل ان يدمر انسان هذه المنطقة ويصبح مشوها ولا يمكن انقاذه.....
ان هذه الرواية لا تعني احدا وتعني كل الناس ايضا))