وجوه الشرف ل: GHISLAINE SATHOOD
Les visages de l honneur
الكاتب: ترجمة : زيتوني ع القادر
وجدت نفسي وجها لوجه مع عمتي.
لم يكن في وسعي تجنبها.
كيف يمكن لي ذلك؟
لم ارها من مدة..كانت تتردد كثيرا على منزلنا و في كل زيارة تلح على رؤية افراد الاسرة كاملة..
اعترف ان وجودها يزعجني..لقد كانت دائمة الانتقاد لكل الحاضرين وخاصة امي فقد كانت ضحيتها الاولى فقد كانت تلح عليها ان تكون زوجة امعة لابي وان تخدمه خدمة العبدة لسيدها, لقد كانت تلح على ذلك لدرجة ايمانها بان ذلك حقها بحجة انها رات الشمس قبله-اخيها-ولن تقبل مناقشة قراراتها فهي ترى ان امي لا تحترم اخيها كما ينبغي ورغم ان ابي كان في الاربعين فلما اراه يعترض ابدا مع انه يملك تجربة وقادر على ملاحظة أي اهمال من قبل امي. مما ترك مجالا لتمادي تدخل عمتي فقد الحت على العناية باخيها كعنايتها به يوم كان صغيرا في اسرته
هل هذا ممكن؟
هل يعقل ان تعامل امي زوجها-ابي-بالطريقة التي كان يعامل بها صغيرا في اسرته؟؟
هل هذا ممكن؟
اعتقد جازمة ان عمتي كانت تهذي وانا متاكدة انها لا تعامل زوجها بما تنصح به الاخريات.
هل تقبل ان تعاملها زوجة اخ بالمثل؟
كيف تسمح لنفسها بفرض ما لا تقبله على الاخرين؟
امر عجيب..كنت دائما اتامل ظلم الحياة...ووصلت الى نتيجة انها معقدة تعقيد طبيعة الانسان ذاته؟
كانت عمتي تلح على اقتراب امي منها لتعلمها الطبخ, معتقدة انها تملك كامل الحقوق في التصرف بشؤون منزلنا..انها المصاهرة التي تهب كل الحقوق لها بشكل عادل او خاطيء.
هل تعرفون هذا؟
من حسن الحظ ان عماتي الاخريات كن مختلفات مما جعلني اطمئن من كوابيس الزواج ومخلفاته..
لقد كانت تصرفات عمتي مزعجة والسبب كما افهمني احدهم لاحقا هو نتيجة ارتدادات المهر؟؟
المهر مشكل اخر للنساء..مشكل اخر يضعهن في حالة خوف مستمرة وتبعية دائمة مما يقلب اوراق حياتهن
كم هو عدد النساء اللواتي يعانين من تبعية المهر؟؟
الارامل يعاملن معاملات سيئة بسبب التقاليد , الاعراف وايضا باسم المهر.
المتزوجات ايضا يعانين الظلم باسمه...في مجتمعنا يعد عدم تقديم مهر مس بشرف المراة والاسرة.
كيف يمكننا تجاوز هذا؟
هل يعقل ان يقترن شرف امراة بمهر؟ ولكن ماذا في وسعنا فعله اذا كان هذا مرتبطا بالعادات والتقاليد في الزواج وطقوس الترمل؟ وهل يمكن –كما يقال –قبول الكلب ورفض بقه؟
مهما كان
هل توجد امراة لا تريد الخير لاسرتها؟
هل هناك امراة ترغب في تلطيخ شرف اسرتها؟
لما افهم
-من اين انت عائدة؟ قالت عمتي في نبرة تعال.
قبل الاجابة فكرت ان اسر لها بانها مزعجة وانني امقت تصرفاتها وانها تسلب العالم كله من حريته ولكني اجبتها بهدوء:
-انا عائدة من حفل احتفال بيوم المراة.
صاحت:
-ماذا لقد نقلت لك امك فيروس الشقاء وقلة الحياء..الاحسن لك ان تتعلمي فن الطبخ بدل من وضع نفسك في حرب مع الرجال.. واذا كنت ترغبين مستقبلا في رجل فمن الاحسن الانصياع لنصائحي.
اخرجتني كلماتها القاسية ونصائحها المستهلكة من تحفظي..كنت متاكدة انها غير مبالية بشعوري ولكنني قررت الكلام....فالكلام نوع من التنفيس وشكل من الحماية كما تقول امي :
امام وضعيات مشابهة لا بد من ايجاد طريقة للمواجهة
وقد حفظت الدرس جيدا..فمثل عمتي-سالا-الكثير ,الخالدات في اعطاء دروس لا يطبـــقــنها , ومع ذلك يتقنصن ما يبدو لهن هفوات في حياة الاخرين ليجعلن منه مسائل تقتضي التدخل فيدمرن الاحلام وينشرن السلبيات ولا شيء يرضيهن من الاخر...
مثل امي اروض الكلمات المدمرة لعمتي ومثيلاتها ممن يحاولن تقزيمنا وخلبطة عقولنا فحرق اعصابنا.
-ما دخل امي في المسالة؟
-امك ايضا منخرطة في حكاية النساء اللواتي يطالبن بهذا الذي يخجل ان يقال...امراة متزوجة يجب ان تعتني ببيتها بدل اللهاث وراء هذه الخزعبلات..انها لا تشرف الاسرة...انها وصمة عار..
لم استطع السكوت وتركها تعامل امي هذه المعاملة..لقد كانت تملك طريقة خبيثة في اثارة مواضيع حساسة تدفعني دفعا للرد..كيف يمكن مجاملتها وعدم توضيح الحقيقة...لقد كانت داهية في محاولاتها خلخلة الاوضاع داخل الاسرة
-لم تقصر امي في واجباتها الاسرية يوما.
-كيف ترضى ام ان تنغمس في نشاطات لا تشرف زوجها؟
-ما هي ه...؟
-تريد ان تتساوى مع زوجها؟ يجب ان يفصل اخي في هذا الامر ويضع حدا لهذه المهزلة
-انا التي كنت بالمدرسة مع اصدقائي كمشاركة في فعاليات ضرورة تحسين اوضاع المراة وليست امي.
كنت الح على توضيح الامر وبما ان هذه المتحجرة كانت تملك دائما قدرة خلق مبررات للرفع من درجة اهانتها امي فقد قررت ان افوت عنها الفرصة.
-كان على امك ان تعلمك الطهي بدل..
-لا يمكن المشاركة في نشاط واعداد الطعام في ان واحد؟؟؟
-ان الرجال لا يحبون النساء الراغبات في الحرب ضدهم
-انها ليست حرب ضد الرجال ولكنها مطالب من المجتمع بان يلتفت الى نصفه.
-ان الرجال ليس لهم نفس المفهوم لمطالبكن...ساتكلم مع ابيك..ان زوجي حازم في المسالة فبالنسبة له الخيار يجب ان يكون بين الزواج او المطالب.
كانت تتكلم عن زوجها كما انه لسان كل الرجال...ومهما يكن فاني لم اجد علاقة بين المشاركة في تلك النشاطات وامكانياتي في الطبخ..من الممكن جدا ان اكون طباخة ماهرة ومناضلة من اجل حقوق المراة اين المانع؟
وتابعت متوجهة الى جدتي:
هناك سوء نيات كثيرة في موضوع النساء المطالبات بحقوقهن ,يجب توضيح ذلك,ان المراة المناضلة من اجل حقوقها ليست ضد الرجل,..انا اؤمن بقضية المرأة, اعتقد ان النساء يجب ان يتمتعن بحقوق اكثر في المجتمع..لي اهتمام كبير بهذه القضية المقدسة,,وانا لست ضد الرجال..ان النضال لم يكن ابدا عائقا للحياة الزوجية..كل هذه الادعاءات هي من اجل تثبيط العزائم ولا يجب الانهزام..يجب مواصلة المسيرة..فبفضل هذا النضال تمكنت المراة من التعلم-مع ان هذا كان يعتبر من المستحيلات فيما مضى- يجب النضال من اجل حقوق المرأة.. و هذا لن يتحقق في يوم وليلة فالمهمة شاقة...
اتصور رد عمتي , لكن لا احد يحرمني من التفكير الحر
هل كانت حقا عمتي تعي ما تقول؟
هل كلماتها ثمرات التقاليد والجهل ام شظايا ايعازات زوجها؟
من يعرف؟
ولكن يجب ان لا نسكت..ان طريق الحرية لا زال طويلا..فحتى النساء في حاجة الى تحسيس اكثر بالقضية فبعضهن
لا زلن متحفضات امام المسالة فشرف العائلة المغلوط يدفعهن احيانا كثيرة الى تكبد تضحيات جسام..ان ارتددات
التقاليد تكون دائما كثيرة وكبيرة ولكن مالعمل لتوضيح الكثير من التناقضات التي تخلط بين الروحي والحركي؟
كيف ننجح في في ايجاد الاجابات المقنعة لوجوه الشرف العديدة دون ترك ريشات في الطريق؟؟
GHISLAINE SATHOUD
من ادب النساء الافريقيات: ترجمة زيتوني ع القادر