واخيرا ياقلبي
زيتوني عبد القادر
صليت بمحراب السكينة الف عام وقطعت ملايين المسافات كطائر مهاجر من مواطن البرد والصقيع
الى شواطيء الدفء والربيع.…...ابحث عن: طوفان احمر.
افق اخضر.
وامراة انضج.
* * *
أخيرا ...فقط...ظهرت.
امرأة ممزوجة بالحزن والفرح, مشمخة بروائح الزعتر,الشيح والبارود...لها جاذبية البحر والمروج.
صحت:
-لا شك أنها هي...فهذا الوجه المعجون بلحم الفقراء...الصعب التحديد...زارني مرات عديدة في سفري
الطويل, فصار جزءا مني ...اترقبه واتوقعه في كل لحظة...لهذا ساحبو بل أطير لاضمها لأضلعي
الضامئة باشتياق ولوعة وأبثها أحاسيسي البضة.
* * *
ناديت أطفال حارتي.
تجمهرنا حول العائدة.
صاح أحدهم:
-اين كنت يا عصفورة نادرة.. .. .؟
تشجعت فاقتربت من العائدة:
-هل انا أمن اذا حكيت عن جراحنا وابثـــثـــنك تطلعاتنا . ؟
قالت:
- ولما الخوف. ؟
قلت:
-سيدتي.. ..اخواتك السابقات لما يبلغن تطلعاتنا وبترت أجنحتهن في منتصف الطريق.
قالت:
-لك ما تريد.
* * *
تذكرت لون البحيرات...دمع الحدود… حزن المسافات وشوق القطارات, وبدأت سرد حكايتنا الطويلة منذ زمن الجوع والاسلحة الفاسدة الى بداية الغربة الثالثة, حيث مزقت الخفافيش جلدتنا وطاردت قطط الليل نسورنا, فاحتشدت ساحاتنا بلصوص الاسئلة ومتقني الدعايات العقيمة والمناورات الدنيئة.
* * *
استوقفتني المرأة واردفت قائلة:
-اعرف.
-وانبرت تحكي عن صانعي لباس الحصار ومقبرة الاحرار, تكشف صراحة أسماء الذين أضاعوا تاريخ الضحايا واباحوا كل القضايا...وخططوا لسرقة الريح منا...واكدت اننا سنكون الريح التي ظنوا سرقتها.
* * *
هي تحكي وتؤكد.
وانا اتطهروامسح كل ما لصق بي من شوائب التيارات البوهيمية وبقايا الحيات الليلية...لم يعد لي شك في انها المرأة المنتظرة التي ستوقف نزيف الجراح الراعفة وتشعل وسط الزيف عرسنا العربي.
فمن صفاتها المدونة في الاسفار القديمة والتنبؤات الحديثة انها تحكي دون خوف من الضربات القادمة.
* * *
التفت لاصدقائي فصحت فيهم وفيكم :
أبشروا.
تاصلوا في امتداد هذه المرأة...ولنقرر منذ الان أنه لا زمن للحلم ولا وقت للاسفار...وليكن حبنا لها بداية انفجارات الينابيع الجديدة وانطلاقة رقصات البنادق االقادمة.
زيتوني عبد القادر