عن المؤلف الكتاب
ولد الفنان عدنان ايلوش في دمشق السورية 1929 في عائلة شعبية محافظة، والده مصطفى ايلوش الذي امتهن التجارة والمشاريع الخاصة، من الشخصيات الاجتماعية المعروفة، أما عائلته الهائلة التي عمل جلّ أفرادها في تجارة الخضار والفواكه، فلم يعلم عنهم أي ميل فني، ماعدا عدنان ايلوش الذي قاسى الأمرين من موقف العائلة لإصراره على دراسة الموسيقا، قبل أن ترضخ على مضض.
تعلم العزف على العود في سن مبكرة دون مدرس يساعده أو يأخذ بيده، وفي العام 1947، وهو العام الذي افتتحت فيه وزارة المعارف ـ التربية اليوم ـ المعهد الموسيقي التابع للشرق، انتسب للمعهد المذكور، ليتخرج منه في العام 1955، لتعينه وزارة المعارف نظراً لمؤهلاته مدرساً للموسيقا في مدارس دمشق عاصمة سوريا الثانوية.
دام عدنان ايلوش يدرس الموسيقا في ثانويات العاصمة السورية دمشق، والمعاهد المتوسطة، والمعهد العربي للموسيقا، والمعهد العالي للفنون المسرحية حتّى أحيل على التقاعد في العام 1989.
وإبان مرحلة نشاطه التي امتدت من عام 1955 ولغاية عام 1989، أسهم إسهاماً كبيراً في تأليف الكثير من الفرق الموسيقية، وبالخصوص فرقة المعهد للموسيقا العربية الموالية للمعهد العربي للموسيقا التي كانت تقدم حفلاتها السنوية بقيادته على مسرح الحمراء بإشراف وزارة الثقافة.
وعدنان ايلوش يجيد العزف على آلتي العود والقانون، وقد أولى ماكينة العود اهتمامه فعمل على تحديثها لتتمكن موائمة منجزات العصر الموسيقية، والإصلاحات التي قامت بها تنحصر بما يلي:
ـ ارتفع عدد أوتار العود من خمسة أوتار مزدوجة، إلى ستة أوتار مثلثة ـ كل وتر يتكون من ثلاثة أوتار ـ وبالتالي بات العود قادراً على تأدية أقصى الجوابات بأسلوب سهلة.
ـأدخل على العود الأوتار المعدنية، ويرى بعض المتعلمين أن ذلك أتى منافياً لطبيعة الأوتار الأخرى، لأن الوتر المعدني الذي دخل على الوتر المزدوج أتى منفراً للتناغم مع الوتر المزدوج، في حين يشاهد بعضهم الآخر بأن إدخال ذلك الوتر على أوتار العود المزدوجة ساعد على تقوية صوته، وأضفى على صوت العود حساسية ورقة وجمالاً ارتفعت في تناغمه مع أوتار العود الأخرى.
ـ غَيّر مكان حامل الأوتار المعلوم باسم "الفرس" فأصبح في قاعدة العود بدلاً من صدره، بما يجعله قادراً على تحمل مزيد من الضغط والشد، ثم ألحق حاملاً آخر متحركاً للأوتار ليسهل وضع الأوتار على نحو أكثر ملاءمة من قبل، وأخفى الحاملين بأسلوب أضفت كثيراً من الحُسن على العود.
ـ استعاض عن المفاتيح الخشبية القديمة بمفاتيح معدنية لولبية مثل الكثير مفاتيح الغيتار والماندولين والبانجو، وتلك المفاتيح ذات رؤوس مسننة، واستخدامها يجعل الأوتار تحمي وتحفظ إخضاع أصواتها (دوزان) زمناً طويلاً بعكس المفاتيح الخشبية التي تتعرض للاسترخاء.
ـ يمكنه عود عدنان ايلوش بالإضافات التي استحدثها فيما يتعلق للأوتار، أن تؤدي أربعة دواوين (أوكتاف) في حين في العود القائم التقليدي غير ممكن الاستحواذ على زيادة عن ديوانين ونصف الديوان (أوكتاف).
ـ زود العود بمكبر للصوت بغية استخدامه نحو الاحتياج، وزوده ايضاًً بحامل للكتف ليسهل للعازف عملية العزف عليه وقوفاً.
أول ردود تصرف ظهرت بشأن ذلك التحديث أتت من تونس عقب مهرجان المألوف في "تستور" بتونس عام 1980، فقد أتى في كتاب المهرجان العالمي الرابع عشر للمألوف ما يلي: كان ابتكار الأستاذ عدنان ايلوش العجيب لتحسين ماكينة العود من عشرة أوتار إلى ثمانية عشر وتراً مفاجأة موسم عام 1980، فكانت التجربة رائدة ولاقت التشجيع الهائل (استجابة الحشد معها بالتصفيق والهتاف) ونحن من جهتنا ندعو إلى تعميم ذلك الاقتحام الموسيقي العملاق في ربوع وطننا العربي.
أما مدير القسم التابع للشرق للموسيقا في جامعة "هومبولت" في برلين البروفسور "السنر" فقد صرح:
"إن تلك الماكينة هي ليست تصليحاً للآلة المتواجدة، وإنما ستفتح آفاقاً حديثة في عالم الموسيقى".
وبصرف النظر عن فوز ماكينة العود الجديد، فقد تضاربت الآراء حولها في وطنها الأم ولم يقبل على استعمالها إلا قلة، وإن تهافت على شرائها في الأقطار العربية الكثير من العازفين سعياً خلف اكتشاف الحديث التي أتت بها.
رابط تحميل الكتاب :