محيط: ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني
منها الولايات المتحدة قد تغير خارطة انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح
المرشح الديموقراطي باراك أوباما، حيث يتوقع أن يتمكن من اختراق ولايات
طالما كانت في السابق موالية للجمهوريين.وكان استطلاع جديد للرأي
قد اظهر أن عددا أكبر من الأمريكيين يعتقدون أن المرشح الديمقراطي للرئاسة
باراك أوباما سيظهر أداء أفضل من منافسه الجمهوري جون ماكين في معالجة
أزمة اقتصادية.وكان استطلاع لشبكة "سي إن ان" الأمريكية كشف أن 49
% من اولئك الذين شملهم الاستطلاع يرون أن أوباما سيتخذ قرارات صائبة في
أزمة اقتصادية بزيادة ست نقاط مئوية عن اولئك الذين اختاروا ماكين.وأظهر
الاستطلاع أن47 % من أفراد العينة يرون إن الجمهوريين مسئولون عن الأزمة
الراهنة في قطاع أسواق النقد الأمريكية أكثر من الديمقراطيين.وبيّن
الاستطلاع أن مزيدًا من الأمريكيين يعتقدون أن السيناتور الديمقراطي باراك
أوباما مرشح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة للبيت الأبيض، قادر على
التعاطي مع الأزمة الاقتصادية بشكل أفضل من مرشح الحزب الجمهوري السيناتور
جون ماكين.وذكر راديو "سوا" الأمريكي ان المرشح الجمهوري جون ماكين بدأ يتخلى عن جهوده في الفوز في الولايات التي تصوت غالبًا للديموقراطيين.وذكرت
الصحيفة أن أوباما يكرس جهوده للفوز بتسع ولايات على الأقل من الولايات
التي صوتت لصالح الرئيس بوش عام 2004، بما في ذلك بعض الولايات التي لم
يتوقع أن تكون مطروحة كولايات متأرجحة في السابق. فهو يعمل بجهد ويكرس
أموالا هائلة لكسب ولاية نورث كارولينا التي صوتت للرئيس بوش في 2004
بفارق 13 نقطة مئوية.وفي المقابل، يعمل ماكين جاهداً للمنافسة في
أربع ولايات فقط من الولايات التي صوتت للبطاقة الديموقراطية عام 2004،
وهي بنسلفانيا ونيوهامشير وويسكونسن ومينيسوتا. ويعد قراره بالانسحاب من
ميشيجان الأسبوع الماضي دليلاً على أن الوضع الاقتصادي المتأزم خلق تحديا
كبيراً للجمهوريين، حيث إنهم يسيطرون على البيت الأبيض منذ ثماني سنوات.وقالت
الصحيفة إن انسحاب ماكين من ميشيجان يدل أيضاً على أنه أضحى مجبراً لإنفاق
أمواله للإبقاء على ولايات كانت تعتبر مضمونة بالنسبة للجمهوريين، مثل
إنديانا وميزوري، كما أنها حدت من قدرة ماكين على اتخاذ موقف هجومي ضد
الديموقراطيين.ويتمتع أوباما الآن بتقدم بارز في ولايات مجموع
أصواتها الانتخابية 189 صوتا، وهو في وضع يعتبر جيدًا في ولايات أخرى
مجموع أصواتها الانتخابية 71 صوتًا، أي ما مجموعه 260 صوتًا وفقاً لتعداد
الصحيفة التي اعتمدت على استطلاعات الرأي وأيضاً على تقديرات مسؤولين من
كلا الحملتين وعلى محللين مستقلين. ويحتاج أحد المرشحين للفوز بـ270 صوتا
انتخابيا للفوز بالرئاسة.أما ماكين، فهو يتمتع بتقدم صامد في
ولايات مجموع أصواتها الانتخابية 160 صوتاً، ووضعه جيد في ولايات مجموع
أصواتها الانتخابية 40 صوتاً، وهو ما مجموعه 200 صوت. ولا يوجد إلا ست
ولايات مجموعها أصواتها الانتخابية 78 من تلك التي تعد متأرجحة ومن غير
الممكن التكهن بكيفية تصويتها، وهي كولورادو وفلوريدا ونيوهامشر وأوهايو
وفرجينيا.وقالت الصحيفة إن أوباما لديه خيارات أكثر من ماكين
يستطيع بها تحقيق الفوز بـ270 صوتا انتخابيا، لا سيما إذا فشل ماكين في
كسب أي من الولايات التي صوتت للجمهوريين في 2004، مثل بنسلفانيا.وعلى
الرغم من ذلك، فلا يزال هامش الخطأ في كثير من هذه الولايات ضيقا نسبياً،
وقد تتغير الساحة بشكل كبير في الأسابيع الأربعة الأخيرة، حيث سيخوض
المرشحان مناظرتين جديدتين وسيصعد ماكين من هجماته على أوباما، كما قال
مساعدوه أنه ينوي فعله.وقالت الصحيفة إن أوباما سوف يستغل الأزمة في وول ستريت للتركيز أيضاً على قضايا متعلقة بها مثل الضمان الاجتماعي والعناية الصحية.