Fati المديــــر العــام
اسم الدولة : فرنسا
| موضوع: نقاش هام : الثقافة السينيمائية vs الكتاب الجمعة سبتمبر 19, 2008 11:30 pm | |
| نقاش هام : الثقافة السينيمائية vs الكتاب
الجميع يعرف أن السينما الفن السابع الرائع هي تجسيد لما هو مكتوب على ورق برؤى فكرية لمخرج بأداء رائع لممثلين و موسيقى تصويرية مصاحبة للعمل و تصوير احترافي شديد .. هنا نجد أن أحد أسس السينما هي الكتابة السيناريو بمعنى أصح والسيناريو ربما يكون سيناريو بمفرده , و ربما يكون كتابا و تم تحويله لسيناريو في كافة الأحوال يبقى العمل متكاملا بالشكل الذي يبهر كل من يشاهده .. لكن هذا ليس كل شيء .. الثقافة السينيمائية هي مقدرة المشاهد على تحليل مشاهد الفيلم و الخروج بأطراف القصة التي كانت في الأصل السيناريو أو ما قبل السيناريو .. وهنا مكمن التطوير في الأمر .. قديما و حديثا هناك عبارة شهيرة .. كي تكتب روايات عليك بقراءة عدد لا يحصى من الكتب الروائية .. معذرة العبارة تلك صارت لا تستخدم في قاموسنا المعاصر أو قاموس الكتاب الشباب و أنا أعد نفسي فردا منهم .. فعلى سبيل المثال لم أقرأ أي رواية في حياتي سوى روايتين فقط , وعلى الرغم من ذلك كتبت سلسلة روائية ناجحة و الحمد لله على الرغم من أن الرواية خاصتي فانتازية لكن لم أقرأ سوى هاري بوتر فقط فمن أين اكتسبت هذه الخبرة ؟ الحقيقة كنت قبل فترة بسيطة أخجل من ذكر هذه الواقعة الحقيقية أمام الجميع , لأن الجملة السابقة كانت تثقل كاهلي .. فحين أقول أنني لم أقرأ شيئا كانت الاتهامات بكوني كاذب ترتفع , أو أنني مدعِ علم ليس ملكا لي .. لكن في حوا هادف مع أحد الأصدقاء الذين أعتز بهم و بعقليتهن تعلمت هذه الكلمة و التي كانت تجسيدا لما في داخلي .. يقولون أن أحمد العايدي كاتب أن تكون عباس العبد من طائفة جيل الثقافة السينيمائية هكذا قيل لي , و قيل لي أن كثيرا من الكتاب الشباب يتبعون تلك الطائفة .. حينها أدركت أن ما بداخلي حقيقة ملموسة و أمر يجب النقاش حوله .. فما هي الثقافة السينيمائية ؟ هي ثقافة جيل تربى على مشاهدة الأفلام فقط فمثلا أنا كتبت روايتي الفانتازية نتيجة عشقي و وولعي و جنوني بثلاثية أمير الخواتم الرهيبة , و التي علمت فيما بعد أن مؤلفها تولكين هو مؤسس الفانتازيا الحديثة و التي تتبعها روايتي .. كذلك أعشق أنمي اسمه ناروتو وقد أثر في بصورة شديدة هنا أجدني على الرغم من عدم قرائتي لروايات كثيرة قد اكستبت خبرة ثقافية هائلة من خلال المشاهدة السينيمائية .. فما مظاهر تلك الثقافة ؟ سأتحدث عن نفسي , ربما أكون مصيبا مع غيري و ربما لا , لكني لا اعرف احد غيري هكذا فسأجعل من نفسي مثالا لهذه الطائفة حتى يأتي آخرون .. أولا من يكتب فهو يكتسب مقدرة العين الناقدة .. وهي مقدرة مهمة للغاية للكتاب , و لها قيمتها لمن يجربها .. هنا أنا أمتلك نفس المقدرة في الكتاب و في الأفلام أيضا بامكاني بعد نهاية فيلم ان أقول و أتحدث و أثرثر حول سيناريو الفيلم , بل تدريجيا صرت لا أنظر للفيلم بتلك الهالة التي حوله , بل أتعمق داخل جذوره و أعتصره و أخرج بتفاصيل التفاصيل منه .. وأخيرا طورت مقدرة جديدة للاستفادة روائيا من أي فيلم , لكنها عميقة و لا مجال لها هنا الآن .. ثانيا , و هو الأمر المهم هنا , أن الفيلم له مقومات على الكتاب , فمثلا الموسيقى التصويرية , التصوير ذاته , بعض المشاهد الحركية و الجرافيكس تجعل من الفيلم يد عليا على الكتاب .. وهنا أتسائل .. مثلا لو أخذنا رواية شيفرة دافنشي كمثال .. ككتاب , يكلفني تقريبا أكثر من 14 ساعة متواصلة من التركيز و التمحيص في الرواية كي انهيها تقريبا كفيلم يلزمني فقط ثلاث ساعات على الاأكثر كي أنتهي منه .. فيا لحالتين أنا أخرج بنفس الفائدة , بل على العكس حين قرات الرواية لم أفهم الكثير من التفاصيل خاصة أمور اللوحات و الألغاز و الدلائل التي لم أستطع التقاطعا في الرواية لكني استطعت الخروج بها من الفيلم .. وهنا يكمن السؤال الكبير .. إن كانت الفائدة متساوية ان غضضنا البص عن تقدم الافلام عن الكتب ببضع امور , فما يحسم الأمر هنا هو الوقت .. ففي الوقت الذي أقوم بقراءة كتاب يمكنني مشاهدة خمسة أفلام ضخمة مثلا .. كذلك التكلفة المادية فكلفة تذكرة سينما واحدة لا تعادل نصف لربع ثمن الكتب العالمية .. هذا في الروايات أما عن التاريخ فكتب التاريخ الضخمة نجد في مقابلها الأفلام الوثائقية الرائعة صورة تغني عن ألف كلمة سأكتفي في هذا المضمار بتلك الكلمة فقط .. بالنسبة للطب .. يكفيني شرح عملي على مريض مدته لا تتجاوز الساعة كي أفهم شرح كتاب ضخم صفحاته تتعدى ال خمسمائية صفحة .. بالنسبة للعلوم الأخرى لا أقدر على الحديث عنها لكني لا أرى تواجدا للعنصر السينمائي فيها , و لهذا يفوز الكتاب هنا والسؤال بعد كل هذه الثرثرة .. ما رأيك بالثقافة السينيمائية ؟ هل ترى فيها تهديدا ملموسا للكتاب ؟ هل ترغب أن تكتسب ثقافتك أكثر من الكتب أم من السينما ؟ | |
|