رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
رقية بنت سيد البشر صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمية
و أمها خديجة رضى الله عنها
زواجها قبل النبوة
تزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة فلما بعث النبى صلى الله عليه و سلم قال أبو لهب لأبنه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم يكن دخل بها
و فى رواية : أن أبا لهب كان قد زوّج ولديه عُتْبَةَ وعُتَيْبَة ببنتي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- رُقَيَّة وأم كُلْثوم قبل النبوة، فلما بادى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قريشاً بأمر الله تعالى وعاب آلهتهم، قالوا: إنكم قد فرَّغتم محمداً من همّه، فرُدّوا عليه بناته فاشغلوه بهنّ
زواجها من عثمان بن عفان
أسلمت رقية مع أمها و أخواتها و تزوجت من عثمان بن عفان رضى الله عنه
و لذلك قصة يحكيها عثمان بن عفان:
أنه لما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته رقية - وكانت ذات جمال - من ابن عمها عتبة بن أبي لهب، تأسف إذ لم يكن هو تزوجها، فدخل على أهله مهموماً، فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز
فقالت له: أبشر وحييت ثلاثاً تتراً، ثم ثلاثاً وثلاثاً أخرى، ثم بأخرى كي تتم عشراً، أتاك خير، ووقيت شراً، أنكحت والله حصاناً زهراً، وأنت بكر، ولقيت بكراً، وافيتها بنت عظيم قدراً، بنيت أمراً قد أشاد ذكراً.
قال عثمان: فعجبت من أمرها حيث تبشرني بالمرأة قد تزوجت بغيري، فقلت: يا خالة! ما تقولين ؟.
فقالت: عثمان لك الجمال، ولكِ اللسان، هذا النبي معه البرهان. أرسله بحقه الديان، وجاءه التنزيل والفرقان، فاتبعه لا تغتالك الأوثان.
قال: فقلت: إنك لتذكرين أمراً ما وقع ببلدنا.
فقالت: محمد بن عبد الله رسول من عند الله، جاء بتنزيل الله يدعو به إلى الله
قال عثمان: فانطلقت مفكراً، فلقيني أبو بكر فأخبرته
فقال: ويحك يا عثمان، إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا؟ أليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟.
قال: قلت بلى والله إنها لكذلك.
فقال: والله لقد صدقتك خالتك هذا رسول الله محمد بن عبد الله، قد بعثه الله إلى خلقه برسالته، هل لك أن تأتيه ؟.
فاجتمعنا برسول الله، فقال: يا عثمان، أجب الله إلى حقه، فأنا رسول الله إليك وإلى خلقه.
قال: فوالله ما تمالكت نفسي منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان وفي إسلام عثمان
هجرتها مع عثمان الى الحبشة
و لما تزوج عثمان رقية هاجر بها إلى الحبشة فولدت له عبدالله هناك فكان يكنى به
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ)
هجرتها الى المدينة و وفاتها
ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان و مرضت قُبيل بدر فخلف النبى صلى الله عليه و سلم عليها عثمان فتوفيت و المسلمون ببدر
عن ابن عباس قال:
لما ماتت رقية بنت رسول الله قَالَ: (الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ).
فبكت النساء عليها؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه.
فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، وَقَالَ: (دَعْهُنَّ يَبْكِيْنَ).
ثم قال: (ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ القَلْبِ وَالعَيْنِ فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ).
فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم- فجعلت تبكىفجعل رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يمسح الدمع عن عينها بِطَرَفِ ثَوبِهِ.
الثابت عِنْدَنَا مِنْ جَمِيْعِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ.
فَلَعَلَّ هَذَا فِي غَيْرِ رُقَيَّةَ، أَوْ لَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ بَدْرٍ زَائِراً