طرائف الأمراء
________________________________________
أبو بكر الصديق
قيل إن أبا بكر رضي الله عنه رأى رجلاً بيده ثوب فقال له أهو للبيع
فقال الرجل لا أصلحك الله
فقال الصديق هلا قلتَ لا وأصلحك الله لئلا يشتبه الدعاء لي بالدعاء علي
اجتمع المهاجرون والأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وعيشك يا رسول الله ما سجدتُ لصنم قط
فغضب عمر بن الخطاب وقال تقول وعيشك يا رسول الله ما سجدتُ لصنم قط وقد كنتَ في الجاهلية كذا وكذا سنة
فقال أبو بكر ذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي فانطلق بن إلى مخدع الأصنام فقال لي هذه آلهتك الشمّ العوالي فاسجد لها وخلاّني وذهب
فدنوت من الصنم وقلت له إني جائع فأطعمني فلم يجبني
فقلت إني عطشان فاسقني فلم يجبني
فقلت له إني عارٍ فاكسني فلم يجبني
فأخذت صخرة وقلت إني مُلْقٍ هذه الصخرة عليك فإن كنت إلهاً فامنع نفسك فلم يجبني
فألقيت عليه الصخرة فخرّ لوجهه فأقبل والدي وقال ما هذا يا بني
فقلت هو الذي ترى
فانطلق بي إلى أمي فأخبرها فقالت دعه فهذا الذي ناجاني به الله
فقلت يا أماه ما الذي ناجاك به الله
فقالت ليلة جاءني المخاض لم يكن عندي أحد فسمعت هاتفاً يهتف فأسمع الصوت ولا أرى الشخص
وهو يقول يا أمَة الله أبشري بالولد العتيق اسمه في السماء صدِّيق
عمر بن الخطاب
أقبل رجل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر ما اسمك
فقال الرجل شِهاب بن حرقة
قال مِمّن
قال من أهل حرّه النار
قال وأين مسكنك
قال بذات لظى
فقال له عمر أدرِك قومَك فقد احترقوا
فكان كما قال
إعرابي أبكي عمر
قيل إنّ أعرابيّاً وقف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فقال
ياعمرَ الخيرِ جُزيتَ الجنّةْ
أُكسُ بُنَيّاتي وأُمّهُنّهْ
وكُن لنا في ذا الزمانِ جُنّةْ
أُقسِمُ باللهِ لَتَفعلَنّهْ
فقال عمر وإن لم أفعل يكون ماذا
قال إذاً أبا حَفصٍ لأَمضِيَنّهْ
فقال فإن مضَيتَ يكون ماذا
قال
واللهِ عنهُنّ لتُسألُنّهْ
يومَ تكونُ الأُعطياتُ مِنَّةْ
ومَوقِفُ المسؤولِ بينَهُنّهْ
إما الى نارٍ وإما جنّةْ
لما أُتي بالهُرْمزان أسيراً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له يا أمير المؤمنين هذا زعيم العجم صاحب رستم*
فقال له عمر رضي الله عنه أَعْرِضُ عليك الإسلام نُصحاً لك في عاجلك وآجلك
فقال إنما أعتقد ما أنا عليه ولا أرغب في الإسلام رهبة فدعا عمر بالسيف
فلما همَّ بقتله قال يا أمير المؤمنين شربة ماء هي أفضل من قتلي على الظمأ
فأمر له بشربة من ماء فلما أخذها الهرمزان قال يا أمير المؤمنين أنا آمِنٌ حتى أشربها
قال نعم
فرمى بها وقال الوفاءُ يا أمير المؤمنين نورٌ أبلج
قال صدقت لك التوقُّف عنك والنظر فيك ارفعوا عنه السيف
فقال يا أمير المؤمنين الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وما جاء به حقٌ من عنده
فقال عمر أسلمت خير إسلام فما أخّرك
قال كرهت أن يظن بي أني إنما أسلمت خوفاً من السيف
فقال عمر إلا إن لأهل فارس عقولاً استحقوا بها ما كانوا فيه من المُلك ثم أمر ببره وإكرامه
الصبي الذي اسكت عمر
اجتاز عمر رضي الله عنه بصبيان يلعبون فهربوا إلا عبد الله بن الزبير
فقال له عمر لِمَ لَمْ تفرّ مع أصحابك
قال لَمْ يكن لي جُرمٌ فأفرّ منك ولا كان الطريق ضيّقاً فأُوسّع عليك
حذيفه يداعب عمر
روي عن عمر رضي الله عنه أنه لقي حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين فقال له كيف أصبحتَ يا حذيفة
فقال أصبحتُ أحب الفتنة وأكره الحق وأصلي بغير وضوء ولي في الأرض ما ليس لله في السماء
فغضب عمر غضباً شديداً فدخل عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له يا أمير المؤمنين على وجهك أثر الغضب
فأخبره عمر بما كان له مع حذيفة
فقال له صدق يا عمر يحب الفتنة يعني المال والبنون لأن الله تعالى قال إنما أموالُكُم وأولادُكُم فِتنة
ويكره الحق يعني الموت
ويصلي بغير وضوء يعني أنه يصلي على النبي بغير وضوء في كل وقت
وله في الأرض ما ليس لله في السماء أي له زوجة وولد وليس لله زوجة وولد
فقال عمر أصبت وأحسنت يا أبا الحسن لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة بن اليمان