Fati المديــــر العــام
اسم الدولة : فرنسا
| موضوع: يوسف عمر الخميس يوليو 17, 2008 6:08 pm | |
|
يوسف عمر عشق المقام منذ بواكير طفولته حتى أصبح من كبار مبدعيه
ستار جاسم ابراهيم
ولد المطرب المقامي يوسف عمر في محلة جديد باشا سنة 1918 في بيئة بغدادية دينية تتعشق قراءة وتراتيل القرآن والمناقب النبوية والتهاليل والمقامات العراقية، والتي تدخل في كل الغناء (العراقي والعربي). استقر حب المقام في سويداء قلب هذا الفنان منذ بواكير طفولته وهو يرى ويتلمس حب والده واعمامه واهتمامهم بالحصول على الاسطوانات التي كانت في وقتهم اختراع العصر، وبأصوات كبار المقاميين أمثال أحمد الزيدان ورشيد القندرجي ونجم الشيخلي وحسين كردي ومحمد القبانجي وحسن خيوكة والحاج عباس كمبير وقدوري العيشة وآخرين. وعندما شب يوسف عن الطوق، وزاد اهتمامه بهذا الفن الذي ملك عليه كل حواسه، وأخذ يتقرب من قراء المقام ومن هواته والمهتمين بشؤونه أو العارفين بطرقه واسراره أمثال ابراهيم الخشالي وجهاد الديو وغالب الخشالي، وأخيراً يستقر عند عتبة المقامي محمد القبانجي ومن معينه راح عمر ينهل ويغترف، ويمضي في تقليد طرائقه المقامية التي حازت على اعجاب العراقيين، إلا أنه لم يظل أسيراً لهذه الطرائق، وسرعان مايخرج من العباءة القبانجية ليستقل بشخصيته، وليكثر معجبوه يوماً بعد يوم حتى تمكن ان ينفرد في الساحة المقامية العراقية برغم وجود الكثيرين في تلك الساحة ولهذا كثر حاسدوه ومنافسوه، وكلما كثروا تكاثر المعجبون بفنه اكثر واكثر!!. في سنة 1948 يطلق سراح يوسف عمر من السجن منهياً محكوميته التي بلغت خمسة عشر عاماً، كان خلالها يجأر بالشكوى المرة من انه حكم مظلوماً وياما في السجن مظاليم! وقيل وقتها انه كان قد اشترك بقتل أحد الاشخاص. وفي السجن انطلق من عنق الزجاجة، وراح يقرأ المقام ليل نهار بين أنس وطرب السجناء معه فهم في البلوى سواء وفي المحن تتسامى النفوس وتتعاطف اكثر، والمقام خير معبر عما يخامر النفوس من آمال وآلام وطموحات، ويتعرف يوسف الى من يوصله لخبير المقامات العراقية في اذاعة بغداد اللاسلكية التي كانت تسمى آنذاك، المقامي المعروف سلمان موشي. وينبهر الخبير بأداء هذا الهاوي المبتدئ والذي يبتدئ بقراءة مقام من الوزن الثقيل مثل الرست الذي يعتبر سمفونية المقامات العراقية، لهذا إعتمد الخبير سلمان، اعتمد يوسف عمر مطرباً مقاميا في الاذاعة حيث تخصص له حفلات مقامية اسبوعية حاله حال أي مطرب معتمد آخر. وتبدأ شهرته في الذيوع والانتشار، وتأنس به الاذن العراقية والتي صيغ المقام لها. وفي سنة 1956 يشترك يوسف عمر في فيلم عراقي صميمي هو سعيد أفندي من بطولة الراحلة الكبيرة زينب ويوسف العاني والراحل الكبير جعفر السعدي. ومعلوم ان يوسف غير للتمثيل لكنه يجيد القراءة المقامية فحسب، كان دوره يصوره في حانة من حانات الباب الشرقي في خمسينيات القرن الماضي، مع (دعبول) البلام غنى شيئاً من مقام الصبا: ناموا وعين الصب ليس تنام لله ماصنعت بي الأيام أرعى النجوم ولي فؤاد خافق مزجت بنغمة وجده الأنغام وفي السنة نفسها يفتتح تلفزيون بغداد لأول مرة في الشرق الأوسط من قبل شركة PYE) ) باي الانكليزية، ويعتمد يوسف هنا ايضاً كمطرب مقامي تلفزيوني، ويأخذ حصته من الحفلات المقامية وتمتد مساحته الغنائية تدريجياً لتتقلص بالمقابل مساحة غيره من المقاميين لكثرة طلبات المستمعين والمشاهدين مما خلق له جمهرة من المتذمرين وللمسألة وجهان كما نرى وترون. وفي أوائل السبعينيات يؤدي يوسف شخصية المقامي المبدع القديم (رحمة الله شلتاغ) قرائياً بالطبع، مع الفنان الراحل محمد القيسي بتمثيله سهرة مع نخبة من ممثلينا.. وفي الفترة نفسها تفتتح أمانة العاصمة المتحف البغدادي وبجهود مكثفة من قبل الفنان الراحل فخري الزبيدي الذي كان يشغل وظيفة رئيس الملاحظين في الأمانة وهو المأخوذ بصورة الحياة البغدادية التي نقلها الى المتحف هذا ومنها قراءة المقام في المقاهي وكانت ليوسف حصته المعلومة قرائياً في المتحف، فضلاً عما كان يقدمه من روائع قرائية في خان مرجان وبعض بيوتات الوجهاء في بغداد والمحافظات حتى تقاعده سنة 1985 وفي ليلة 14/15 تموز 1986 تدهورت صحته، وتوفي في الليلة نفسها.
| |
|