مسعود عمارتلي
--------------------------------------------------------------------------------
مسعود عمارتلي
او
1898-1944
مطربة عراقية كانت تغني اغاني الرجال وتلبس ملابس الرجال واشتهرت باسم مسعود عمارتلي.
كانت مسعودة شابة سمراء نحيفة تمتلك قوة جسدية تؤهلها للدفاع عن نفسها في احد الايام تبعها شابان الى حيث المرعى للتحرش بها وكانت بنت الثامنة عشرة من عمرها فتصدت لهما بالتهديد والوعيد واستطاعت ان تقيدهما وتدفعهما امامها الى حيث مضيف سيدها و اهل القرية ليفتضح امرهما ويسقطان سلوكيا في نظر اهل القرية هذا التصرف الشجاع البسها نظريا ومعنويا صفة رجولية تجسدت في داخلها مضافا الى اطراء اهل القرية بشجاعتها وحسن تصرفها فاغتنمتها فرصة لتعلن رجولتها فخلعت ملابس النساء وارتدت الزي الرجالي حيث كان صفة الاسترجال حالة متعارف عليها في الريف مشفوعة بسوابق من هذا النوع . كان الشابان اللذان تبعاها الى المرعى قد اشاعا عنها انها تجيد الغناء ولها صوت جميل حيث كانت تمارسه كهواية وكحالة تعبير عن خجلها وهواجسها ومعاناته حين كانت ترعى الاغنام بعيدا عن مساكن القرية فصارت تدعى الى الغناء في حفلات الشيوخ او مناسبات الزواج هناك وكان ذلك في بداية عهد جديد في حياة مسعود عمارتلي الذي عرف واشتهر بهذا الاسم
حين اشتهر مسعود عمارتلي كمغن على صعيد محافظته صادف احد وكلاء تسجيل الاغاني على الاسطوانات في حفلة
لاحد الشيوخ فاعجبه صوت مسعود فاصطحبه الى بغداد ليسجل له اسطوانات . في بغداد كانت داره ملتقى هواة الغناء وقد تعرف على حضيري ابو عزيز القادم الى بغداد من الناصرية وغنى معه اغاني عدة . استدعى الى حلب وسجل اسطوانات هناك كان يجيد غناء ( البستة ) باللهجة الجنوبية
لم يلحن له احد بل كان هو يلحن اغانيه المستمدة من الريف ومن اغانيه المسجلة على اسطوانات ( سوده سلهاني ) و( ذبي العباية ) و و (خدري الجاي خدري ) و( بوية محمد ) و ( كصة المودة ) واغان اخرى ذهبت ادراج الرياح يوم كانت الاغنية تذاع حية حيث لا توجد اجهزة للتسجيل ومكاتب التسجيل التي تحتفظ بهذه الاغاني مكتب انغام التراث في ساحة الرصافي وجقماقجي في الباب الشرقي . ولد مسعود عمارتلي عام 1898 في الكحلاء من محافظة ومات مسموما عام 1944 وفي رواية اخرى كان مصابا بالتدرن
. اغاني مسعود زاخرة بالالم فهي تراجيديا الاغاني الريفية المشبعة بالحسرات والمشوبة باللوعة والمثقلة بالانين والاهات والشكوى من صروف الدهر والشجن المقترن بشظف العيش والحرمان يوم كان العراقي مقهورا امام فتك البلهارسيا والملاريا والسل الرئوي . انه ثائر ولكن بالغناء ومتمرد ولكن بالاسترجال , غناؤه كالبكاء بغير دموع يحكي القهر الطبقي والتسلط الاقطاعي وتعنت الرجل الامي في سالف الايام .