بيلي كولينز: اليابان
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
شاعر أمريكي من مواليد مدينة نيويورك لعام 1941، شغل منصب شاعر الولايات المتحدة خلال الفترة من 2001 الى 2003، وشاعر نيويورك للفترة من 2004 الى 2006. عمل أستاذا في جامعة نيويورك حتى تقاعده في عام 2016، ويقوم حاليا بالتدريس في برنامج الماجستير للفنون الجميلة في جامعة ستوني بروك.
يتميز شعره بكسر جميع الأشكال والأوزان التقليدية فهو يكتب شعرا متحررا من جميع القيود ويذهب أحيانا إلى اختراع أشكال شعرية تحاكي الأشكال التقليدية على نحو ساخر او جاد كما فعل مع شكل شعري شهير هو الفيلانيلة وشكل شعري آخر أكثر شهرة وشيوعا وهو السونيتة، وكما يفعل في هذه القصيدة مع شكل الهايكو الشعري. الهايكو المشار اليه في القصيدة هو هايكو شهير للشاعر والرسام الياباني بوسون (1715-1783) وهذا نصه بترجمتي عن الانكليزية لترجمة أكس. جي. كينيدي عن اليابانية:
فوق ناقوس المعبد الذي يزن طنا
فراشة قمرية منطوية في نومها
تجلس ساكنة.
نال كولينز جوائز عديدة على مجموعاته الشعرية وفيما يأتي بعض عناوينها: ((قصائد فيديو)) 1980 ((التفاحة التي أدهشت باريس)) 1988 ((فن براوننغ)) 1995 ((الإبحار وحيدا حول الغرفة)) 2001 ((تسعة خيول)) 2002 و ((المتاعب التي يثيرها الشعر وقصائد أخرى))2005 .
اليابان
اليوم امضي وقتي
بقراءة هايكو مفضل لديّ،
مرددا الكلمات القليلة مرارا وتكرارا.
اشعر كأنني اتناول
حبة العنب الصغيرة الناضجة نفسها
مرة بعد اخرى.
اتجول في المنزل والقيه
تاركا حروفه تتساقط
عبر هواء كل غرفة.
اقف جنب الصمت المدوي للبيانو وانطقه.
انطقه امام لوحة عن البحر.
انقر ايقاعه فوق رف فارغ.
اصغي الي نفسي وانا اقوله
ثم اقوله دون ان اصغي
ثم اسمعه دون ان اقوله.
وحين يرفع الكلب رأسه لينظر اليّ،
استلقي على الأرضية
واهمس به في كل من اذنيه البيضاوين الطويلتين.
انه الهايكو الذي يدور حول ناقوس المعبد الذي يزن طنا
والذي تنام على سطحه فراشة،
وكلما اقوله
اشعر بثقل الفراشة الموجع
على سطح الناقوس الحديدي.
حين اقوله جنب النافذة،
يكون الناقوس العالم
وانا الفراشة مستقرة هناك.
حين اقوله بوجه المرآة
اكون انا الناقوسَ الثقيل
والفراشة الحياةَ بجناحيها الورقيين.
وفيما بعد، حين اقوله لك في الظلام،
تكونين انت الناقوس،
وانا لسان الناقوس، اقرعك،
وقد طارت الفراشة
من مسارها
وتتحرك مثل مفصل في الهواء فوق فراشنا.