فلـــــة عبـــــــــــــابسة

فـــلــة عبـــابســـة

--------------------------------------------------------------------------------

فلــة عبابسة، ابنة الشاعر والموسيقي والمغني الجزائري عبد الحميد عباسة، مغنية سحرت الجمهور بصوتها العذب والمثير.تنحدر من عائلة عريقة من الفنانين والعلماء اشتهرت في الجزائر من الأربعينات. وكان جدها أحد مؤسسي "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، ووالدها عبد الحميد عبابسة أحد رواد "الأغنية البدوية الجزائرية". كما كانت خالتها "ليلى الجزائرية" من أكبر نجمات الطرب، وكانت بدورها ورثت الفن من والدها المطرب "الحاج منور" أحد مؤسسي "موسيقى الشعبي" الجزائرية.
في هذه البيئة الفنية الخصبة نشأت "فلة" وتفتحت عيناها منذ الصغر على الغناء والطرب والشعر، وتعلمت العزف مبكراً على مختلف الآلات الموسيقية، وخصوصاً البيانو الذي بدأت العزف عليه وعمرها لا يتجاوز ثلاث سنوات، لتبدأ بذلك مسيرة فنية خصبة جعلت منها اليوم احد الأصوات الغنائية البارزة على الساحة الفنية في المغرب العربي.
تعلقت بالفن والغناء منذ أن كانت طفلة صغيرة.كان عمرها 3 سنوات عندما بدأت العزف على البيانو، و أول أغنية أنشدتها في مناسبة علنية كانت أغنية "من أجلك يا مدينة الصلاة" للمطربة الكبيرة فيروز. وكان ذلك في مناسبة انتهاء السنة الدراسية وكان عمرها ست سنوات. وساعدنها الوسط الفني الذي ولدت وترعرعت فيه على تعلم العزف على آلات موسيقية عدة، وخصوصا العود والبيانو. لذا قبل أن تكون مطربة، بدأت كعازفة على البيانو في فرقة "الموصلية" (إحدى الفرق الشهيرة المتخصصة في الغناء الأندلسي)، والتي كانت نعزف بالأخص في الأفراح والمناسبات.

وفي الثامنة عشر من عمرها انتقلت إلى باريس حيث التحقت بأخيها، هناك تعرفت على كبار الملحنين، أمثال بليغ حمدي وسراج عمر، وعلى نجمات ومطربات بارزات. و قدمتها المطربة اللبنانية صباح خلال إحدى السهرات الفنية، كي تغني وصلة صغيرة، فأعجب بصوتها الملحن سراج عمر وقرر مساعدتها. كما شاركت في حفلات فنية غنيت فيها إلى جانب مطربات كبيرات، كفايزة احمد وريم البوادي.
رجعت إلى بلدها لشعورها بالمسؤولية تجاه بلدها وجمهورها. وكانت تلك المرحلة من أكثر المراحل غزارة في الإنتاج حيث كتبت وغنيت العديد من الأغاني عن معاناة الأطفال والنساء في الجزائر، مثل أغنية "انا جزائرية" و"أنا الوحدانية" و"ما ظنيت تنساني" و"غزالي"، وغيرها. وكلها أغان نالت نجاحاً كبيراً. كما أنها ألّفت وغنيت أناشيد وطنية عدة، مثل أنشودة "من أجل أن تحيا الجزائر". وغنيت أيضا أغاني من التراث الجزائري القديم، أشهرها أغنية "رااني جاي" التي نالت عنها الجائزة الأولى في مهرجان "كركلا". وفي هذه الفترة رُشّحت للمشاركة في العديد من المهرجانات العربية في الأردن وتونس وغيرهما، ولقّبت بـ"مطربة الجزائر الأولى.

وفي الوقت ذاته تعاملت مع كاتب الأغاني المعروف عبدا لقادر زيطوط. تعاونت مع العديد من فنانين المشرق العربي وخصوصا مع الفنان وليد . كما كانت لها تجربة مع المطرب السعودي محمد بكر, أديا معاً أغنية بعنوان "شغلة غريبة". وكانت الأغنية باللهجة السعودية.

تتميز فلة بالتنوع في أغنياتها، فهي تغني "اللحن البدوي" الفولكلوري و"الأندلسي" و"الشعبي" الجزائري، و"الراي".