تسبيحة العيد
شعر عزالدين مبارك
****************
إلهي
وأنت الجبار
والقدير
وتقل للشيء كن فيكون
فلا تبخل علينا
برمي السلاطين
وشياطين الإنس
وملوك الاستكبار
وقاهري الشعوب
في نارك الملتهبة
وبئس المآل
وذل الاحتقار
وورهم من شقائنا
بؤسا عظيما
وهما سقيما
فقد نالوا منا
إثما عظيما
فجوعونا
وفقرونا
وكذبوا علينا
وما منحونا ذرة اعتبار
وأنت العظيم
وأنت العادل
والقدار
فلا تنتظر يوم الآخرة
وقم بالحساب فورا
بدون انتظار
لنشاهد العقاب الإلهي
كيف يدار
فقد أصبح السلاطين
في هذا الزمن
آلهات آدمية
تزاحمك السلطة
الربانية والأقدار
فكيف يا إلهي
يا عليم بكل الأسرار
وما في الصدور
وفي بطن البحار
لا تغضب لتطاولهم عليك
ولا تأخذ بالثار
فالمآسي بشعبك
يا إلهي
تعددت
والمظالم فاقت
مجرات المدار
فكيف تترك الطغيان
يستشري
وأنت البصير القهار
فهات لنا معجزة
حتى تطمئن قلوبنا
قبل أن يداهمنا
القدر الغدار
وارم عذابك عليهم
ليكونوا عبرة
وتعتدل الأوتار
فهل ينعمون بالخيرات
في الدنيا
ومن مالنا يتصدقون
فيدخلون جنتك
بكل اقتدار
ونعيش نحن المهمشين
من هؤلاء
ضنك الحياة
فنقوم بالخطايا
غصبا عن إرادتنا
فنرمى في الآخرة
حطبا للنار الموقدة
وينعم في جنتك اللصوص
والبرابرة
وسقط المتاع
وقد تغولوا في دنياك
وبسطت لهم رغد الحياة
والجاه والسلطة الدائمة
بالوراثة
ولم تحرك ساكنا
وجعلتهم فوق رؤوسنا
تاجا
محملا بالأوزار
وعبئا ثقيلا
وأكياسا من الغبار
إلهي
إلهي
إلهي
كن عادلا
ولا تنسى رجاءنا
ولا تجعلنا من الصابرين
مدى الدهر
واقلب المعادلة
فنرى أيام السعد
والاخضرار
ويروا قحطا وبؤسا
فتحسم المسألة
فهم ذاقوا من جناتك
في الدنيا وما شبعوا
وما نلنا من دنياك
غيرالذل والحصرم
إلهي
إلهي
إلهي
كن عادلا
نحب أن نرى قوتك
تمضي فيهم
أمام أعيننا
لتشفي غليلنا
فنحبك أكثر
وبدون تملق
ونفاق
وأسرار.