عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: مذكرات معتمر 11 الأحد مايو 22, 2016 3:11 pm | |
| - في الصباح الموالي كان لنا موعد على الساعة : 07:00 من أجل الذهاب للمزارات / لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وهو عدم عودة أمي وأختى منذ صلاة الفجر بالمسجد ، فلم أعرف سبب تأخرهما لحوالي 03 ساعات (فوسوست لي نفسي على أن مكروه ما أصاب إحداهما ) حتى صرت كالمجنون داخليا لكن خارجيا وكأن شيء لم يحدث ، سألت رفيقتهما بالغرفة فقالتا لي أنهما خرجتا بعدهما ، زد أنهما أخذتا مفتاح الغرفة معهما مما إضطرني لأنزل لذلك الأعجمي (عون الإستقبال) الذي صار يعرفني منذ حادثة عمي "بن عودة" فطلبت منه أن يعطيني المفتاح الثاني للغرفة .. فرفض ؟ .. فصرخت عليه بأني حاج ولست حرامي .. وقلت له إصعد أنت لتفتح باب الغرفة للحاجات اللآتي يجلسن في الرواق .. فصعد فورا وفتح الباب لهما .
- قررت أن أخرج للبحث عن أمي وأختي وطلبت من سي الحاج أن لا ينتظرنا في حالة تأخرنا على المجموعة .. خرجت والغضب يتملكني فذهبت جهة النساء في المسجد النبوي لكن لا أعرف أي باب دخلتا منه ومن أي باب ستخرجا منه .. هذا إن هما في المسجد أصلا .. فخطرت لي فكرة وهي بأن أجلس قرب الباب الخارجي الذي يمر منه جميع من يسكن الفنادق القريبة من فندقنا (باب السلام) فجلست بجانبه وحالتي لم تكن في ســــلام .
- بقيت على تلك الحال حوالي نصف ساعة .. يتملكني الغضب الشديد من تصرفهما غير المسؤول من جهة والخوف على أنه قد أصابهما مكروه من جهة أخرى .. إذ هما قادتمين من جهة النساء فقابلتني أمي وهي فرحة وتقول لي : قد زرت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم .. وذكرت لي بعض الكلمات من أغنية بالعامية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... حـــاولت أن أتملك نفسي لكني لم أستطع فصرخت عليهما صراخ شديد جعل الحيرة تتملك كل من مر علينــــــا .
- بعده صرت أمشي وحدي والحزن يغمرني لأني صرخت لأول مرة في حياتي على أمي عند حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- يا له من ذنب .. ويا لها من وقاحة .. فأخذت أستغفر الله إلى أن وصلنا الفندق .
*** | |
|
عبد القادر الجزائري VIP
اسم الدولة : الجزائر
| موضوع: رد: مذكرات معتمر 11 الأحد مايو 22, 2016 4:00 pm | |
| - لحسن حظنا وجدنا الحافلة لم تقلع بعد .. لم تشأ أمي الذهاب .. فقلت لها اصعدي .. فصعدت مع الأخت وجلست وحدي ولم أتحدث مع أحد حتى وصلنا منطقة جبل أحد .. نزلنا من الحافلة وذهبنا بمعية سي الحاج اتجاه المقبرة التي مدفون فيها سيد الشهداء "حمزة بن عبد المطلب" عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم وجهت نظري لجبل أحد العظيم .. روعة المكان وقداسته وشموخ جبل أحد أعاد لي صفو الروح فرحت أتحدث مع أمي وألتقط لها بعض الصور التذكارية وكأن شيئا لم يحدث .
- وأنا أشاهد جبل أحد العظيم تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم " جبل أحد يحبنا ونحبه ، وهو من جبال الجنة " .. صعدت بمعية أمي لجبل الرماة الصغير وعيني لا تفارقا النظر لجبــــل أحد لأنه من جبال الجنة .
- بعده توجهنا نحو مزرعة لبيع التمر .. لكن غالبيتنا لم تشتري لإرتفاع أسعاره .. بعدها زرنا مسجد " قبــاء " أول مسجد بني في الاسلام ، حيث صلينا فيه ركعتين ثم توجهنا نحو مسجد " القبلتيــن " الذي كنت أجهل قصته حيث صلينا فيه أيضا ركعتين .. ويقال أن أجر الصلاة فيه يعادل أجر عمرة .. ثم عرجنا على المكتبة التي بجانبه .. مكتبة كبرى / مكان هادي ورائع ونظيف / به تاريخ الاسلام والمسلمين بالخرائط والصور .. ولأني مهووس بمادة التاريخ نسيت نفسي فكنت أول الداخليـــن لها وآخر الخـــارجين منها .
- بهذا تنتهي مزارات المدينة المنورة التي ستبقى أحداثها وصورها راسخة في أذهاننا ما حيينـــا .
- وقبل أن أطوي صفحة المزارات / تجدر بي الإشارة أني وأنا جالس في الحافلة قرب النافذة أشاهد في تلك المناظر .. أتذكر حبيبتي التي تمنيت في كل لحظة أنها معي / أجلس بجانبها / أتحدث معها / وأحمد الله معها .. لــدرجة أن عيناي كانتا تخونانني في كثير من الأحيان فـ أخرج المنديل من جيبي وأتظاهـــر بأنها دموع زكـــام لا أكثــــر .
*** . | |
|