03- ترتيبــات السفــر :
- بدأت أمي تتكلم معي عن العمرة كل صباح أثناء شرب القهوة خاصة وأن أختها ( خالتي ) الأكبر منها قد ذهبت لأداء مناسك العمرة ، حينها بدأت
أبحث عن طريقة لأأخذ عطلة من عملي وعن وكالة للتسجيل بهـــــــــــا .
- حدتث مشكلة بيني وبين إدارتي فإستغليتها كفرصة سانحة لأطلب عطلة وهي رصيد متبقى من عطلة العام الماضي والمقدرة ب 40 يوم وقد كان
لي ذلك ، وبعده بأيام قليلة وفقني الله لأن أجد أحد الأشخاص النزهاء بمدينتي والذي يعمل مع وكالة بالعاصمة ، وفي ظرف قياسي بعت سيـــــارتي
ودفعت جـوازات السفر مع المبلــغ .
- أحد أصدقائي وجدني راجلا تلك الأمسية فسألني : أين السيارة ؟ فقلت بعتها من أجل كذا وكذا .. إستغرب من الأمر .. فقلت له : هذه " أمي "
وذلك مكان مقدس ومستعد لأبيع نفسي من أجلهما ... أما الغالية " نور" فقالت لي : لو لم أكن ذاهبة للعمرة ما تركتك تبيعها .. أحسست بصدق
هاته السيدة العظيمة فمن تلك اللحظة صــارت من أعز الناس على قلبي .
- أتذكر جيدا تلك السعادة التي غمرتني تلك الأمسية بسبب ما فعلت ، حينما تضحي بكل ما تملك في سبيل أغلى ما تملك " أمي " وفي سبيل
أقدس ما على وجه الأرض وفي سبيل أيضا الوفـاء بوعد قطعته على نفسك إتجاه تلك المرحومة .
- بدأت أمي في إعداد ما سنأخذه معنا من أكل ومواد غذائية وحاجيات ضرورية واشتريت لها بعض الحقائب ولباس الاحرام لي وصرفت بعض
المال ... هكذا شيئا فشيئا بدأت الأمور تضبط يوما بعد يوم .
- رغم خروجي عطلة من عملي إلا أن كثرة مشاغلي وتنقلاتي وارتباطاتي وتحضيراتي للعمرة مع ذلك الألم الذي يعصر أحشائي منذ سنوات
جعلني أعيش ضغطا رهيبا تركني أكسر هاتفي ذات صباح كي أخفف شيئا من ذلك الضغط ، وبعده بيوم فقط كلمني ( سي الحــاج ) ليخبرني
بأن السفر سيكون مساء اليوم ( الثلاثاء 05 مـــاي 2015 ) .. يا له من خبر أسمعه في مثل هذا اليوم وفي مثل ذلك التاريخ الذي يعني لي
الكثير والكثير وكأنها رسالة وإشارة إلهية تقول : أن هناك رب رحيم بعباده . يعلم صدقهم وحجم معاناتهم .... يوم قررت السفر لأداء مناسك
العمرة منذ أكثر من سنتين ونصف كان لسببين : جدتي .. وها أنا ذاهب لأعتمـــر عليها ولأنسى شيئا من حزن فقدان ذلك الغالي .. فـ ها أنا
ذاهب في ذلك التاريخ الذي يعتبر ميلاد حيـــاه في سنة من سنوات القـرن المــاضي .
***