- في المساء ذهبت أين تسكن حبيبتي لأقابل صديقي الغالي أخوها ... هاتفته لكنه لم يجبني فبعثت له رسالة مكتوبة قلت له أنا في مدينتك و أريد أن أراك ... بعدها رد علي بأنه مشغول ، و قال بأنه سيتمم عمله بعد نصف ساعة ليقابلني بعد صلاة المغرب .. لكن لم أود البقـــاء لأني وعدت صديق آخر بأن ألتقيه وسط المدينة .. و في الليل جلست و الحسرة تتملكني لأني لم أقابل أخ من أحب .. كنت أريد أن أقابله لأنه بمشاهدتي له أحس و كأنني قد شاهدت حبيبتي .. نمت و قد عزمت العودة باكرا لمدينتي .. لكني في الصباح غيرت رأيي و قررت أن أذهب لمكان عمل أخ حبيبتي .. و صلت الثامنة إلا ربع و هو وقت توجه التلاميذ للدارسة .. وضعت حقيبتي عند أحدهم و ذهبت راجلا بـــإتجــاه مكان عمل صديقي .. و أنا في طريقي له صادفت قريبة حبيبتي التي كنت أهاتفها .. عرفتها من ملامحها و من قدومها من الجهة التي تسكن فيها .. نظرت إليها مبتسما لكنها لم تتعرف علي ، تعمدت المشي لأني قلت في نفسي ربما قدماي قد تسيران في مكان قد سارت فيه حبيبتي يوما .. و أخذت أستنشق الهواء بقوة و قلت أيضا هو ذات الهواء الذي تستنشقه حبيبتي التي أكاد أشم رائحتها لأنه لا يفصلني عنا سوى أمتار معدودات .. أنظر لتلك الشوارع و أتساءل : يــــا ترى كم مرة مرت حبيبتي من هنــــا ؟؟؟
- أخيرا وصلت لأقابل أخ حبيبتي للمرة الثانية .. و الله شعرت بسعادة عارمة تملكتني و كأني فعلا قابلت حبيبتي .. تكلمت معه قليلا .. ثم عدت لأركب الحافلة المتجهة لمدينة صديقي المهندس لأبيت عنده تلك الليلة و في الصباح عدت باكرا لمدينتي .. لتنتهي تلك الرحلة الغريبة العجيبة و التي لا عنوان لها سوى أنها درب من دروب الجنون .
- الآن و رغم أني أعيش أزمـــــات متكررة ، إلا أني صرت أقابل كل أزمة بإبتسامة و هو مـــا جعل الآخرين في كثير من الأحيـــان ينظرون إلي نظرة إستغراب لقوة صبري و لطاقة تحملي ، و هو ما جعلني أرد عليهم بقولي : كل شيء بقضاء الله و قدره ، و الشاعـر العربي يقول :
و لــــرب نـــازلة يضيق بهــا الفتى ... ذرعــا و عند الله منها المخرج
ضـــاقت و لما استحكمت حلقاتهـــا ... فرجت و كنت أظنهــا لا تفرج
- قبل كل شيء فأنــــا إنسان مؤمن لن تهزني أي عاصفة بعد تلك العاصفة الهوجـــــــــاء التي تعلمت منها الكثير الكثير في حيــــــــاتي .
***