- كنت أحسب الأيام و الليالي لتاريخ خطبتنا المحدد و أذكر أني قلت لحبيبتي أنه لم يبقى لنا سوى 160 يوم فقط ، و قد كنت قد بدأت الحساب من 700 يوم .
- أنهت حبيبتي دراستها الجامعية و بمعدل أفضل من السنوات السابقة .. أذكر أنه حصل لحبيبتي شيء جعلني أضحك كثيرا منها فيما بعد ، و هو أنها قبل الامتحانات النهائية بيومين فقط إتصلت بي لتخبرني أنها قررت أن تنسحب من الدراسة نهائيا لأنها كرهتها بمعنى الكلمة و بأنها ستصارح أهلها بذلك .. فاتصلت بها و كعادتي أعرف كيف أحل تشفيره حبيبتي المجنونة .. ذكرتها بقوتها و بثقتي بها في النجاح و بأنها لو لم تراجع دروسها قط ستنجح لأن النجاح قد كتب عليها .. أظنني رفعت من معنوياتها و أرجعت لها ضحكتها الجميلة و ثقتها بنفسها .. لترجع لها طاقتها و حيويتها و بقيت أتصل بها يوميا حتى أنهت تلك الامتحانات بشق الأنفس عليها و علي أيضـــا .
- بعد إتمام دراستي كنت قد سافرت لمدينة تلمسان الساحرة مع أعضاء جمعية سياحية مدة خمسة أيام و لأني كنت قد زرت المنطقة من قبل فقد كنت دليلهم السياحي هناك ... لا أخفي .. عن طريق ما تعرفت على فتاة من مدينة سكيكدة تدرس في جامعة وهران كان قد عزمهم أحد الأصدقاء يومنا الأخير من أجل جولة في الحدود مع دولة المغرب الشقيق و بالضبط في شاطئ العربي بن المهيدي .. لا أتحدث عن جمال هاته الفتاة ورشاقتها خاصة و أنها كانت متبرجة نوعا ما .. تناولنا وجبة الغذاء مع المجموعة على ذلك الشاطئ .. و في المساء عند عودتنا لمدينة تلمسان خرجت معها وصديقتها و كنت أنا أيضا مع أحد الأصدقاء .. خرجنا كعادتنا نتمشى في أرصفة مدينة تلمسان النظيفة و الرائعة .. لم أتعود على مثل هذا الأمر من قبل .. فقررت أن أتصرف بعفوية مثل حبيبتي .. جلسنا في مقهى و بعده ذهبنا إلى حديقة جميلة حيث أخذنا بعض الصور التذكارية مع بعضنا البعض .
- لا أخفي نسيت تماما صلاة المغرب و نسيت أيضا حب حبيبتي ، لأني في ذلك الوقت كنت أعتبرها زوجتي المتواجدة في البيت .
- بعد رجوعنا .. و ما إن وصلت المنزل محيت رقم تلك الفتاة التي لم أتصل بها إطلاقا و لم تتصل هي أيضا بي ، حكيت لحبيبتي كل ما حدث لأن الصراحة هي مبدأ من مبادئ حياتي .. غضبت غضبا شديدا و أظنها لم تغفر لي هاته المرة .. فقالت لي من الآن فصاعدا بعد زواجنا الذي قرب لن أتركك تسافر وحدك و سأسافر معك أينما ذهبت مثل ما يقول إخواننا المصريين ( رجلي على رجلك ) .. قلت لها مستحيل .. و قلت لها أيضا العام المقبل سأسجل في الجامعة كي أشاهد الجميلات كل صباح .. فقالت أيضا سأسجل و أدرس معك .. مجنونة بمعنى الكلمة .
- بعده بأيام ذهبت للمبيت في منزل أقاربها لأطلب منها أن تمرر لي ابنتهم الصغيرة السن كبيرة العقل .. كان كلام هاته الفتاة يخيفني كثيرا لأن شخصيتها قوية جدا مما جعلني أعجب بها و هو ما أبديته لها مباشرة ، فقلت لها أنت أصغر و شخصيتك أقوى من شخصية حبيبتي و طلبت منها أن تقول لحبيبتي هاته الكلمات التي كنت قد غازلت بها هاته الفتاة السمراء ، مما جعل حبيبتي تبكي كالطفلة الصغيرة و هو أدى بهاته الفتاة أن تنصحها بإبتعاد عني لأني لا أحبها أصــلا .
***