- بدأ الموسم الدراسي للسنة النهائية لحبيبتي و كنت في سبتمبر قد حددت لها تاريخ أخطبها فيه و هو 01 نوفمبر 2012 .. حددته على أساس أنه في ذلك الوقت أكون قد أتممت دراستي و قد تم توظيفي لأن دفعتنا ستوظف مباشرة ، أيضا أكون قد سحبت بطاقة الإعفاء من الخدمة الوطنية ، فرحت حبيبتي كثيرا بهذا الأمر ، و بدأت أحسب الأيام لذلك التاريخ و بدأ العد التنازلي لذلك التاريخ من 700 يوم .
- ألحت علي حبيبتي بأن أأتي لأبوها لأعطي كلمة فقط .. لكني إستحييت أن أذهب لأخطب فتاة لأن أهلها سيسألوني ما عملك ؟ و أنا لازلت أدرس في تلك الفترة .
- في شهر نوفمبر 2011 جاء خاطب لحبيبتي و هو شاب من نفس مدينتها .. إتصلت بي لتطلب مني المسامحة لأن أمرها بيد أهلها فلو قبلوا به ستخضع لوالديها .. لا اعرف ما قلته لا آنذاك لكني لمتها قليلا و انزعجت كثيرا لهذا .. بقيت على هذه الحال لأيام لتتصل بي ذات صباح و تقول لــي أن الأمر قد فشــــل .
- كانت هاته الحبيبة ستقبل به لو أن أهلها قبلوا ، رغم أني قد حددت لها موعد لخطبتها و قد عرضت عليها مبلغ 10 ملايين تضعه في حسابها كضمانة مني و قلت لها صارحي أمك بأمر حبنا و موعد خطبتنا .. كل ذلك لم يشفع لي لأنها كانت ستتركني في لحظة .. كعادتي لأني إنسان طيب أولا و لأني أحبها ثانيا رجعت لها و طويت تلك الصفحة نهائيا و اعتبرت كأن شيئا لم يكن و عادت المياه لمجاريها .. لكن بعده بشهر فقط يأتي خاطب آخر و يتكرر نفس السلوك .. يطير عقلي بتنصل حبيبتي من حبها لي و عندما أذكرها بمواقفي إتجاهها تقول لي أنها قد تعذبت كثيرا معي .. و ما هي إلا أيام حتى يرفض أهلها أو أنها رفضت هي على أساس أن هذا الشخص يريد الزواج بعد شهرين مع أخوه مما يجعلها تنقطع عن الدراسة ، الأمر الذي لم تحبذه و جعلها ترفض .. و لأني أحبها بصدق أدوس على كرامتي الغالية .. أدوس عليها أنا الذي كنت دوما أردد لزملائي بيت شعري لابن حزم الأندلسي رحمه الله الذي أنصحهم به و هـــو :
إزهد في من لا يرغب فيك فإنه ذل ... و لا تزهد في من يرغب فيك فإنه ظلم
لأرجع إليها و كأن شيء لم يكن .. أيضا كلما أردت أن أتركها و أقسو عليها أتذكر وقوفها لجانبي في تلك الأيام العصيبة من أيــام حيــــاتي .
- دخلت السنة الميلادية الجديدة 2012 بشيء من الخوف و الفرح معا .. كنت في شهر جانفي محطم تماما لأن مصير دفعتنا ظل غامضا و لم تستدعينا إدارة المعهد لإتمام عامنا الأخير خاصة و أننا صرنا على مشارف نهاية جانفي .. حيث ضعفت ضعفا لم أضعف مثله من قبل ، و في إحدى الأيام صارحت حبيبتي بقولي : ( سامحيني لن أأتي لخطبتك في موعدنا المحدد ؟؟ لأنه مكتوب علي إلا الشقاء في هذه الدنيا .. ) و لكن في الليل إتصلت بحبيبتي أطلب منها المسامحة و أخبرها بأني لن أتنازل على خطبتنا في ذاك الموعد مهما كان الثمن فرجعت لحبيبتي تلك الضحكة الجميلة التي أحب أن أسمعها دومـــــا .
- لا أدري كم مرة تكرر مني هذا التصرف و هذا الكلام الذي أتفوه به في لحظات الضعف لكن و الله يشهد أني ما إن يرجع لي عقلي أطلب المسامحة من حبيبتي التي أعتبر حبها لي شيء من المقدسات التي لن أتركها و لا أسمح بأن تداس أو تدنس أبــــــــــدا .
- مرت الامتحانات بخير و عافية على حبيبتي و صديقتها المجتهدة .. و بعده تم إعلامنا بالإلتحاق بالمعهد لإتمام عامنا الأخير الذي حدد بفترة شهرين فقط من 26/02/2012 إلى 26/04/2012 .. فرحت كثيراا ورحت أبشر حبيبتي بذلك الخبر السعيد .. و إلتحقت بالمعهد لأدرس أسبوعي الأول و أتغيب بعده مدة أسبوعين لأرجع لأدرس أسبوعين فقط لينتهي عامنا الأخير و الحمد لله .
.